مع تدشين المتحف الوطني وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أول معرض دولي مشترك مع متحف الأرميتاج بمدينة سانت بطرسبيرج الروسية، والذي يستمر حتى نهاية شهر سبتمبر القادم ضمن فعاليات ثقافية تحمل اسم (يوم عُمان)، فإن هذه البادرة تعد نقلة نوعية في مجال التعريف بالإسهام الحضاري العماني في التاريخ الإنساني.
فمتحف الأرميتاج يعد واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، حيث إنه يحوي 3 ملايين تحفة فنية، كما أنه يعد واحدًا من أقدم المتاحف والمعارض التي تعرض الفن والتاريخ والثقافة في العالم، إذ يعود إنشاؤه إلى العام 1852.
وحينما تعرض القطع الأثرية العمانية النادرة في مثل هذا الصرح العريق فإن ذلك يعمل على التعريف بالتاريخ الإنساني والثقافي للحضارة العمانية، إضافة إلى ما تحقق من منجزات ثقافية باهرة خلال الـ48 عامًا من عمر النهضة المباركة.
فمقتنيات مثل مخزن بارود "تلاحيق" مصنوع من نحاس أصفر مع آثار من الفضة صمم لتعبئة فوهة بندقية «أبوفتيلة» بالبارود ـ على سبيل المثال ـ يعطي فكرة عن طبيعة الأسلحة والمعادن المستخدمة في صناعتها في تلك الفترة، والمصحف الشريف يعد مثالًا مبكرًا للقرآن المطبوع، حيث طبعت كل صفحة من صفحاته باستخدام تقنية الطباعة الحجرية الملونة ووثائق مثل رسالة من كوبايتيش قبطان المركب الروسي كرنيلوف أو من اووسينيكو القنصل الروسي المقيم في الخليج إلى السلطان فيصل بن تركي تعطي فكرة عن طبيعة العلاقات الدولية في تلك الفترة، ومدى تفاعل السلطنة مع هذه العلاقات، وتأثيرها في الأحداث التاريخية، حيث ستكون هذه الشواهد معروضة في رمز ثقافي متحفي يزوره كل عام حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون من الزوار من مختلف دول العالم.
مثل هذه البادرة التي جاءت بمذكرة تفاهم مع متحف الأرميتاج فإنه من المفترض أن تكون باكورة لمذكرات تفاهم مماثلة مع متاحف عريقة بأنحاء العالم ليكون الإسهام الحضاري العماني حاضرًا عبر (الأيام العمانية) بمختلف العواصم.

المحرر