سفر أدبي جديد لملحق أشرعة الثقافي، ضمن حضوره الأدبي والفني الأسبوعي، مع إطلالة أدبية مغايرة تواكب تطلعات القارئ والكاتب في آن واحد.
من خلال هذا العدد يقدم أشرعة عددا من العناوين والأعمال الثقافية، من بينها الحوار الثقافي للزميل خميس السلطي مع الشاعر ناصر الكلباني الذي يطل هو الآخر بكل محبة وتواضع على القارئ ضمن حديث شفاف فمن خلال هذا الحوار يرى الكلباني أن مسألة الانزواء والبعد عن الساحة الشعرية العمانية عندما سأل عن ماهيتها مسألة شخصية بالدرجة الأولى، موضحا أن القصيدة عالمه المصغر الذي يرتب فيه أثاث أفكاره على مهل وبذوقه كيفما أراد ومثلما يريد، ويوضح الكلباني أن الملتقى الأدبي فرصة يلتقي فيها الشعراء الشباب مع بعضهم لتبادل الخبرات ومناقشة الأفكار ونقد النصوص ، مشيرا إلى أن فكرة القصيدة وردة يانعة طالما وجدت التربة الخصبة التي تنبت فيها حيث وجود الشاعر المثقف صاحب النظرة الثاقبة واللغة الجريئة ، مؤكدا أن تجربته في مسابقة (أمير الشعراء) كانت وما تزال من أجمل التجارب التي خاضها وفتحت له أبواب عوالم الشعر العربي. ولا يزال الكاتب عبدالله الشعيبي ومن خلال نافذة النقد الثقافي يطل على القارئ بخصائص متنوعة وهنا في هذا العدد يتناول التدوين الذاكري ضمن نصوص الفنون الشعبية العمانية، ويشير الشعيبي أن في البيئة العمانية التقليدية، لم يكن هناك تدوين يمكن الاتكاء عليه عبر المراحل الزمنية نصيا (لفظا وصورة) من دون التدخل فيه، أو من دون التلاعب به، زيادة أو نقصانا، لكنه يتمايز عن التدوينات الحديثة بكونه يحمل روحا خاصة به، روحا لا تكتفي بالنقل، بل بالتمثل، ولا نقصد هنا تمثيلها، بل نقصد التعايش معها، واعتبارها جزءا فرديا من صميم بناء جمعي ثقافي اجتماعي، بحسب طبيعة ذلك التدوين.
أما الكاتب الفلسطيني فراس حج محمد فيقدم قراءة فاحصة في "الروتين المفيد في صناعة رواية عظيمة" ويشير إلى كتاب "يوم من حياة كاتب" يوضح عنوانه الفرعي أن "59 كاتبا يتحدثون عن روتين الكتابة" فيه، وشاركوا في الإجابة على سؤال كيف يكون "يوم الكتابة" في حياة كل واحد من هؤلاء الكتاب. أما الكاتب أحمد عمر عطا الله وهو ناقد وباحث أكاديمي مصري فيقدم لنا مقالا يحمل عنوان "تجربة التجربة؛ قراءة في نقد أدب الطفل العماني" وبنظرة مبدئية إلى ميدان النقد الأدبي العُماني الحديث يمكن أن نلمح بصمات واضحة خلفتها مقالاتٌ ودراساتٌ تناولت أدب الأطفال من الناحية النقدية، لكن بتلك النظرة ذاتها يتراءى النقص الحاد الذي تعانيه تلك المسيرة العلمية في نقد نقد ذلك الصنف الأدبي، هذا ما أراد توصيله من خلال مقاله الجميل. كما يقدم لنا الكاتب العماني جمال النوفلي رؤية تفصيلية حيث رحلته للأردن، وتفاصيل دقيقة جدا يقدمها ضمن سرد أدبي جميل، أما الزميل الكاتب طارق سرحان فيعود إلينا بقراءة سينمائية جديدة، يكتشفها القارئ ضمن أطر فنية يقدمها بصور مدهشة غير معتادة.
مع تفاصيل كثيرة وعناوين رائعة أخرى ترافق إطلالة أشرعة في هذا العدد، كالسينما والشعر والقصة القصيرة.