[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/adelsaad.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]عادل سعد[/author]
”.. يحضرني هنا رأي لأحد اطباء التجميل، فقد قال بأن استخدام مستحضرات تجميل فاسدة عفا عليها الزمن, او مغشوشة استنساخا لماركات عالمية تقف وراء تشوهات تصيب البشرة ضمن الوجوه والاطراف والرقبة, وحسب معلوماتي المتواضعة ان العديد من الشركات التي تشتغل على حاجة البشر الى النظارة والحيوية,”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من المثير للاهتمام ان تنشط في السلطنة لجان حماية المستهلك في أيام العيد في مراقبة ميدانية تمتد من مراقبة حظائر الاغنام ومحلات بيع اللحوم الى مراقبة اسواق الخضروات والفواكه واللوازم المنزلية والملابس وغيرها من السلع .
الحال ان مسؤوليات من هذا النوع لابد ان تكون معقدة ومتعددة وارتدادية لمعاينة حركة الاسعار والتأكد من مقاييس الجودة خاصة وانها تزامنت مع استعدادت لعيد الاضحى واحتمالات تعرض المستهلكين الى حالات ابتزاز واستغلال بعرض سلع كاسدة , او فاسدة , استثمارا لارتفاع وتيرة الشراء عند المواطنين لتلبية متطلبات هذه المناسبة السعيدة.
ما اوقعني بالدهشة والطرافة ان الحملات الرقابية شملت ايضا مراكز وصالونات التجميل ومحلات ترويج المواد التجميلية والاكسسوارات ايضا, مع يقيني ان ليس كل العمانيين بحاجة الى خدمات تلك المراكز والصالونات ولا الى ما يرطب او ينعش الوجوه, او يصلح العيوب, فهناك من يرى فيها عمليات ترقيع ليس الا, تحت وهم استعادة ملامح شبابية ضائعة, او وهم ايجاد لمسات في الملامح بمزايا لافته خاصة ان لاغلب تلك المستحضرات التجميلية اثاراً جانبية اذا كانت مصنوعه من مواد كيمياوية بالرغم من اعلانات لافته تفيد انها من مواد اولية طبيعية ويحضرني هنا رأي لأحد اطباء التجميل، فقد قال بأن استخدام مستحضرات تجميل فاسدة عفا عليها الزمن, او مغشوشة استنساخا لماركات عالمية تقف وراء تشوهات تصيب البشرة ضمن الوجوه والاطراف والرقبة, وحسب معلوماتي المتواضعة ان العديد من الشركات التي تشتغل على حاجة البشر الى النظارة والحيوية, اذ كثيرا ما تقع في المحظور بتسويق معلومات مزيفة اصلا عن قدرة هذا المنتج او ذاك من اجل مصادرة حقوق المستهلكين وخصوصا النساء في تبين مصداقية ما تروج له, والشيء بالشيء يذكر ان شركات اميركية واروبية تصرف مئات الملايين من الدولارات سنويا كدعاية لمنتوجاتها لتغذية البشرة واخفاء عيوب جلدية , استغلالا لهوس النساء بالدرجة الاساس لاصلاح الملامح وازالة التجاعيد.
ان نزعة الاهتمام بذلك وصل الى معدلات غير مسبوقة في العراق, وفي بلدان الخليج, فبغداد الان تحتضن العشرات من تلك المراكز وكذلك مدن عراقية وعربية اخرى, وهناك استثمار واسع في هذا الميدان بأغلب دول العالم ضمن منافسة محتدمة وشراكة مع سحرة ودعاة و(علماء) يعلنون بدون حياء عن قدراتهم على تكفل تزويج العانسات ورد المطلقات وتجبير خواطر الارامل والمسنات والمسنين وفق اختلاطات وطلاسم لا يقل شأنها عن الاختلاطات السياسية التي تأخذ طريقها من التبشير في حين تتجذر المشاكل والصعوبات والاخطاء تجذر الاوهام في استعادة ذاكرة الصحيح والحيوي والامين على مصالح الناس.
ان ازدياد عدد الصالونات ومراكز التجميل ورواج موادها ينم عن محنة بنيوية هشمت الكثير من ارادة الحياة الصحيحة ولوثت الجمال النقي عن عمد بإدمان معيب اضاع المعيار الحقيقي للنظافة وقد ازدادت هذه الظاهرة المخالفة لقوانين الطبيعة مع ارتفاع معدلات صور السيلفي, اذ يعمد البعض الى تصوير انفسهم ذاتيا والعمل على وضع رتوش عليها لتبدو الوجوه نضرة ثم التوجه الى صالونات التجميل من اجل ان تكون ملامحهم مشابهة لملامح صورهم التي تم ترتيشها وقد نبه مركز بوسطن للتجميل من ازدياد تلك الظاهرة وما يترب عليها من اثار سلبية نفسية عندما يفشل خبراء التجميل في اضفاء الملامح التي يرغب اصحاب الصور فيها.
ان الاسراف بعمليات التجميل خسارة للبراءة, وعندما يرتبط ذلك بالغش وفقدان الحدود المعقولة تكون النتائج مخزية.
كل عام وانتم بخير , الجمال الحقيقي هو جمال النفوس .