مسقط ـ العمانية :
تشهد السلطنة ومنطقة الشرق الأوسط وعدد من بلدان العالم اليوم الجمعة ظاهرة فلكية هي الخسوف الكلي للقمر بالتزامن مع اكتمال قمر شهر ذي القعدة، ويصنف أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين مقارنة بالخسوف السابق في الـ31 يناير الماضي الذي استمر ساعة و16 دقيقة. وسيتسنى للذين سيرون خسوف القمر اليوم الـ27 من يوليو 2018، مشاهدة ظاهرة "الاقتراب الوشيك للمريخ"، وكذلك مجرة درب التبانة، التي ستظهر على يسار القمر وسيقترب المريخ من الأرض، بشكل كبير، ما سيجعله أكبر حجما وأكثر سطوعا، وهو ما لم تشهده الأرض منذ 15عاما. ووفقا لوكالة "ناسا" الفضائية، فإن "ظاهرة الاقتراب" ستحدث بسبب اقتران المريخ بالأرض والشمس، لتصبح المسافة بين المريخ والأرض 35.8 مليون ميل فقط.

وسيصطف مدارا الأرض والمريخ حول الشمس في الـ31 من يوليو الجاري، ليصبح متاحا للرؤية بواسطة العين المجردة، من جانب سكان الأرض. وسيبقى المريخ المعروف بـ " الكوكب الأحمر" أكبر من المعتاد عندما ينظر إليه بواسطة التليسكوب لبضعة أسابيع، قبل أن يتلاشى في منتصف شهر أغسطس المقبل، عندما يتحرك بعيدا عن الأرض. يذكر أن المريخ من أصعب الكواكب مشاهدة، حتى مع توفر أدوات ومعدات رصد ومراقبة، ولكن مع اقترابه من الأرض، سيجعل من مشاهدته حدثا فلكيا بهيا. ويقترب المريخ من كوكب الأرض كل 15 أو 17 عاما، وكان آخر اقتراب للمريخ من الأرض في عام 2003، إذ كان يبعد عنه 34.9 مليون ميل. وسيقترب المريخ من الأرض، بشكل كبير، ما سيجعله أكبر حجما وأكثر سطوعا، وهو ما لم تشهده الأرض منذ 15عاما.

وقال أحمد بن سعيد الجابري رئيس لجنة دعم التعليم بالجمعية الفلكية العمانية: إن الخسوف يحدث في منتصف الشهر القمري عندما تكون الأرض بين القمر والشمس فتحجب جزءا من ضوء الشمس ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق وله عدة مراحل الأولى عندما يبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل فيبدأ ضوؤها في الخفوت دون أن يخسف ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها بعض من ضوء الشمس بسبب الأرض فيسمى خسوف شبه الظل ثم يبدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض فيبدأ الخسوف الجزئي ومنطقة ظل القمر تنحجب فيها الشمس كاملة بسبب الأرض، والمرحلة الثانية يخسف قرص القمر كاملا عند دخوله إلى منطقة ظل الأرض، ثم يبدأ تدريجيا بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي، وهنا لا يدور القمر في مستوى دوران الأرض نفسه حول الشمس وبالتالي لا يحدث الخسوف والكسوف كل شهر.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن خسوف يوم الجمعة يعد أطول خسوف كلي للقمر في هذا القرن وسيستمر لمدة ساعة و43 دقيقة وفي المرحلة الأولى من الخسوف في دخول القمر في منطقة شبه الظل سيكون في تمام الساعة 10 و24 دقيقة مساء بتوقيت مسقط، حيث بداية الخسوف الجزئي ويستغرق عبور ساعة و6 دقائق، بينما تبدأ مرحلة الخسوف الكلي في تمام الساعة 11 و30 دقيقة مساء حيث يمكن مشاهدة الخسوف بالعين المجردة ويصل الخسوف إلى ذروته في حوالي الساعة 12 و23 دقيقة بعد منتصف تلك الليلة، بعد ذلك يبدأ في التناقص ويكون منتصف الخسوف في الساعه 12 و23 دقيقة وينتهي في الساعة الواحدة و13دقيقة ليستغرق الخسوف الكلي ساعة و43 دقيقة ثم يعبر القمر مرة أخرى منطقة شبه الظل وسيستغرق أيضا ساعة و6 دقائق وينتهي تماما في الساعة الثانية و19 دقيقة ليكون إجمالي الزمن الكلي لمراحل هذا الخسوف 3 ساعات و55 دقيقة.وأشار إلى أن ظهور الخسوف سيكون إضافة إلى الشرق الأوسط في كل من أوروبا وإفريقيا وأستراليا ونيوزلندا وستشاهد أميركا الجنوبية المراحل النهائية فقط بعد غروب الشمس. وأكد أنه ليس هناك أي تأثير لمشاهدة خسوف القمر. وقد حددت الجمعية الفلكية العمانية مواقع لرصد الخسوف تشمل مقر الجمعية بمرتفعات المطار بمسقط ونادي كعب بن زيد الفلكي بالموالح بولاية السيب ومرصدي سمد الشأن بقرية الأخضر بنيابة سمد الشأن وفي مركز سناو الأهلي الثقافي بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية، ومركز منح الثقافي الأهلي بولاية منح، ومرصد حديقة الرستاق العامة بولاية الرستاق، والمرصد الذي سيكون في حديقة صحار العامة بولاية صحار. وتكمن الأهمية العلمية لعمليتي الكسوف والخسوف، في أنه يمكن من خلالهما دراسة هالة الشمس وطبقات الغلاف الجوي عند اختفاء ضوء الشمس أو الضوء القادم من القمر.كما أن الخسوف يمثل في العلم التجريبي وسيلة المراجعة، فرصد الظاهرة وسيلة يكون من خلالها مراجعة الحسابات، التي تختص بالتقويم القمري والحسابات الخاصة بالأشهر الهجرية، كما أن هذا الخسوف يؤثر على المد والجزر ويؤكد الحسابات الفلكية.

وقالت وكالة "ناسا" الفضائية: إن القرن الحادي والعشرين يشهد 230 خسوفًا قمريًا منها 85 خسوفًا كاملًا و58 خسوفًا جزئيًا و87 خسوفًا شبه ظل (هو الخسوف الذي يكون فيه القمر مضيئا بشكل خافت وذلك لوقوعه في منطقة شبه الظل الخاصة بالأرض).
وتنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرضُ ضوءَ الشمس أو جزءاً منه عن القمر، بمعدل خسوفين لكل سنة، ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق، وتحدث تلك الظاهرة عبر المراحل التالية: يبدأ القمر بدخول منطقة شبه ظل الأرض فيبدأ ضوؤه بالخفوت دون أن يخسف (خسوف شبه الظل بالمصطلح الفلكي)، ومنطقة شبه الظل التي ينحجب فيها بعض ضوء الشمس عن القمر بسبب الأرض. ومرحلة أخرى عندما يبدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض فيبدأ الخسوف الجزئي، ومرحلة ثالثة وهي دخوله منطقة ظل الأرض وهي المنطقة التي تنحجب فيها الشمس كاملة بسبب الأرض، ويخسف كامل قرص القمر عند اكتمال دخوله إلى منطقة ظل الأرض، ويبدأ القمر بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي.