تهدئة جديدة من 72 ساعة ومشعل يرى رفع الحصار أساسا للهدنة الدائمة
القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
اقترب عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة من الـ2000 شهيد إضافة إلى آلاف الجرحى ،فيما اغتالت قوات الاحتلال طفلا في الضفة الغربية وذلك بالتزامن مع الإعلان عن التوصل إلى تهدئة جديدة لمدة 72 ساعة في حين يرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن رفع الحصار عن القطاع يجب أن يكون أساس أي هدنة دائمة.
وحتى إعداد الخبر تجاوزت حصيلة شهداء غزة 1917 منهم 450 طفلا و243 امرأة و87 مسنا، وأكثر من 9 آلاف و800 جريح منذ بدء العدوان على القطاع قبل 34 يوما ،وذلك مع تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية.
وبحسب المصادر في المقابل قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن ست قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة سقطت في المجلس الإقليمي اشكول في النقب الغربي دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار .
وفي الضفة قال فلسطيني إن قوات الاحتلال اغتالت ابن شقيقه خلال اشتباك مع محتجين رشقوها بالحجارة في الضفة الغربية المحتلة أمس.
وذكر يوسف العناتي وهو قريب الطفل وشاهد على الواقعة أن القوات اغتالت خليل العناتي (11 عاما) بالرصاص رغم عدم مشاركته في الاشتباك الذي وقع قرب مدينة الخليل. وقال مستشفى محلي نقل إليه الطفل إنه أصيب برصاصة في الظهر.
وقال يوسف العناتي "كان خليل يقف في الخارج وكان بعض الصبية يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة. وفجأة سقط خليل على الأرض وهرعنا إليه حيث كان مغطى بالدماء."
سياسيا قال مسؤول فلسطيني إنه تم الاتفاق على تهدئة جديدة مدتها 72 ساعة في غزة.
وأضاف المسؤول المقرب من المحادثات التي تتوسط فيها مصر "اتفق الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني على تهدئة جديدة مدتها 72 ساعة لبدء مفاوضات جادة تقود إلى وقف مستمر لإطلاق النار."
وتابع أن الوفد الإسرائيلي الذي غادر القاهرة قبل انتهاء الهدنة السابقة يوم الجمعة سيعود إلى هناك قبل منتصف ليل القاهرة ويمكن أن يبدأ وقف إطلاق النار في ذلك الوقت.
جاء ذلك بعدما دعت مصر لتطبيق هدنة جديدة مؤقتة مدتها 72 ساعة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "مصر تدعو الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للالتزام بوقف إطلاق نار جديد لمدة 72 ساعة اعتباراً من منتصف الليل بتوقيت القاهرة".
وأضاف البيان إن ذلك يأتي "من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة."
وكانت مصر قد أصرت في مفاوضات الوصول للتهدئة على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وقالت الخارجية "اتصالا بتطورات الأوضاع المأساوية في قطاع غزة والدور الذي تقوم به مصر لوقف سفك دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم الكامل لتحقيق تطلعاته المشروعة وتخفيف معاناته الإنسانية، تواصل مصر جهودها خاصة ،فيما يتعلق برفع الحصار اللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل علي قطاع غزة"
وأضافت مطالبة "بإنهاء هذا الحظر من منطلق التزام إسرائيل بمسؤولياتها باعتبارها "قوة احتلال".
كذلك وافقت إسرائيل على الاقتراح المصري بالتهدئة حسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي.
وأيضا أعلنت حركة حماس أنها أبلغت مصر بموافقتها على التهدئة مع إسرائيل ودعت إسرائيل إلى "عدم إهدار هذه الفرصة".
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس "تم إبلاغ المسؤولين المصريين بموافقة الحركة على التهدئة لمدة 72 ساعة ابتداء من منتصف الليل لاستكمال المفاوضات".
وأضاف المتحدث "ولم يتم إبلاغ الإخوة المصريين بهذا القرار إلا بعد أن أعلن الاحتلال موافقته على التهدئة وإرسال وفد إسرائيلي للقاهرة للبدء بالمفاوضات".
وتابع "أن هذه المفاوضات ستكون مكثفة لإنجاز اتفاق هدنة وعلى الاحتلال عدم إهدار هذه الفرصة ،كما فعل في السابق".
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل في مقابلة حصرية مع وكالة الصحافة الفرنسية في الدوحة ان أي هدنة دائمة يجب أن تؤدي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.
وحول اتفاق التهدئة لمدة 72 ساعة الذي اتفق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي قال مشعل إن "الهدنة هي إحدى الوسائل او التكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لإنجاح المفاوضات أو من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة".
وأضاف إن "الهدف الذي نصر عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وأن يعيش قطاع غزة بدون حصار هذا أمر
لا تراجع عنه".
وتابع مشعل "نحن مصرون على هذا الهدف وفي حال حصول أي تسويف إسرائيلي أو مماطلة أو استمرار للعدوان فإن حركة حماس مستعدة هي وبقية القوى الفلسطينية للصمود في هذه المعركة الميدانية والسياسية، ولدى الجميع الجاهزية لكل الاحتمالات".