فيما تم التوقيع على مذكرة تعاون لإنشاء المدن الذكية

رئيس الوزراء الكوري يشيد بالاستراتيجية الوطنية التنموية التي تتبناها السلطنة منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد
مسقط ـ العمانية : استقبل دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا بمقر إقامته أمس كلا من معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز ومعالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة وسعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية وسعادة الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله الهنائي المستشار بوزارة المالية.
جرى خلال المقابلة بحث أوجه التعاون المشترك وسبل تعزيزها في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والطاقة المتجددة والصناعة كما تم استعراض فكرة إنشاء ما يعرف بـ" المدن الذكية " في البلدين الصديقين.
حضر المقابلة سعادة السفير محمد بن سالم الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كوريا وسعادة السفير كانغ دو هو سفير جمهورية كوريا المعين لدى السلطنة وعدد من المسؤولين من الجانب الكوري.
وقد أشاد دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا بالاستراتيجية الوطنية التنموية التي تتبناها السلطنة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم في البلاد معتبرًا أن الاستقرار السياسي الذي تشهده السلطنة جاء من خلال اعتماد دبلوماسية متزنة وتحقيق التنويع الاقتصادي عبر تنفيذ الخطط الخمسية منذ عام 1976 وتبعتها "رؤية عُمان 2020" وحاليًا "رؤية عُمان المستقبلية 2040".
وقال دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا في كلمة له خلال أعمال منتدى الأعمال العماني ـ الكوري الذي عقد اليوم : إن السلطنة تعد واحدة من الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال إلى كوريا والذي ساعد على التنويع الاقتصادي في كوريا وهي من أكبر الأسواق التي تعتمد عليها من حيث حجم التجارة منوهًا بإمكانية التعاون المشترك في مجالات تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والصحة والرعاية الطبية والصناعات والثروة السمكية في المستقبل.
ودعا رئيس وزراء جمهورية كوريا رجال الأعمال في كلا البلدين الصديقين للشراكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة خاصة في مجالات الصناعات البتروكيماوية والسكك الحديدية والطاقة الشمسية والمدن الذكية في ظل سعي السلطنة لتطوير هذه المجالات وتنويع اقتصادها عبر خططها ورؤاها المستقبلية.
من جانبه وصف معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة العلاقات التجارية بين السلطنة وجمهورية كوريا بأنها " قديمة " وتتركز حول مشاريع التعاون والشراكة بالدرجة الأولى في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والقطاع اللوجيستي موضحًا بأن السلطنة تشهد في الفترة الأخيرة تنفيذ مشاريع جديدة في مجال إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بما تمتلكه جمهورية كوريا الجنوبية من شركات عملاقة في هذا المجال.
وأعرب معاليه عن أمله في أن يعمل لقاء رجال الأعمال في البلدين على الانتقال إلى مجالات أوسع وأرحب خاصة في مجال الاقتصاد المعرفي إذ وقع الجانبان على مذكرة للتفاهم في مجال إنشاء المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وهي خطوة جديدة في جانب التعاون والشراكة وتكوين علاقة قائمة وناجحة تتمثل في مشروع صيانة السفن في الحوض الجاف بميناء الدقم.
وبين معاليه أن تحويل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى مدينة ذكية سيكسب السلطنة خبرات جديدة ويفتح الباب أمام الشركات المحلية والشركات العالمية ومنها الشركات الكورية وقد تكون هناك مبادرات مماثلة لمشاريع اقتصادية أخرى في صحار وصلالة وصور وغيرها قيد التصميم او التنفيذ كمدينة العرفان بمحافظة مسقط او المدينة اللوجستية "خزائن" في محافظة جنوب الباطنة.
من جهته أكد سعادة قيس بن محمد اليوسف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين السلطنة وجمهورية كوريا في تحسن مستمر والجانبين يعملان بجد في سبيل تقوية هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة موضحًا أن الغرفة تعمل جاهدة على أن تكون المكان والمنصة التي يستخدمها أصحاب وصاحبات الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين من خلال توفير المعلومات والبيانات وتسيير واستقبال الوفود التجارية للتعرف عن قرب على الفرص في البلدين.
