بغداد ـ وكالات: امر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي امس الثلاثاء القوات الامنية بعدم التدخل في "الازمة السياسية" التي تمر بالعراق اثر تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة، حسب بيان رسمي. وجاء في البيان الذي نشر على موقع المالكي ان "رئيس الوزراء (نوري المالكي) حث القادة الضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية بالابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد وان لا يتدخلوا فيها". وتابع وان "يتركوا هذا الموضوع للشعب والسياسيين والقضاء". وكلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم مرشح التحالف الوطني (الشيعي) حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة، الامر الذي اعتبره المالكي انتهاكا للدستور بدعم اميركي. مؤكدا "نرفض الخرق الدستوري" في اشارة الى تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة خلفا للمالكي. كما اتهم المالكي واشنطن بالتورط في المسالة قائلا ان "واشنطن تقف الى جانب من خرق الدستور". من جهته وصف أبوعبد النعيمي الناطق الرسمي باسم ما
يطلق عليه "ثوار عشائر العراق" كلا من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بأنهما "مجرد وجهين لعملة واحدة". وقال النعيمي في تصريح هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"ثوارنا من أبناء العشائر وكبار ضباط الجيش العراقي الآن على مشارف بغداد ، وفي الأيام القليلة القادمة سنزحف على العاصمة وسنلقي القبض على كل من المالكي والعبادي ومن سلك مسلكهم من الخونة والعملاء بالمنطقة الخضراء وستتم محاكمتهم أمام المحاكم الدولية". وتابع النعيمي حديثه من موقع قرب العاصمة ، رفض تحديده لدواع أمنية ، :"بعدها سنشكل حكومة إنقاذ وطني من ثوار العشائر يشارك فيها كافة المكونات العراقية: كل العراقيين بلا اختلاف وبغض النظر عن القومية والمذهب". وحول أسباب رفضه لإعطاء العبادي فرصة ، رغم ترحيب كتل سياسيةعدة بتكليفه ، قال :"لن نعطيه فرصة .. وكما قلت فنحن نؤمن أنه الوجه المقابل للمالكي : فهو ينتمي لذات الحزب الدعوة ، والعبادي طائفي وسيفصل بين الشعب .. وقد قلنا من قبل إن الاحتلال للعراق كان باطلا وكل ما ترتب عليه يعد باطلا وبالتالي فلا شرعية لا للمالكي ولا لمن يخلفه". ودعا النعيمي المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية إلى أن ينظروا لثوار العشائر على أنهم الممثلون الشرعيون للشعب العراقي. وفي رده على تساؤل حول أولوية توحيد الجهود لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ، أجاب النعيمي :"لا وجود لداعش في أرض العراق ، نحن ثوار العشائر وأبناء المقاومة الموجودون فقط، أما الحديث عن داعش فلا نسمعه إلا بالإعلام". وحول المسؤول عن تهجير آلاف المسيحيين من الموصل وكذلك الأيزيدين فضلا عما ارتكب من جرائم في تلك المناطق إذا لم تكن داعش موجودة بأرض العراق ، قال الناطق باسم ثوار عشائر العراق :"هناك نسبة تتراوح من 5 إلى 10 في المئة ممن تطلقون عليهم اسم داعش إلى ما آخره .. هؤلاء هم من قاموا بمثل هذه الأعمال التي نرفضها وكل الشعب يرفضها". وحول عدم تصدي ثوار العشائر لهؤلاء المتطرفين إذا كانوا يرفضون أفعالهم ، قال :"اتخذنا الإجراء المناسب وحذرناهم من مغبة تكرار الأعمال .. لقد قمنا بإبلاغهم رسميا أنه حال تكرار هذا الأمر مرة ثانية سيكون لكل حادث حديث". على صعيد اخر رحب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس الثلاثاء بتعيين حيدر العبادي رئيسا جديدا للوزراء في العراق خلفا لسلفه المثير للجدل نوري المالكي، معربا عن امله "بتشكيل حكومة وطنية شاملة". ورحب العربي في بيان له امس الثلاثاء "بقيام الدكتور محمد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق بتكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة"، معربا عن امله "في نجاح الدكتور العبادي بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقى". كما رحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء بتسمية رئيس وزراء جديد في العراق خلفا لنوري المالكي الذي تنتقد الرياض سياسته بشدة. وبخصوص تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة قال الامير سعود الفيصل بالانكليزية ردا على سؤال "انه خبر سار تلقيته للتو". بدورها هنأت ايران امس الثلاثاء رسميا حيدر العبادي على تعيينه رئيسا للوزراء في العراق ودعت الى وحدة اطياف الشعب في مواجهة الهجوم الذي يشنه المتمردون السنة المتطرفون في تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني "نهنىء حيدر العبادي على تعيينه رئيسا للوزراء وكذلك المرجعية العراقية". ودعا شمخاني "جميع الأطياف والتحالفات العراقية إلى الوحدة للحفاظ على المصالح الوطنية وسيادة القانون في مواجهة التهديدات الخارجية" كما نقلت عنه وكالة انباء ايسنا. واكد "دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للعراق الموحد والآمن من اجل تقديم خدماته للشعب والرقي بمكانته الاقليمية". وهو اول موقف ايراني يؤكد ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لم يعد يحظى بدعم طهران التي كانت تعتبر حليفه الرئيسي في المنطقة. وقال شمخاني ان "الاطر القانونية التي يتضمنها الدستور العراقي كميثاق وطني هي الاساس لانتخاب رئيس الوزراء من قبل أكبر كتلة في البرلمان العراقي". من جهته اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بحثا امس الثلاثاء في اتصال هاتفي الوضع في العراق واعربا عن الامل في مشاركة الاتحاد الاوروبي "في اقرب فرصة في العملية الانسانية" الجارية في هذا البلد. وجاء في بيان "يرغب الرئيس والمستشارة في مشاركة الاتحاد الاوروبي في اقرب فرصة في العملية الانسانية الجارية لمساعدة المدنيين الذين يفرون من تجاوزات الدولة الاسلامية" في العراق. واعلنت المفوضية الاوروبية امس الثلاثاء انها ستخصص مبلغا اضافيا بخمسة ملايين يورو للعراق لمواجهة ازمة انسانية خطيرة ومساعدة النازحين والمجموعات التي ستستقبل لاجئين. وبذلك ترتفع مساعدة المفوضية للعراق الى 17 مليون يورو في 2014. بدورها أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين اليوم عن تزايد وتفاقم أزمة النازحين واللاجئين العراقيين الذين بلغ عددهم 1.2 مليون شخص وتدفق أعداد كبيرة منهم إلي محافظة دهوك في إقليم كردستان وكذلك في القامشلي . وأوضح المتحدث بإسم المفوضية أدريان إدواردز أن آلاف العراقيين هربوا من جبل سنجار عبر سوريا وعادوا إلى دهوك خلال الأيام الثلاثة الماضية حيث تم إيوائهم في 16 مدرسة وقدمت لهم الرعاية الطبية والغذاء والماء ومازال هناك ما بين 20 إلى 30 ألف محاصر في جبال سنجار دون طعام أو مأوي تحت درجات حرارة مرتفعة مع صعوبة بالغة في الوصول إليهم .