[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
عقبتان رئيسيتان تقفان في وجه الاقتصاد التشاركي الذي يتوقع الخبراء والمختصون أن يزداد حضوره في غالبية دول العالم خلال سنوات قليلة، وبما أن هذا النوع من الاقتصادات قد حقق طفرات كبيرة في الأسواق العالمية، ولأن الأرضية التي يقف عليها الاقتصاد التشاركي تعتمد على الأفكار التي قال القدماء إنها منثورة في كل مكان لكن ليس من السهل أن يراها الجميع، فإن آفاق انتشار هذا الاقتصاد قد تكون أسرع من التوقعات التي يرسمها الخبراء في هذا الميدان.
أما المعوقات التي تقف في وجه الاقتصاد التشاركي فيمكن إجمالها بالآتي:
الأول: تمسك الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة بالاقتصاد التقليدي والدفاع عنه باستماتة، وهذا التمسك وهذا الدفاع ليس صحيحا وليس مذموما، لكن التمسك به بطريقة العمل الجاد والمتواصل بهدف إلغاء الاقتصاد التشاركي، قد تكون محبة ليس في وقتها وارتباطا غير متين، ورغم تشابه العقلية في الدول الغربية إلا أننا نلمس اختلافا جوهريا بطريقة التفكير بالاقتصاد التشاركي والتعاطي معه، على سبيل المثال تقف شركة "أوبر" في مقدمة الشركات التي تعتمد هذا النوع من الاقتصاد ومعها بدون شك شركة "ليفت واير بي ان بي"، وبينما تمكنت "أوبر" من التوسع في الولايات المتحدة منذ انطلاقها في العام 2010 نظرا لما تقدمه من حلول واسعة للنقل العام في المدن الأميركية، وأصبح المواطن الأميركي والسائح والمهاجر يستخدم حافلات "أوبر" في تنقله على أوسع نطاق، كما أن مئات الآلاف من العاطلين عن العمل وجدوا فرصا ذهبية لكسب المال وتوفير احتياجاتهم اليومية، والانتقال من رصيف العاطلين عن العمل بكل سلبياته وارتداداته وأخطاره إلى الحضور في أروقة الحياة اليومي، في حين نجد أن حكومة لندن تعترض على النقل الذكي وتثير المشاكل مع شركات النقل التي تعتمد التطبيقات الذكية، وهذا ما حصل خلال الأشهر القليلة الماضية مع شركة "أوبر". إن المعوق قد يبدو في ظاهره نتيجة للحرص على النقل التقليدي الذي مضى عليه قرن من الزمن تقريبا، ونحن نتحدث هنا عن النقل البري بواسطة الحافلات، لكن الثورة التقنية التي تهز أركان عروش امبراطوريات اقتصادية لن تقف مترددة أمام رغبات الذين يريدون المحافظة على التقليد في النقل وسط عالم يهدر فيه التطور، كما لم يحصل في أي من الأزمنة والعصور.
الثاني: الفهم الخاطئ والتصورات القاصرة للتنافس بين الاقتصادات في العالم وداخل المجتمعات، وهذا الأمر ليس بالجديد، ويعود إلى جميع الحقب التي ظهرت فيها اقتصاديات جديدة، إذ سرعان ما يظهر منظرون يشجعون ويؤيدون الجديد في الاقتصاد، ويصل الأمر بهم إلى رسم صورة سوداوية للاقتصادات الأخرى وصورة وردية للمولود الجديد، ويفضي مثل هكذا طرح وجدل إلى نوع من التعصب يقود بالنتيجة إلى تطرف من قبل هذا الطرف وذاك.
إن المعوقات قد تكون حاضرة أمام توسع الاقتصاد التشلركي، لكن وبسبب اعتماده على أدوات العصر من التقنيات الحديثة قد تتضاءل هذه المعوقات بسرعة أكبر من ما يتصور الكثيرون.