بعلبك (لبنان) ـ وكالات: قتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة أطفال واصيب 20 آخرين على الاقل أمس في سقوط قذائف مصدرها سوريا على بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، في اعلى حصيلة لقصف مماثل منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة.
وتعرضت مناطق اخرى في شرق لبنان لسقوط اكثر من عشرين قذيفة وصاروخ مصدرها سوريا بحسب الجيش اللبناني، ما دفع الرئيس اللبناني ميشال سليمان للطلب من الجيش "حماية" القرى الحدودية مع سوريا ايا يكن مصدر "الاعتداء" عليها. ولم يتضح ما اذا كان القصف مصدره مواقع القوات السورية او مقاتلي المعارضة.
وقال مصدر امني لبناني "ارتفعت حصيلة سقوط قذائف مصدرها الاراضي السورية على بلدة عرسال الى ثمانية شهادة، بعد وفاة امرأة متأثرة بجروحها". وكان المصدر افاد في وقت سابق عن مقتل سبعة اشخاص واصابة 20 على الاقل في القصف الذي استهدف البلدة الحدودية مع سوريا.
واوضح نائب رئيس البلدية احمد الحجيري ان "خمسة من الشهداء هم أطفال"، مشيرا الى ان "ثلاثة منهم هم من عائلة لبنانية واحدة، اضافة الى ولد لبناني رابع، في حين لم تعرف هوية الطفلة الخامسة".
واشار الى ان ستة قذائف اصابت البلدة، اثنتان منها على منازل سكنية.
وتستضيف البلدة، آلاف النازحين السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم. وتعرضت مرارا خلال الاشهر الماضية لقصف من الطيران السوري.
واستهدفت مروحيات سورية البلدة في الثلاثين من ديسمبر الماضي، ما دفع الجيش اللبناني الى اطلاق مضاداته الارضية ضد سلاح الطيران السوري للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة.
واعلنت قيادة الجيش في بيان انه "تعرضت مناطق سهل راس بعلبك، الكواخ والبويضة-الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، الى سقوط 20 صاروخا وقذيفة مصدرها الجانب السوري".
وبعض هذه المناطق متعاطفة مع المعارضة السورية، في حين ان الاخرى ذات وفيها نفوذ واسع لحزب الله حليف دمشق والمشارك في المعارك الى جانب القوات السورية.
وكرر الرئيس سليمان تحذيره للحزب من دون ان يسميه، من انعكاسات مشاركته في المعارك السورية على الوضع اللبناني.
وحذر "من مغبة التمادي في التورط في تداعيات الازمة السورية ما بات يشكل ثمنا باهظا يدفعه اللبنانيون"، وذلك في بيان وزعه المكتب الاعلامي في الرئاسة.
وسبق للرئيس ان طالب الحزب في الاشهر الماضية "بالعودة الى لبنان" ووقف مشاركته في المعارك داخل سوريا، والتي ادت الى تصعيد التوتر السياسي في البلد المنقسم حول النزاع السوري.
وطلب سليمان من "المسؤولين العسكريين والامنيين اتخاذ كل الوسائل الايلة الى حماية القرى والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا"، معتبرا ان "حماية المناطق اللبنانية وسكانها اولوية حيال اي اعتداء تتعرض له من اي جهة كانت".
كما دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي القصف، طالبا من قيادة الجيش "اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الاراضي اللبنانية ومنع التعدي عليها".
وشهدت مناطق عدة في شرق لبنان اعمال عنف على خلفية النزاع السوري، شملت تفجير عبوات ناسفة وسقوط صواريخ.
وتبنت مجموعات من المعارضة السورية عمليات اطلاق الصواريخ في وقت سابق، قائلة انها رد على مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا.
ويأتي القصف غداة تفجير بسيارة مفخخة استهدف وسط مدينة الهرمل حيث يتمتع حزب الله بنفوذ واسع، وادى الى مقتل ثلاثة اشخاص.
ورجح وزير الداخلية مروان شربل ان تكون هذه العملية انتحارية، مشيرا الى ان الجزم بذلك "يحتاج الى بعض الوقت". وتبنت العملية "جبهة النصرة في لبنان"، قائلة ان الهجوم كان انتحاريا.