بغداد ـ وكالات: اعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي امس الاربعاء انه لن يتخلى عن السلطة بدون قرار صادر عن المحكمة الاتحادية.
وقال المالكي في كلمته الاسبوعية التي نقلها تلفزيون العراقية الحكومي "اؤكد ان الحكومة ستستمر ولن يكون عنها بديل بدون قرار من المحكمة الاتحادية". واكد في كلمته انه "على الجميع ان يقبل ما تقوله المحكمة الاتحادية" . وبرر المالكي الذي حكم العراق لثماني سنوات، موقفه قائلا ان "اصرارنا هو دفاع عن العراق والعملية السياسية والديموقراطية ". واضاف انه "دفاع في الحقيقة عن المصالح العليا لان المصلحة الوطنية العليا ترتبط بنظام وبدستور واستقرار دستوري قضائي سياسي لا يتحقق ما لم يكن هناك دستور ومؤسسات دستورية محترمة".
وحذر قائلا ان "الخرق الدستوري يعني فتح باب التجاوز الامني والسياسي والاقتصادي، ونحن اليوم نعيش هذا التحدي الكبير في المنطقة والعراق والمنطقة والعالم ،الارهاب". وتابع "اذا كان الارهاب بكل ما امتلك من قوة لم يستطع اسقاط العملية السياسية، اقول وبكل صراحة +هذا الخرق الدستوري هو الذي سيسقط العملية السياسية+". وخلافا لطموحات المالكي بالحصول على ولاية ثالثة، حظي رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بتاييد دولي وعربي واسع حضه على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة هجوم الجهاديين واخراج العراق من ازمته باسرع ما يمكن. لكن المالكي دان هذا الترحيب الدولي ورأى انه "تصميم القضايا (الوطنية) من قبل دول خارجية، وهذا شيء خطير". وكانت واشنطن حذرت من اي "اكراه او تلاعب" في عملية تسليم السلطة في العراق حيث يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التمسك بالسلطة رغم تعيين خلف له لتشكيل حكومة جديدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "نرفض اي محاولة عبر القانون او بطرق اخرى بالتوصل الى حل للازمة بواسطة الاكراه او التلاعب بالعملية الدستورية او القضائية". واضافت "هناك عملية دستورية جارية حاليا ونحن ندعمها". على صعيد متصل اعلن قصر الاليزيه امس الاربعاء في بيان ان فرنسا ستنقل "في الساعات المقبلة" اسلحة الى العراق "لدعم القدرة العملانية للقوات التي تخوض معارك ضد الدولة الاسلامية" التي تتقدم نحو بغداد. وقالت الرئاسة في بيان "بهدف تلبية الاحتياجات الملحة التي عبرت عنها السلطات الاقليمية في كردستان، قرر رئيس الدولة (فرنسوا هولاند) وبالاتفاق مع بغداد، نقل اسلحة في الساعات المقبلة". وذكرت بالمحادثات التي جرت الخميس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، موضحا ان "فرنسا اتخذت اصلا الاجراءات اللازمة منذ ايام لدعم القدرة العملانية للقوات التي تعمل ضد الدولة الاسلامية". وتابعت ان "الوضع الكارثي الذي يواجهه السكان في منطقة كردستان العراق يتطلب مواصلة توسيع تعبئة الاسرة الدولية". واكد الاليزيه ان فرنسا تنوي بذلك "لعب دور فعال عبر تقديم كل المساعدة اللازمة وبالتشاور مع شركائنا والسلطات العراقية الجديدة". وذكرت الرئاسة الفرنسية بان الشحنات الاولى من المساعدات الانسانية وصلت في الايام الاخيرة "وستتواصل"، مشيرة الى ان الرئيس هولاند "طلب من وزير الخارجية والتنمية الدولية (لوران فابيوس) متابعة هذه المسألة شخصيا". فيما اعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس الاربعاء ان الاتحاد يعد لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية حول العراق يمكن ان يعقد اعتبارا من هذا الاسبوع. وقال احد الناطقين باسم اشتون انها "مستعدة لجمع وزراء الخارجية الاوروبيين هذا الاسبوع وتدرس مع الدول امكانية ذلك". من جهته استبعد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الثلاثاء ان تسلم بلاده، كما تطلب فرنسا، اسلحة للاكراد العراقيين الذين يقاتلون الجهاديين. وقال بيلت في رسالة الكترونية "وصلنا الان من بعض الاماكن الاقتراح بارسال اسلحة خصوصا الى القوات الكردية. ارى في وسائل الاعلام ان هناك دول حاليا تقوم بذلك". واضاف "ولكن بالنسبة للسويد فان الوضع يختلف. هناك قواعد قاسية جدا في مجال تصدير الاسلحة ومناطق النزاعات هي عمليا وبالاصل مستبعدة". واوضح ان "الاسلحة بوصفها عنصر مساعدة سياسية هي ايضا شيء لا يتم البحث به. بالنسبة لدول اخرى، ربما يكون الوضع مختلفا". وتكثفت الجهود الدولية امس الاربعاء لاجلاء النازحين الذين طردوا من منازلهم اثر تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية" والمحاصرين في جبال شمال العراق حيث ارسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين اضافيين. وفي الوقت نفسه يعمل رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي الذي نال دعما كبيرا من المجموعة الدولية على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل اطياف العراق لاخراج البلاد من ازمتها والفوضى السياسية والامنية.
