[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
عندما نستعيد الأجواء الدبلوماسية بداية نيسان – أبريل 2003، نجد أن الحرب الدبلوماسية أخذت بالاشتعال بين واشنطن ومؤيديها من جانب وفي مقدمتهم لندن، والعواصم الأخرى، التي عارضت غزو العراق وفي المقدمة منها برلين وباريس. لكن ملامح تلك الحرب، أكدت أن القناعات أصبحت ثابتة عند جميع الأطراف، من أن الحرب باتت في دقائقها الأخيرة. وذهب الجميع إلى مكاتبهم، ليفتحوا الملفات الخاصة بعراق ما بعد الحرب ولقاء المستشارين والتباحث بهذا الشأن، وتخصيص جل أوقاتهم لهذا الأمر، مع الإبقاء على إحدى قنوات البث الفضائي، لمتابعة آخر المستجدات في واحدة من أخطر وأهم الحروب، التي تخوضها الامبراطورية الأميركية، وجرت اتصالات على مستويات عالية، في تلك الساعات لمناقشة هذه الأمور في مدينة سان بطرسبورج، حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي جاك شيراك وكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة كذلك المستشار الألماني جيرهارد شرودر.
أما في بغداد، فقد كانت الأحداث تتسارع، وبعد أن انهارت الدفاعات العراقية في محيط العاصمة، فإن حركة الدبابات الأميركية داخلها لم تكن صعبة، وكلما مرت ساعات إضافية، فإن الآليات الأميركية تتقدم أكثر، وبدأت الكثير من التوقعات تأخذ طريقها إلى التلاشي والانكماش، خاصةً أن القصف الأميركي يزداد ضراوة على جميع الأماكن، التي تتواجد فيها قطعات عراقية، وتحديدا ما تبقى من قوات الحرس الجمهوري، التي اضطرت إلى الانسحاب من غالبية الأماكن التي تواجدت فيها، بما في ذلك بساتين النخيل الكثيفة في منطقة الراشدية شمال بغداد، والمناطق الأخرى في منطقة الكاظمية والغزالية، في ذلك الوقت، واصلت القوات الأميركية هجومها على العاصمة العراقية، وقبل أن تبسط سيطرتها على جانب الكرخ، حيث يوجد المطار والقصور الرئاسية الكبرى، فقد دفعت بقطعات أخرى في الثامن من أبريل/نيسان 2003 باتجاه جانب الرصافة من بغداد، ولكن جوبهت هذه القطعات بمقاومة شرسة، واعترف البنتاجون بإسقاط طائرة من طراز (A10) بفعل صاروخ أرض ـ جو. كما اعترف الناطق العسكري الأميركي بمقتل جندي من المارينز وجرح ستة آخرين في معارك ضارية جرت في ضواحي بغداد. وجرت معركة أخرى قرب جسر ديالى، حيث قال الأميركيون إن أكثر من خمسمائة مقاتل عراقي هاجموا القوات الأميركية هناك، ولم تتحدث البيانات العسكرية العراقية عن تلك المعارك، بسبب انقطاع الاتصالات، واختفاء الكثير من قادة الوحدات العسكرية، بعد أن اشتد القصف الأميركي، وتقلص الأمل لدى القادة والآمرين والكثير من الجنود، وهم يشاهدون اندفاع القطعات الأميركية إلى وسط بغداد، دون أن تحصل المعركة الحاسمة التي ينتظرها الجميع.
ولم يعرف الكثير من العراقيين بالنشاطات الدبلوماسية في أروقة القرار السياسي الدولي بعد أن انقطعت وسائل الإعلام عن العراقيين.