أمستردام ـ د ب أ : تظهر دراسات طبية تم عرضها امس خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإيدز في أمستردام أن الأدوية التي تؤخذ للوقاية من انتقال العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية "اتش.آي.في" تكون فعالة إذا تم تناولها لمرة واحدة قبل وبعد الاتصال الجنسي وكذلك عند استخدامها على المدى الطويل .
وتؤكد النتائج التي تم التوصل إليها في العديد من البلدان نتائج بحوث سابقة حول الفعالية العالية لأدوية الوقاية السابقة للتعرض (بريب). ولم يصب الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال آخرين دون استخدام الواقي الذكري بالفيروس عند تناول الأقراص. وأظهرت دراسة أخرى أن العدوى لا تنتقل من الرجال الذين يحملون فيروس "اتش.آي.في" عند تناولهم أدوية "بريب" اليومية كما أشار الباحثون إلى أنه بالرغم من عدم حدوث تقدم كبير في البحث عن لقاح لفيروس "اتش.آي.في" ، فإن الدراسات طويلة المدى أظهرت نتائج واعدة وقالت رئيسة الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز ورئيسة المؤتمر ليندا-جيل بيكر :"هذا عهد جديد للوقاية من فيروس اتش.آي.في".
ووفقا لبرنامج "بريب"، يتم إعطاء أدوية مضادة لفيروس نقص المناعة البشرية تستخدم في الأصل في علاج المرضى المصابين للأفراد الأصحاء من أجل منع العدوى. وتمنع الأدوية الفيروس من التكاثر داخل الخلايا.
وأوصت منظمة الصحة العالمية ببرنامج بريب منذ عام 2015 . ومنذ ذلك الحين تمت الموافقة عليه في العديد من البلدان حول العالم، من بينها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والبرازيل وتايلاند.
ويعد التثقيف والتعامل مع السكان المعرضين للخطر على نحو فعال هو المحور الرئيسي لمؤتمر هذا العام الذي انطلق الاثنين. وكان العديد من الشخصيات البارزة والمشاهير من بين أكثر من 15 ألفا من العلماء والنشطاء السياسيين الذين يشاركون في المؤتمر .
واستغل الأمير البريطاني هاري والمغني البريطاني إلتون جون الفرصة لإطلاق مبادرة مشتركة جديدة لمكافحة الإيدز.وأطلقا على هذه المبادرة اسم "مين ستار" وهي تستهدف زيادة الوعي بين الشباب في إفريقيا حول أهمية الحماية أثناء الجماع.
وقال اسطورة موسيقى البوب (71 عاما) اليوم الثلاثاء "اذا اردنا كسب هذه المعركة فعلينا ان نجعل الرجال جزءا من الحل." ولدى جون وهاري (33 عاما) تاريخ في العمل مع منظمات الإغاثة التي تكافح وباء فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
وستتعاون المنظمة الجديدة مع شركات المستحضرات الصيدلانية لتوفير الاختبار ، وفي وقت لاحق، الأدوية للشباب في البلدان الأفريقية.
ويعد الجهل بالمخاطر التي يشكلها فيروس نقص المناعة البشرية منتشر بين الشباب في دول جنوب الصحراء الكبرى، وفقاً للخبراء. وقد يكون ما يصل إلى ثلث الشباب المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في بلدان جنوب الصحراء الكبرى غير مدركين لحالتهم.
وحذرت الأمم المتحدة، التي تريد إنهاء وباء الإيدز بحلول عام 2030، في الآونة الأخيرة من أن عدد الإصابات الجديدة يتزايد في العديد من البلدان، خاصة في أوروبا الشرقية وآسيا.
وفي العام الماضي، أصيب أكثر من 8ر1 مليون شخص بفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.أي. في)، وفقا للأمم المتحدة.
ويعيش حوالي 37 مليون شخص مع العدوى، غالبيتهم في إفريقيا. ويموت كل عام حوالي مليون شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز.