قال الحلاج في لحظاته الأخيرة ..
"وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصبا لدينك وتقربا إليك، فاغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي، لما فعلوا ما فعلوا."

ها تلك نجمتك القديمة في الفلك
بيضاء يحرسها نبي أو ملك
تنساب في ألق غريب وحدها
صلت على الآفاق فانطفأ الحلك
كم أسدل الغيم الذبول نبوة
من بعد خلق الشتاء وبللك
كم أرهقتك الأرض حتى أسرفت
فيك احتراقا واشتعالك زلزلك
صمت خلودك كل وجه ميت
قد عاد منكسر الحياة ليسألك
سر قداستك المضاءة باعتكا
ف الروح .. أشعلت الوجود فأشعلك
قنديلك المصلوب في تيه السما
ء .. كأنه وجه يؤرخه الفلك
لك هذه الأحلام أنت ملاذها
ولك الحقيقة كل هذا الكون لك
أنشأت جنتك البعيدة في الخيا
ل وصرت تكتب في المدى ما أجملك !
أمهلت عمرك لحظة حتى يعيـ
ش وعانقا هذا الوجود فأمهلك
هل قال ربك "كن" لتمتلك الرؤى
أم تاه قلبك في العوالم فامتلك؟
إني عرفتك .. كنت أجمل ما يشكـ
له الجمال لذاك جاء وقبلك
ينساب حولك عالم قلق وكم
أودعت صمتك الخلود فدللك
فضلت أن تحيا غريب ملامح
ولذاك عانقك الخيال وفضلك
فوقفت مصلوب الكمال مرددا
يا عالما قتل الرؤى : ما أجهلك !

من ديوان "تلاوات لنبي مجهول"

منتظر الموسوي