لبيد العامري
تلويحة

كُلَّ أُسْبُوعٍ
بَلْ كُلَّ يَوْمٍ
أَرى عَلى الشَّاشَاتِ
وَفي الصُّحُفِ
أمَّةً تُخْطِئُ
فِي اتِّجاهِ سَيْرِهَا
وَتَعُودُ للوَرَاء
تارِكَةً آثارَ
ابْن رُشْدٍ
وابْن حَزْمٍ
مَرمِيةً
عَلى قَارِعةِ الطَّرِيق
فَتُنادِيهُم
كَأُمٍ تَقِفُ
عَلى شَاطِئِ البَحْرِ
تُلَوِّحُ لأبْنَائِها
المُبْحِرينَ
في الأُفُقِ البَعيد ..

****

سَيِّدَةُ الزَّيْتون

رموها بالنيازكِ
فتساقَطَتْ الأوراقُ
والثِّمار
ليبقى الثكالى
والمَهْمومونَ
كالأيْتَام
واحْتَطَبوا الأغْصَانَ
كُلَّها
إلاَّ سَاقُها الرَّفيع
واليَوْم
يُحَاوِلونَ وَأْدَها
وَسْطَ كَيَاناتٍ
لا حيلةَ لها
حَتَّى على الكَلام ..

****

المكافح الشهم

في طريقِهِ الاعْتِيادي
المَمْلوءِ بالأَشْواكِ والحُفَرِ
لَمَحَ تِلْكَ القُمَّةَ الشَّاخِصة
الواقفةَ في وسطِ الطَّريق
كَمَوْطِنٍ للأحلامِ الكَبيرة
مُهَيْمِنةً على عالمِهِ
المُتلبدِ بالمعاناةِ والألمِ
وكأنها تقولُ له
بَيْنَنا لِقاء
ذَاتَ يَوْم
أيُّها المكافحُ الشهم ..

****

قنديل البيت

هِيَ نَجْمةٌ
يُضيءُ حَنانُها بَيْتًا هادِئًا
وَتُزَيِّنُهُ ابْتْسامَتُها
كُلَّ صَباحٍ وَمَساء ..

هِيَ سَرْوةٌ
اخْضَّرَّتْ حُبًّا في أَغْصانِها
فَلا تَكَادُ تَمْضي بُرْهةٌ
إلا وَغَلَبَها الظَّمَأ ..

هِيَ نَخْلَةٌ
تَمُرُّ بِها الأزْمانُ وَالعُقودُ
وَلَمْ تَزَلْ شاهِقَةً
كَمَا عَرَفْناها أَوْلَ مَرَّة ..

****
جمال الروح

قالوا عَنْهُ
انْطِوائِيٌّ تَعِس
يَسيرُ في المَجْهولِ
تَائِهًا
بَيْنَ عُزْلَةٍ
وَكِتاب ..

وَما إِنْ التَقَّيْتُ بِهِ
ذاتَ يَوْمٍ
إِلّا وَتَفَتَحَتْ
زُهورُ الرّوحِ
التي أَذْبَلَها
جَفافُ نَعيبِهِم
فَوَقَفْتُ مَشْدوهًا
إِزاءَ جَمالِ روحِهِ
النَّقِّية ..

****

فخاخ

أُولئِكَ القادِمات
مِنْ بِقَاعٍ بَعيدة
يَنْتَشرْنَ عَلى الطُّرُقاتِ
كَبَناتِ آوى
مُتَلَبِّسات بَأَوْهامِ الحُّب
مُتَحَفِّزات لاصْطِيادِ
كائِنَاتٍ مَهْزومَةٍ
إِزاءَ نِيرانِ
الرَّغَباتِ الدَّفينَة
بَيْنَما هُمْ
عَلى حَافَّةِ السُّقوطِ
في هاوِيَةِ فِخاخِهِنّ
المَنْصوبةِ كَشَرَك ..