ويُغَمغِمُ
مُغتَبِبطاََ في الجِوارِ:
أهاجِرُ...
ثُمَّ يَغِيبُ كقُبَّرةٍ لنْ تَعود
تارِكاً قُرب مِصباحِهِ
عُلبَة من سجائر مَحروقَة،
لنْ يُفكِّر مثلّ الّذي
غاب قبل سِنينٍ
وولّى كمُرتَحلٍ
تارِكاً خُبزة القَمحِ
في الصَحنِ
مَقسومة بينَ سيدة
تَشحَذُ الجوع والخَوف
وابنٍ لَقِيطٍ
سيَكبرُ يوماً بلا
قُبلة أو رَغِيفٍ
سيَكبرُ مع خَجَل الوردِ
حتّى يَطول بُقبضَتهِ
حَلبَة الَرقصِ،
بعد هزِيمَتهِ
يَنزوي باكِياََ:
ليتني ما بَقِيتُ على
قَيد هذي الحَياة!
يَعودُ الغَرِيبُ
ويَمرُّ على طاولاتٍ
منَ اليانَصِيبِ
ويُطفِيءُ مُصباحهُ في المَساءِ
يَنامُ...
كَيفَ حالكِ يا
يا هذهِ القرية المُستباحةْ
كَيف حال صُويحَبَة الياسَمِينِ
ومُقرِئة العزِبات العَجوز
أساءوا إليكِ بَنوكِ
فَصِرتِ قُماشاََ رَخِيصاََ،
جُرح ناعورةٍ،
ورَغِيفاََ منَ الجُوعِ
لفَّتهُ أرملة للصِّغار اليَتامى
على وَرقِ التّين
وأَعرفُ أنَكِ لنْ
تنهَضي مِثلما كنتُ يوماً
عَروساً بغَمّازَتَينِ
عَذبة
كَسلالٍ منَ الياسَمِينِ!
سلامٌ لكِ ولنا!!!.

سميرة الخروصية