[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
بعد عقود على رحيل العبقري والعالم نيكولا تسلا عن عالمنا اتفق الكثير من المختصين على القول إنه صانع "القرن العشرين"، وذلك بعد أن قدم للبشرية الكثير من الاختراعات التي تزيد عن السبعمئة اختراح تصدرها اختراع الراديو، كما أنه أول من وضع خطوات لكثير من الاختراعات التي شهدها القرن التاسع عشر في عقوده الأخيرة وأخرى كثيرة في القرن العشرين.
يصاب المرء بالدهشة عندما يفتش بين المراجع الكثيرة عن حياة هذا المخترع والعالم الكبير، إذ تذكر المصادر والبحوث التي تناولت حياة، نيكولا تسلا، أنه عالم ومخترع ومهندس حائز على العديد من الأوسمة. وهو أول من طور التكنولوجيا التي تستخدم في هواتفنا الذكية اليوم.
ولد العالم والمخترع نيكولا تسلا في يوليو ـ تموز 1856، بما يعرف الآن بكرواتيا. ثم انتقل إلى باريس للدراسة والعمل، لكن أهم فترات حياته كانت في الولايات المتحدة، حيث قدم إليها في عام 1884، ولنتخيل حال هذا العالم الذي وصل نيويورك ولم يكن في جيبه إلا مبلغ ضئيل لا يتجاوز الأربعة بنسات وحقيبة ملابسه، وعمل لفترة وجيزة مع توماس إديسون قبل أن يفترقا. ودخل الرجلان في منافسات عديدة وعميقة، باع العديد من براءات الاختراع خاصته، بما في ذلك تلك الخاصة بآلية التيار المتناوب. في عام 1891 اخترع "ملف تسلا" والذي لا يزال يستخدم في تكنولوجيا الراديو لليوم. توفي تسلا في مدينة نيويورك يوم 7 كانون الثاني/ يناير عام 1943.
مؤلفات وبحوث كثيرة وعشرات الأفلام الوثائقية تناولت جوانب عديدة في حياة نيكولا تسلا، يكتشف المرء فيها العقل المبدع الكبير الذي يحمله هذا الرجل وحجم العناء والجهد الذي بذله في حياته لخدمة البشرية، واستطاع أن ينتقل بالثورة الصناعية من مرحلتها الأولى التي اعتقد الكثيرون أنها ليس بحاجة للتطوير، بسبب الطفرة الكبيرة والهائلة التي حققتها في ميادين الإنتاج بعد اعتماد الآلة الحديثة، إلا أن مساحة الخيال الواسعة التي يمتلكها تسلا، ورؤيته الثاقبة للمستقبل دفعته للبحث في زوايا لا يفكر الكثيرون بوجودها أصلا، ومن خلال هذه القناعة والعقلية المتطورة والذهن المتقد حقق للبشرية ما يحلم به الناس، ولم تقتصر اختراعاته على حقل واحد فقد دخل الكثير من الميادين، وعلينا أن نتخيل الظروف السائدة في ذلك الوقت وصعوبة الحصول على المعلومات وندرة الورش والمختبرات الخاصة بالبحث والتطوير مقارنة بما يتوافر حاليا في الجامعات ومراكز الأبحاث والجامعات المتخصصة بالبحث والتطوير، وسرعة الحصول على المعلومات والإحصائيات المطلوبة لإجراء الدراسات.
بدون شك شهد القرن العشرون بروز قامات علمية وإبداعية كبيرة وكثيرة، وظهرت اختراعات كبيرة في مختلف الميادين وما زال عطاء العلماء يتواصل، لكن السؤال الذي يطرحه البعض: من سيكون الصانع الحقيقي للقرن الحادي والعشرين؟ هل ستكون مؤسسات معينة؟ أم سيكون شخصا واحدا؟ أم ثمة مفاجآت قد تحصل في المستقبل القريب؟