وتتفاقم المعاناة الانسانية في شمال العراق حيث يحاول الغربيون زيادة المساعدات للاقليتين المسيحية والايزيدية بعد فرار مئات الاف منهم امام تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية" الذين استولوا على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشرقه منذ 9 يونيو. وقال المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ادريان ادواردز للصحافيين الثلاثاء ان هناك قرابة 20 الفا الى 30 الف شخص عالقون في جبل سنجار، فيما حذرت خبيرة الامم المتحدة في شؤون حقوق الاقليات ريتا اسحق من انهم يواجهون خطر التعرض "لفظائع جماعية او ابادة محتملة في غضون ايام او ساعات". واكدت المفوضية العليا للاجئين الثلاثاء ان 35 الف شخص هربوا من منطقة سنجار ولجأوا خلال ال72 ساعة الاخيرة الى محافظة دهوك باقليم كردستان العراق مرورا بسوريا، موضحة ان الوافدين الجدد يعانون من الاعياء الشديد والاجتفاف. ونقلت المفوضية العليا عن رئيس بلدية زاخو ان هذه المدينة في كردستان العراق القريبة من الحدود التركية تستضيف الان اكثر من مئة الف نازح عراقي غالبيتهم من سنجار وزمار اللتين طردوا منهما من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية خلال الاسبوع المنصرم. وباتت محافظة دهوك تستضيف اكثر من اربعمئة الف نازح غالبيتهم من اقليات عراقية، فيما تستضيف كردستان العراق 700 الف نازح بحسب المفوضية العليا للاجئين. وهم موزعون على مئات المواقع المختلفة. وقال مصدر امني ان "مروحية من طراز مي 17 كانت تنقل مساعدات لنازحين ايزيديين في جبل سنجار، شمال غرب العراق، سقطت بسبب تهافت النازحين وزيادة معدل الحمولة فيها". وباشرت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي شن ضربات جوية على مواقع للمقاتلين المتطرفين وهي تقود مجهودا دوليا متزايدا لتسليم مساعدات انسانية الى الاشخاص المحاصرين في منطقة كردستان وقال كيري انه يجري البحث حاليا في سبل اجلائهم. وقال كيري متحدثا من هونيارا عاصمة جزر سليمان ردا على سؤال حول تقديم المزيد من المساعدات الانسانية وسبل الوصول الى المدنيين في المناطق الجبلية "هذا تحديدا ما ندرسه حاليا".
واضاف "سوف نجري تقييما سريعا وحاسما للوضع لاننا مدركون للحاجة العاجلة الى محاولة نقل هؤلاء الاشخاص من الجبال". من جهته ، اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ارسال 130 مستشارا عسكريا اضافيا الى اربيل، عاصمة كردستان العراق (شمال) لتقييم حاجات السكان الايزيديين. وبحسب مسؤول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه فان مهمة هؤلاء المستشارين هي "تطبيق مشاريع مساعدة انسانية غير عمليات القاء المواد الغذائية" من جهتها اعربت استراليا امس الاربعاء عن نيتها المشاركة في العملية الانسانية الغربية في شمال العراق لتقديم المساعدة الى المدنيين. وتنشر استراليا طائرتي نقل جنود في الشرق الاوسط. كما اعلنت بريطانيا انها ستنقل معدات عسكرية من دول اخرى الى القوات الكردية التي تقاتل الاسلاميين المتطرفين في شمال العراق، كما سترسل طوافات من طراز شينوك لدعم مهمة تقديم المساعدات. على الصعيد السياسي، نال حيدر العبادي الذي كلف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة تاييدا دوليا واسعا. كما رحبت قطر والكويت بتعيين رئيس جديد للوزراء في العراق وعبرتا عن املهما في ان يؤدي ذلك الى اعادة توحيد البلاد. واعتبر الاردن من جهته الاربعاء تكليف رئيس وزراء جديد في العراق "خطوة ايجابية" مؤكدا دعمه "لكل خطوة تدعم استقرار وامن" جاره الشرقي.