واشنطن ـ عواصم ـ وكالات: كشف الرئيس باراك اوباما أمس عن تغييرات رئيسية في برامج التجسس الأميركية، في أعقاب المعلومات التي سربها الموظف السابق بوكالة الأمن القومي ادوارد سنودين.
ويأتي إعلانه بعد ساعات من نشر صحيفة "جارديان" البريطانية مزاعم جديدة تفيد بأن وكالة الأمن القومي تجمع وتخزن 200 مليون رسالة نصية يوميا من مختلف أنحاء العالم.
وكتبت الصحيفة أن برنامج وكالة الأمن القومي، الذي يحمل اسم " دش فاير"، غير تميزي حيث يجمع معلومات من الأفراد غير المشتبه في ارتكابهم أي مخالفات.
وبحسب وثائق من وكالة التجسس البريطانية (جي سي اتش كيو) التي استخدمت أيضا قاعدة بيانات وكالة الأمن القومي، فإن برنامج دش فاير يجمع " كل شيء يستطيع جمعه"، على حد قول الصحيفة.
ومن المرجح أن تسبب المعلومات التي تم الكشف عنها المزيد من الغضب الدولي الذي أعقب تقارير إخبارية مستندة إلى ملفات سربها سنودين الذي جرى منحه اللجوء المؤقت في روسيا.
غير ان، وسائل الإعلام الأميركية أوردت بالفعل أنه من غير المرجح ان يطبق أوباما أكثر التغييرات شمولا التي أوصت بها لجنة مراجعة في ديسمبر الماضي التي عينها عقب المعلومات التي كشف عنها سنودين .
وعلى سبيل المثال، لن يطلب الرئيس من شركات الهواتف تسجيل بيانات مكالمات كبيرة بدلا من وكالة الأمن القومي، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أوائل الأسبوع الجاري.
ولكن من المتوقع ان يتبنى المزيد من سياسات حماية الخصوصية للأجانب وتعيين محامي قانوني سوف يكون مسؤولا عن الدفاع عن الخصوصية أمام محكمة استخبارات سرية ، بحسب الصحيفة.
وفي السياق ذاته اوردت صحيفة الجارديان البريطانية ان وكالة الامن القومي الاميركية جمعت قرابة 200 مليون رسائلة الكترونية قصيرة في اليوم من مختلف انحاء العالم بشكل غير محدد، من اجل استخراج معلومات مخابراتية منها.
وتستند هذه المعلومات التي تم الحصول عليها بفضل تحقيق اجرته الصحيفة بالاشتراك مع قناة "تشانل 4 نيوز" على مستندات سربها المستشار السابق ادوارد سنودن اللاجئ في روسيا.
ونشرت المعلومات عشية خطاب للرئيس الاميركي باراك اوباما أعلن سلسلة من الاصلاحات لوسائل التجسس، ردا على الجدل الذي يحيط ببرامج التجسس الاميركية والتي كشفها سنودن.
وتابعت الصحيفة ان برنامج وكالة الامن القومي الذي يحمل اسم "ديشفاير" يجمع "كل ما يقدر عليه تقريبا"، بحسب وثائق وكالة "جي سي اتش كيو" التي توازي وكالة الامن القومي في بريطانيا، بدلا من الاكتفار بالاتصالات بين اشخاص خاضعين للمراقبة.
وأضافت انها تستند ايضا الى وثيقة لوكالة الامن القومي تعود الى 2011 بعنوان "الرسائل الالكترونية القصيرة: منجم ذهب لا بد من استغلاله"، مضيفة ان البرنامج اتاح جمع ما معدله 194 مليون رسالة قصيرة في اليوم في ابريل من العام الحالي.
وتستخدم وكالة الامن القومي قاعدة البيانات هذه لتحليل رسائل تلقائية مثل الرسائل التي تنبه بحصول اتصال غيابي او عن كلفة التجوال في الخارج بالاضافة الى الرسائل القصيرة التي ترسلها المصارف.
وأكدت الوكالة البريطانية ان أنشطتها قانونية وهو ما أعلنته وكالة الامن القومي الاميركية ايضا.