[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
رن هاتف المعلق السياسي، سمع متحدثه طويلا لكن البسمة لم تفارقه .. اغلق الهاتف وقال لنا: وصل الجيش العربي السوري إلى آخر شبر في جنوب سوريا.
هو أجمل الكلام في ليل بيروتي كل منا يتابع أخبارا يعرف أنها سوف تحصل، كما يعرف نتائجها. منذ وقت طويل صارت كل خطط الجيش العربي السوي مظفرة وناجحة .. لا يمكن له أن يضع خطة إلا ونفذها بنجاح .. ولكثرة عدد المعارك التي خاضها، كان المشككون يرمون بتمنياتهم أن يخسرها، لكنه فوت عليهم فرصة الاستمتاع بأفكارهم الدنيئة. لم ينتصر هذا الجيش فقط، بل نصرنا جميعا، أودع فينا المزيد من الأمل بأنه صار الجيش العربي الذي لا يقهر.
الجنوب السوري كله كان عصيا على الدولة، وكانت ألاعيب الأميركي والإسرائيلي تبرز يوميا لتشكل عوائق أمام المهمة الجليلة للجيش البطل، هكذا بدت .. العقل المسطح للمسلحين صدق اللعبة الماهرة التي مارسها أسياده الأميركان والإسرائيليون، استسلم إلى فكرة أنهم سيتدخلون وسيمنعون وسيكونون بالمرصاد .. فات الجميع وحتى بعض المعلقين في الصحف العربية الصفراء، أن ثمة إرادة سورية لا يمكن منعها، وثمة قرار سوري لا يمكن الوقوف بوجهه، وثمة جزء من وطن عزيز لا بد من عودته إلى حضن الوطن، ثم أن هنالك التسويات ساعة اللزوم، فالأميركي يبيع ويشتري وكذلك الإسرائيلي، لكن الأهم في هذا كله كما قلنا قرار سوريا.
خلال أيام أسدل الستار على ما كان، ليطلع صبح جديد على أمة وليس على سوريا وحدها، وتقديره أنه هدية متواضعة لوطن عربي ولشعوب مستضعفة .. مدرسة سوريا أذهلت العالم بلا شك .. كيف تمكن جيش خسر في بداية المؤامرة على وطنه أكثر من خمسين ألفا من قواته بين هارب ومتمرد لكنه أكمل بما بقي لديه، ثم راكم معاركه بين خاسرة ورابحة، إلى أن تم تعديل الكفة برمتها لصالح المزيد من الانتصارات، ووصل في النهاية لتحقيق أهدافه، وما زالت عينه على الهدف الأكبر والأغلى وهو إدلب.
هي قصة جيش تكتمل فصول انتصاراته غدا .. من الذي سوف يكتبها بحذافيرها، ومن سيتلو تفاصيلها السرية والعلنية، من سيقولها كما حصلت، وفي كل بيت اليوم صورة شهيد من الجيش أو من القوات التابعة، أو من الناس البسطاء .. هذه الانتصارات دفع ثمنها دما وسهرا وعرقا وتصميما، ولا بد أن يكتبها من قاموا بها، ليكن نصها من صنع مقاتليها سطرا سطرا من كل مقاتل. نحن بحاجة لتاريخ عربي صادق، وليس غير المعجزة السورية ما هو أصدق منها.
إدلب إذن ولو طال الوقت، آخر هدايا الجيش المظفر وضع لها الخطط الكافية، وهي على مراجل، فإما أن يسلم المسلحون، السوريون إلى دولتهم، وغير السوريين إلى بلادهم، وإما سيتحول هؤلاء جثثا مرمية على الطرقات.
الجيش العربي السوري قادم قادم، لا بد من إقفال ملف التآمر على سوريا بتنظيفها تماما من كل مسلح ما زال يتلقى من بعض العرب دعمه وتمويله وكأن هؤلاء لم يصدقوا بعد أن معركتهم الخاسرة انتهت إلى غير رجعة، وأن لعبتهم الخسيسة دمرتها زنود الجيش العربي السوري .. المعلومات ما زالت تقول، إن الدعم بكل أشكاله للمسلحين الإرهابيين ما زال قائما ولم يتوقف، فماذا عساه فاعلون حين يرى هؤلاء الداعمون من سلحوهم ودعموهم وقد صاروا في العالم الآخر ومنهم من فاز بهروبه؟
إدلب ترفع يديها مرحبة بجيشها، تناديه وتعرف أنه قادم وأنها حبه مثل كل جزء من سوريا.