كل عام وأنتم بخير .. عيدكم مبارك، أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والبركات، وبعد توقف اعتيادي الذي رافق المناسبة الدينية (عيد الأضحى المبارك)، نعود إليكم لنقدم لكم باقة أدبية متنوعة، حيث الشعر وبيان الكلمة، والقراءات النقدية والفكرية.
في هذا العدد المغاير من ملحق أشرعة ، يشاركنا الزميل وحيد تاجا بحوار مع الروائي المصري ناصر عراق والحائز على جائزة كتارا ، ومن خلال هذا الحوار يشير عراق إلى أن للأسرة الفضل الأهم في تكوين ذائقته وضميره ووجدانه، ويشير إلى أن الشخص العاجز يثير شهيته كثيرا للكتابة عنه والبحث عن الظروف الاجتماعية التي جعلت منه إنسانا منهزما مكسورا ، كما يخبرنا ومن خلال حواره إنه اعتمد في كل رواياته على الفصحى الرشيقة البسيطة، لكنها العميقة الجزلة الظلم الاجتماعي ليس قدرا، وإنما نتيجة سياسات خاطئة وظالمة المثقف العربي مازال بعيدا عن التأثير في الناس.
أما الدكتورة وفاء بنت سالم الشامسية فتشاركنا بمقال بعنوان ( الدّين في أناشيد الأطفال) ، وهنا تشير الشامسية إلى أن لأناشيد الأطفال الدينية أهمية كبيرة حيث إن المادة المطروحة في النشيد تتعلق بمفاهيم عقائدية وحقائق دينية مجردة أكثر من كونها حسيّة، فتأتي الأناشيد لتهيئ أذهان الأطفال لتقبّل بعض الحقائق المتصلة بالعقيدة كقدرة الله وصفاته، وذلك لأنها تخاطب الوجدان وتسبح بالفكر إلى التفكر في مخلوقات الله في كونه.
أما الكاتب عبدالله الشعيبي فلا يزال يتحفنا بقراءاته المتعددة في النقد الثقافي وفي هذا العدد يقدم عنوانا يحمل (سيرة شاعر ... فراغ في جسد الفنون الشعبية)، عموما هو يشير إلى ثمة فراغ ما في جسد الفنون الشعبية العمانية، سبّبه غياب تفاصيل سيرية لشعراء شغلوا الناس وسكنوا في مجالس الخاصة والعامة عىى السواء، وذهبت نصوصهم في صميم الذاكرة والذائقة المكانيين، هذا الفراغ يطرح أسئلته اللماذَويّة في صمت خجول، أنه لا توجد سيرة ذاتية مكتملة وفق النسق الحكائي السردي المؤسطر عنهم.
أما الكاتب جمال النوفلي فلا يزال يقدم ومن خلال الزاوية الأسبوعية حكاياته النابضة بروح الاكتشاف وهو يسافر إلى الأردن ليقدم لنا ماهية المكان وحضور الإنسان والتاريخ بلغة رائعة رشيقة.
أما الدكتورة دلال صماري الباحثة والتشكيلية التونسية، فتشاركنا بقراءة في معرض «أغنيات للشمس» للفنان العماني موسى عمر، حيث فتنة الخيش، هنا تشير صماري إن الفنان موسى عمر يواصل في معرضه الجديد الاحتفاء كعادته بخامة الخيش، كخامة أساسية في بناء أعماله والتي تعطيه في كل مرة وبحكم التجريب نتائج متنوعة، فاتحة الآفاق نحو تعبيرات ودلالات لا محدودة. حيث يوظّف جلّ إمكانياتها من حيث الملامس والحياكات، كما الإمكانات البصرية التي تقدمها سواء على مستوى اللون أو الشكل بحيث تضفي على أسطح الأعمال نوعا من الحركية والدينامكية.
أما الزميل الصحفي يوسف الحبسي، فيقدم لنا رؤية قرائية في كتاب (صراع الحب والسلطة .. السلطانة جومبيه فاطمة «1841 ـ 1878م») ويشير الحبسي إلى كتاب «صراع الحب والسلطة .. السلطانة جُومبيه فاطمة» الذي يسبر أغوار وأسرار التواجد العماني في جزر القمر» ويعكس عمق العلاقات العمانية ـ القمرية في ظل التنافس العماني الفرنسي على جزيرة موهيلي إحدى الجزر القمرية من خلال تولي السلطانة جومبيه فاطمة بنت عبد الرحمن رئاسة هذه الجزيرة.