برلين ـ عواصم ـ وكالات: قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها تأمل "على رغم العقوبات" في استمرار النقاش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبدية في الوقت نفسه املها في قيام حوار بناء اكثر, في وقت رفضت الحكومة الأوكرانية مرور قافلة المساعدات الروسية إلى أراضيها على وقع استعار المعارك في مدينة دونيتسك حيث قتل وأصيب العشرات بينهم مدنيون.
وقالت ميركل بتصريح صحفي "اقوم بكل ما في وسعي حتى لا ينقطع التواصل مع الرئيس الروسي على رغم العقوبات". واضافت "لكن من الضروري ان يكون هناك اكثر من طرف واحد حتى يكون الحوار بناء".
وردت روسيا على العقوبات غير المسبوقة التي فرضها عليها الاتحاد الاوروبي بعد تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا ومقتل ركابها الـ298 من جراء صاروخ اطلقه على الارجح الانفصاليون الموالون للروس، بالاعلان الاسبوع الماضي عن حظر لمدة سنة على منتجات غذائية ولاسيما اوروبية واميركية.
وشددت ميركل على القول "لطالما التزمت بالتعاون بشكل بناء مع روسيا وما زلت مستعدة لذلك في المستقبل".
واعتبرت ميركل ان الرئيس الروسي خالف من خلال ضم القرم مبدأ موضع اجماع في اوروبا وهو يقضي "بالحفاظ على وحدة وسلامة اراضي دولنا" و"عدم تعديل الحدود من جانب واحد".
وقالت ميركل ان على روسيا ان تقبل بأن "تقرر اوكرانيا وحدها وبحرية وديموقراطية" مستقبلها مضيفة "في هذا الاطار، يجب ان ندافع بقوة ووضوح عن مبادئنا".
ومنذ بداية الازمة الاوكرانية، اجرت ميركل اتصالات هاتفية منتظمة مع الرئيس الروسي. وكانت مكالمتهما الاخيرة الاربعاء الماضي بعد ايام على الغاء عقد عسكري مهم بين البلدين.
وفي ذلك الاتصال الهاتفي، دعت المستشارة الرئيس الروسي مرة جديدة الى "استخدام نفوذه على الانفصاليين (الموالين لروسيا في اوكرانيا) من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار من الطرفين" و"تثبيت" الوضع، كما جاء في بيان للحكومة الالمانية.
وفي سياق متصل قال وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف امس ان اوكرانيا لن تسمح بدخول "اي قافلة انسانية" مرسلة من فلاديمير بوتين الى مناطق الشرق المدمرة في النزاع، الى اراضيها.
وقال افاكوف ان "اي "قافلة انسانية" من بوتين لن تمر عبر منطقة خاركيف" التي تسيطر عليها الحكومة الاوكرانية في الشمال الغربي وتقول موسكو انها نقطة العبور الى الاراضي الاوكرانية. واضاف على صفحته على فيسبوك ان "مثل هذا العمل الاستفزازي الوقح على ارضنا غير مقبول".
من جهته قال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء ان اوكرانيا لا يمكنها ان تقبل المساعدة "الا في اطار القانون الدولي وحصرا عبر الصليب الاحمر".
وقال ان "مكر الرئيس لا حدود له. اولا يرسلون لنا دبابات وصواريخ غراد وارهابيين وعصابات تقتل الاوكرانيين وبعد ذلك المياه والملح".
من جهته قال ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في كييف ان المحادثات حول المساعدة الانسانية الروسية "لا تزال جارية".
وقال اندريه لورش "هناك الكثير من النقاط التي يجب ان تتقرر بين الحكومتين واللجنة الدولية للصليب الاحمر".
واضاف ان "اللجنة الدولية للصليب الاحمر بحاجة للمزيد من التفاصيل حول تشكيلة القافلة. القافلة في طريقها الى اوكرانيا واللجنة الدولية للصليب الاحمر لم يتسن لها التحقق مما تضمه".
والقافلة التي تضم حوالى 300 شاحنة ينتظر وصولها مساء الى مركز شيبكينو-بليتنيفكا بين منطقة بيلغورود (جنوب روسيا) وخاركيف (شمال شرق اوكرانيا) بحسب موسكو.
من جهة أخرى اعلن ناطق باسم حركة برافي سكتور ان 12 من اعضاء هذا التشكيل يقاتلون في صفوف القوات الاوكرانية في الشرق قتلوا أمس في كمين في دونيتسك.
وقال الناطق باسم الحركة ارتيم سكوروبادسكي انهم "سقطوا في كمين واصيبوا بالرصاص في محطة القطارات في منطقة بتروفسكي" غرب دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا.
من جهته، قال ناطق آخر باسم الحركة يدعى بوريسلاف بيريزا ان "12 جنديا التحقوا بجيش السماء. انها مأساة بالنسبة لنا وموت وطنيين كارثة لاوكرانيا".
من جهته، قال رئيس الحركة ديمترو ياروش الذي ترشح للانتخابات الرئاسية الاخيرة في اوكرانيا والعدو اللدود لروسيا التي تلاحقه بتهمة "التحريض على الارهاب"، فقد عبر عن اسفه "للخسائر الرهيبة" في صفوف الحزب.
وكانت هذه الحركة القومية المتشددة في طليعة الحركة الاحتجاجية التي اطاحت في فبراير الرئيس الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش. وهي حركة مكروهة في مناطق الشرق الناطقة بالروسية.
وقالت بلدية دونيتسك ان منطقة بتروفسكي شهدت معارك عنيفة وقصفا مدفعيا ما الحق اضرارا بعدة منازل. وقد جرح خمسة مدنيين.