في الإجازةِ
في إجازتيَ القصيرةِ
في انتصافِ الصيفِ
أنهضُ باكرًا
وأعدُّ قهوتيَ الخفيفةَ
في انتظار الشعر
لا يأتي
وأفحص ضغطَ أمي جيدًا
لا بأسَ به
والسكريُّ عدُّوها لكنّها
في الصبحِ سُكّرةُ الأغاني والحِكَم
وأبي كعادته القديمةِ منذ آلاف السنين
يطالعُ الأخبارَ
يبكي دونَ دمعٍ أهلَهُ في الشام
في أرض العراقِ
وفي اليمنْ
يتذكر الأسفارَ
كان المحملُ الصُّورِيُّ يحمله إلى الآفاق
آفاقِ الرؤى العربية الشمّاء
صباحُ الخير يا أبتي
لننتظرِ القصيدةَ
ريثما نتناولُ الرطبَ الجنِيَّ
وهاك فنجانًا يدوزنُ للمرارة عودَها
ولن تأتي القصيدةُ يا بنيّ
فهاتِ فنجانًا أخيرًا آخرَ
ولنتذكرِ الأيامَ قبل الحربِ
لا أيامَ قبل الحربِ
كانت الحربُ القصيدةَ والزمنْ
مذ كان للجهةِ الأخيرةِ ألفُ بوصلةٍ
تشيرُ جميعُها نحو الفِتنْ

محمد السناني