وقال سعادته إن الإحصائيات تشير إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ حتى نهاية العام 2017 ما يزيد عن مليار ريال عماني وتمثل الواردات العمانية من كوريا ما قيمته حوالي 225 مليون ريال عماني فيما تمثل الصادرات العمانية إلى كوريا 844 مليون ريال عماني مؤكدًا أنه ما زال هناك الكثير من الفرص التي يمكن الاستفادة منها في تنمية المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين وأن غرفتي البلدين تسعيان باستمرار من أجل تكثيف الجهود لتوطيد العلاقات والتعاون التجاري وإيجاد آلية لتعزيز الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الغرف التجارية في كلا البلدين بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
من جانبه قال سعادة السفير محمد بن سالم الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كوريا في تصريح له إن زيارة الوفد الكوري برئاسة دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا تأتي في إطار توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون وتوسيعها وتعميقها لآفاق أوسع تشمل مجالات وقطاعات عديدة تتمثل في قطاعات اللوجستيات والصناعات والقطاع الصحي والطبي والرعاية الطبية والسياحة والتعليم والبحث والتطوير والابتكار.
وبين أن الشراكة بين القطاعين الخاص العماني والكوري لها أهمية كبيرة على اقتصاد البلدين وأن سفارة السلطنة بجمهورية كوريا ستبذل كافة جهودها لتذليل الصعوبات وتقديم كافة التسهيلات للجانبين العماني والكوري للشراكة بين القطاعين معتبرًا أن كوريا هي من الدول المتقدمة خاصة في مجالات المدن الذكية وتكنولوجيا المعلومات والانترنت والاتصالات وأنه يمكن الاستفادة من هذه التجارب والمعارف ونقلها الى السلطنة من خلال الشراكة مع الجانب الكوري.
يذكر أن "منتدى الأعمال العماني الكوري" الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عُمان ونظيرتها الكورية سعى إلى تعريف أصحاب وصاحبات الأعمال في البلدين على فرص الاستثمار والتبادل التجاري في الجانبين اضافة الى تعزيز التواصل وبناء العلاقات بين أوساط الأعمال وبحث إمكانية إقامة شراكات استراتيجية لزيادة الاستثمار والنشاطات التجارية بين البلدين.
وقد تم خلال المنتدى تقديم العديد من العروض المرئية حول أهم مرتكزات الخطة الخمسية الحالية والإمكانات التي توفرها المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والموانئ والمطارات والخدمات المكملة لها.
كما تم استعراض الفرص الاستثمارية في القطاعات الاقتصادية الواعدة في السلطنة خاصة في مجالات السياحة والصناعات التحويلية والثروة السمكية والتعدين والخدمات اللوجيستية وصناعة قطع غيار السيارات وصناعة الإلكترونيات ومستلزماتها وغيرها من المجالات.
حضر المنتدى عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين وعدد من رجال الأعمال في كلا البلدين الصديقين.
يذكر أن الشركات الكورية المشاركة في المنتدى متخصصة في مجالات الهندسة والبناء والتجارة البحرية، والطاقة والصناعات الثقيلة والاتصالات السلكية واللاسلكية والابتكار وغيرها من المجالات.
وكانت قد وقعت السلطنة وجمهورية كوريا امس مذكرة للتفاهم حول التعاون بين الجانبين في مجال ما يعرف بـإنشاء المدن الذكية.
جاء التوقيع على المذكرة على هامش منتدى الأعمال العماني ـ الكوري الذي نظم أمس ليوم واحد وهي تهدف لوضع دراسة حول أهمية العوامل والمشاريع والمجالات الاستثمارية في قطاع المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وقع المذكرة معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة فيما وقعها من الجانب الكوري سعادة سون بيونغ سوك نائب وزير الأراضي والمواصلات بجمهورية كوريا.
تأتي هذه المذكرة في إطار العوامل التي تحتاجها المناطق الاقتصادية كالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من إنشاء هذه المدن الذكية.
يذكر أن هناك تنسيقا بين هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والجانب الكوري فيما يتعلق بإعداد مسودة لوضع بعض الدراسات للتصور في المدن الذكية التي أصبحت المحرك الرئيسي لكثير من الاقتصاديات في العالم.
قد غادر البلاد مساء دولة لي ناك يون رئيس وزراء جمهورية كوريا والوفد المرافق له بعد زيارة للسلطنة استغرقت ثلاثة أيام أجرى خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين في السلطنة .
وكان في وداع دولة الضيف والوفد المرافق له لدى مغادرتهم البلاد معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز (رئيس بعثة الشرف المرافقة لدولة الضيف)، ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية ، وسعادة السفير محمد بن سالم الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كوريا، وسعادة السفير طارق الحسيسن سفير المملكة المغربية المعتمد لدى السلطنة (عميد السلك الدبلوماسي)، وسعادة السفير كانغ دو هو سفير جمهورية كوريا المعين لدى السلطنة، وعدد من أعضاء السفارة الكورية بالسلطنة .