إضافة إلى الزراعة والصناعة والنفط و(النووي)
موسكو ـ (الوطن) ـ وكالات:
اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي على تعزيز التعاون العسكري بينهما إضافة الى اتفاقات في مجالات الزراعة والصناعة والنفط والغاز والطاقة النووية والابحاث الفضائية وذلك خلال الزيارة التي بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا أمس.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي عقب مباحثات الرئيسين إنه اتفق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي على إقامة علاقات بين مصر والاتحاد الجمركي، الذي يضم بجانب روسيا كلا من كازاخستان وبيلاروسيا.
وأضاف: «روسيا ومصر تدرسان إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بينهما، منوها إلى أن مصر مستعدة لزيادة صادراتها الزراعية إلى روسيا بـ 30% في أقرب وقت».
وأعلن بوتين أن روسيا تدرس إنشاء منطقة تجارة حرة روسية في مصر، مضيفا ان البلدين يتعاونان بنشاط في مجال الزراعة ومصر من أكبر مستهلكي القمح الروسي، وروسيا يمكنها تصدير 5.5% مليون طن هذا العام إلى مصر حيث توفر ٤٠٪ من القمح المستهلك في مصر.
وأضاف: أن ٩٠٪ من واردات روسيا من مصر هي منتجات زراعية ومصر رفعت حجم صادراتها الزراعية إلي روسيا بنسبة ٣٠٪ ومستعدة لرفعها بنسبة ٣٠٪ أخرى.. كما بحث الرئيسان إنشاء مركز لوجيستي مصري على البحر الأسود واتفقا على تسهيل وصول المنتجات المصرية للسوق الروسي، وهناك ممثلون عن هيئة مراقبة الصادرات الروسية سيزورون مصر للتأكد من جودة المنتجات المصرية.
وشدد بوتين على أن مصر وروسيا لاعبان رئيسيان فى مجال النفط كما أنه عرض على الرئيس السيسي مجالات التعاون في مجالات الطاقة، وهناك شركة بدأت عملها في السوق المصري، وهناك شركات أخرى أبدت اهتماما بالعمل في مصر في قطاع الطاقة بما في ذلك في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وأضاف بوتين: إننا ناقشنا أيضا في مجال استغلال الفضاء، مشيرا إلى أنه في أبريل الماضي حمل صاروخ نقل روسي قمر صناعيا مصريا للاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى تطور التعاون العسكري الفني ووقعنا من قبل البروتوكول المناسب واتفقنا على توسيع توريد الإمدادات الروسية من السلاح إلى مصر، والتعاون في تصنيع السيارات الخفيفة والشاحنات وتنشيط السياحة باعتبار مصر وجهة مفضلة للروس وعلى الرغم من القيود المؤقتة فإن مليوني سائح روسي زاروا منتجعات البحر الأحمر خلال العام الماضي وسيزيد العدد هذا العام.
وأشار بوتين إلى أنه بحث مع السيسي القضايا الدولية وأيضا الوضع في غزة والتسوية وسوريا والعراق.. وقال بوتين انه سيواصل مع السيسي مباحثاتهما في وقت لاحق، معربا عن مشاطرته الموقف النشط لمصر في مجال محاربة الإرهاب على ضوء الأوضاع في المنطقة.
وأعرب بوتين عن شكره للسيسي على حديثهما البناء والصريح ، وأكد حرص الجانبين المتبادل على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
من جانبه قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن زيارته إلى روسيا تأتي بصفته رئيسًا للشعب المصري ويمثل «تطلعات الثورة (30 يونيو) التي فجرها شعب مصر العظيم متحديًا بها كل قوى التطرف والإرهاب، ومتطلعا لمستقبل أكثر إشراقا، تحقق لجميع طوائف الشعب ما يصبون إليه من حرية وكرامة، وتنمية حقيقية في وطن واحد يحتضن كل من يعمل لصالحه».
وأضاف السيسي، خلال المؤتمر الصحفي «كما هو متوقع بالنسبة لمصر وروسيا كانت أجندة مباحثاتنا متنوعة فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين التي تعد تعبيرًا حقيقيا عن مدى التقارب في وجهات نظر البلدين بشأن العديد من القضايا الدولية».
وتابع: «بالنسبة للعلاقات الثنائية تناولنا سويًا أطر وآليات التعاون في المزيد من المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي غلب على المباحثات، خاصة بالنسبة لإقامة منطقة صناعية روسية في مصر لتكون مكملة لمشروع قناة السويس الجديدة، الذي أطلقته مصر الأسبوع الماضي وتعهدنا بإتمامه خلال عام واحد من العمل الدؤوب والمتواصل بسواعد أبناء مصر».
وقال السيسي إن مباحثاته مع بوتين تطرقت إلى تجديد المشروعات التي دشنها الاتحاد السوفيتي السابق في مصر، «والتي لا يزال العديد منها يشكل العمود الفقري للاقتصاد المصري»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المباحثات تطرقت أيضًا إلى «تطوير التعاون في مجال السياحة الذي نأمل في عودته إلى سابق عهده»، بجانب مناقشة الوضع بالنسبة لقطاع الطاقة، باعتباره قطاعًا واعدًا لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين.. بالإضافة إلى بحث نفاذ الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا.
وأشار السيسي إلى أنها الزيارة الثانية له إلى روسيا: «تعلمون جميعا أنها المرة الثانية التي ألتقي فيها الرئيس بوتين، بعد أن كانت المرة الأولى في شهر فبراير الماضي في إطار صيغة (2 + 2)، حينما كنت نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع الاتصالات بيننا، ولم تنقطع الاتصالات بين كبار مسؤولي البلدين».
واعتبر الرئيس أن مصر نجحت «منذ ثورة 30 يونيو 2013 في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين تقوم على أسس جديدة تستمد عمقها من عمق العلاقات التاريخية بين البلدين».
ولفت إلى أهمية زيارته إلى روسيا لكونها «تأتي بعد أن خاضت مصر خطوات كبيرة على خارطة الطريق، التي توافق عليها الشعب المصري في أعقاب ثورة الـ 30 من يونيو».
وقال السيسي: «كان للقضايا الدولية نصيب كبير من مباحثاتي مع فخامة الرئيس بوتين، خاصة الوضع في غزة، حيث أعربت للرئيس بوتين عن تقديرنا لدعم روسيا للمبادرة المصرية، وأكدت ضرورة تطوير الموقف الروسي مع أطراف الأزمة، والتوصل لتسوية القضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية».
وأضاف: «وحول العراق أكدنا على وحدة العراق وأهمية تصديه للإرهاب، ودعوتنا لأهمية إقامة حكومة توافق دون إقصاء في بغداد، كما نثمن الجهود الأخيرة لتحقيق الوفاق الوطني».
وشدد السيسي خلال مباحثاته مع الرئيس الروسي على أهمية التواصل والعمل على تطبيق توصيات مؤتمر جنيف 2 ووضع حد للدماء في سوريا وتسوية الوضع بين الحكومة والمعارضة.
كما ناقش السيسي مع بوتين «الظروف والمخاطر التي تمر بها ليبيا»، قائلا: «حرصت على تأكيد ترحيبنا بتأكيد روسيا على وحدة الأراضي الليبية، وعدم جواز التدخل في الشأن الليبي من أي أطراف خارجية».