[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
تحت مسمى المداخلات الهاتفية خلال التغطيات الإخبارية تجد من يوصف بأنه شاهد عيان أو من سكان المكان يظهر على الشاشات، ويدلي بشهادته التي يحدد فيها أماكن وتحركات القوات المكلفة بمحاربة الإرهاب، وهي معلومات لا تأتي إلا لأجهزة استخبارات، ولا تتوافر لشهود العيان، وربما تكون بمثابة رسائل تحذيرية يرسلها داعمو الإرهابيين عبر هذه القنوات.

مثلما لعب العديد من وسائل الإعلام دورا حيويا في الترويج للإرهاب أو التبرير له، فإن البعض من هذه الوسائل كان له دور أخطر يتعدى التبرير إلى المساعدة في التخطيط، بل وإرشاد الإرهابيين ومساعدتهم على تنفيذ إجرامهم.
فمن ضمن ما يعمل على الترويج للإرهاب أو التبرير له المسارعة إلى إعادة بث الرسائل الواردة على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي التابعة للجماعات الإرهابية، بل وصياغة الأخبار بطريقة توحي أن ما يصدره الإرهابيون هو الحقيقة المطلقة، مع تعمد التشكيك في الروايات الرسمية.
أيضا ومن ضمن وسائل دعم الإرهاب هي التبرير له عبر التفتيش في الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية للإرهابيين وسوق الدوافع التي منها ـ كما تتناول وسائل الإعلام الداعمة للإرهابيين والتي باتت بمثابة الناطق الرسمي باسمهم ـ انسداد آفاق السياسة وانعدام الديمقراطية أو سوء الأحوال الاقتصادية، مع عدم إخبارنا بكيف يخرج الإرهابيون من رحم المجتمعات الديمقراطية أو الأسر ذات الأوضاع المادية الجيدة.
أما ما هو أخطر من التبرير للإرهاب ومساندته فيتمثل في بعض البرامج الموجهة التي تعمل على التوجيه والإرشاد الميداني للإرهابيين في مناطق تنفيذ عملياتهم.
فالمتابع لأخبار المناطق ـ التي يسيطر عليها الجيش السوري مؤخرًا على مختلف الجبهات ـ يجد أن من ضمن ما تجده قوات الجيش خلال عمليات تطهير المنطقة من الشراك والألغام والمفخات، هناك أيضا المراكز الإعلامية والتي تتبع وسائل إعلام بعينها، وتجد فيها أجهزة بث فضائي وتجهيزات فنية متكاملة، وكاميرات فيديو وفوتوجراف، وكميات كبيرة من خوادم شبكات الحاسوب (السيرفرات).
بل وأكثر من ذلك هناك برامج بعينها تعمل على خدمة أغراض الإرهاب مثل البرامج الحوارية التي تعمل على إذكاء نار الفتن في المجتمعات بدعوى حرية الرأي، ولكنها لا تستضيف إلا عتاة المتطرفين في كل جانب، وتترك لهم الأبواق لينشروا سمومهم إلى الناس.
وهناك نمط آخر من الدعم وتوفير الإرشاد للإرهابيين يأتي عبر برامج الوثائقيات.
فعلى سبيل المثال وقبل أشهر قليلة من الهجوم الإرهابي على طريق الواحات بمصر، وفي خضم ما كان يعلنه الجيش المصري من رصد واستهداف سيارات دفع رباعي محملة بالأسلحة أو بالإرهابيين، ظهر وثائقي على إحدى القنوات يظهر كيفية السير في دروب الصحراء الغربية وصولا إلى الحدود المصرية الليبية، مع شرح وافٍ لكيفية تحرك السيارات وسيرها على شكل قافلة، والتشديد على الأماكن التي يمكن التزود بها بالماء، مع تركيز هذا الوثائقي على إظهار الخرائط التي تبرز خطوط السير دون داعٍ لوجود مثل هذا الوثائقي في هذا التوقيت، إلا أن يكون بمثابة رسالة سهلة التوصيل ترشد الإرهابيين وتنظم تحركاتهم.
وتحت مسمى المداخلات الهاتفية خلال التغطيات الإخبارية تجد من يوصف بأنه شاهد عيان أو من سكان المكان يظهر على الشاشات، ويدلي بشهادته التي يحدد فيها أماكن وتحركات القوات المكلفة بمحاربة الإرهاب، وهي معلومات لا تأتي إلا لأجهزة استخبارات، ولا تتوافر لشهود العيان، وربما تكون بمثابة رسائل تحذيرية يرسلها داعمو الإرهابيين عبر هذه القنوات.
وإذا كان البعض يستبعد أن تكون وسائل الإعلام ضالعة إلى هذا الحد ومتماهية مع أهداف الإرهاب، فإن الأحرى بوسائل الإعلام الحقيقية أن تقوم بفضح هذه الممارسات وتفنيد ادعاءاتها.