تواصلا مع موضوع "العلاقات العمانية الصينية : تجارة اللبان الظفاري أنموذجا" يواصل الباحث حبيب الهادي في هذا العدد تقديم
العوامل التي أسهمت في ازدهار العلاقات التجارية بين عُمان والصين على مر التاريخ حيث توفرت لعُمان إمكانيات بشرية وطبيعية مختلفة أسهمت في هذا الحضور العُماني على الساحتين الإقليمية والعالمية عبر الزمن، فقد مهدت هذه العوامل للعُماني سُبل التميز والشهرة والعالمية، حيث يقدم الباحث هذه العوامل البشرية والطبيعية بتفاصيلها الدقيقة في هذا الجزء والجزء القادم من البحث.
أما حوار العدد فيقدمه الزميل وحيد تاجا اليوم مع الفنان التشكيلي عدنان حميدة الذي يؤكد أن العمل الفني نتاج فكر وليس نتاج شطارة رسام ينقل ما يراه بحرفية الصانع. ويضيف في حواره مع "أشرعة" : كنت في السابق أرسم ما تراه عيني محاكاةً للواقع، واليوم أرسم خلاصة ما أشاهده. وأضاف عن مجموعة أعماله الأخيرة: في ظل ما تمر به سوريا والعالم العربي اليوم، أصبحت أجمع بين مفردات كل موجود في الكون بأعمال أسميتها (طبيعة غير صامتة) احتجاجا مني على صمت ضمير الإنسانية. ويعتبر الفنان التشكيلي عدنان حميدة من الفنانين المؤثرين في الساحة التشكيلية السورية. ويتميز بانه أحد أهم مدرسي الفن التشكيلي في دمشق الذين عملوا لسنوات طويلة مع الشباب.
وفي هذا العدد نقدم موضوع الأستاذ الأديب أحمد الفلاحي بعنوان " سالم بن محمد الغيلاني .. صاحب مجلة "السراج" ورجل الثقافة والأدب" متطرقا إلى علاقته الشخصية مع الراحل سالم الغيلاني وأهم المحطات التي استدركها "الفلاحي" في أجزاء كثيرة من محطات حياته منذ العام 1974 وحتى رحيله.
ويواصل الكاتب جمال النوفلي تقديم الرؤية التي لم يرها الزائر للأردن حيث يسرد تفاصيل رحلته في هذا الجزء المشوّق والذي يتطرق إلى جماليات الطريق من البحر الميت الى مدينة السلط وزياراته إلى الآثار التاريخية والحضارية القديمة والمعالم الأثرية.
وفي العدد يقدم الشاعر متعب الشكري قراءة انطباعية في قصيدة "أحلامي العمياء" لسالم بن مهزع ، اما الكاتب عبدالله الشعيبي فكعادته يقدم زاوية "النقد الثقافي" في هذا اليوم تحت عنوان "قصيدة الفنون .. خيار الشروحات وجدلية اللفظ" حيث يرى أن القصيدة ركن أساسي في مختلف الفنون الشعبية العمانية، وبخاصة في البيئة العمانية القديمة، وهذه الركنية هي الجوهر الذي جعل ثنائية (المعنى والمغنى) تحظى بأولوية قصوى في المكان العماني، بغض النظر عن أسماء أو أنواع فنونه المغنّاة، ولذلك تعاطى معها بمنظور خاص، منظوره الذي من خلاله شغل مخيلته بما تحتويه القصيدة من دلالات ومعان ظاهرة وباطنة، وما توحي به مساحات التأمل في مرايا تعكسها الألفاظ التي تبني عمود القصيدة الوزني والفكري والجمالي.
اما المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي فيقدم في هذا العدد رؤيته حول "معمار العماني تراث ثقافي" ويلخصه في انه تطواف فكري على التأكيد بأن العمارة ما هي إلا حاضنة أو مرآة حضارية عاكسة لثقافة الإنسان في معتقداته وعاداته وتقاليده ونظام حياته الاجتماعية والاقتصادية، وسيرته السياسية. وهي محتوى يسرد تفاصيل حكاياه يمكن عبرها استنطاق التاريخ وتدوينه.
فالعمارة العمانية حياة الأنسنة، وصوت الأزمنة، وشهود الأمكنة. هي علم وفن وعمل وثقافة. هي علم يسجل الأفكار والابتكار والآليات. وفن يصوغ مرائي الجمال ومرئياته، وينشر الراحة، ويخلق المتعة. وعمل يؤدي تنفيذه إلى بث التعاون بين الإنسان والإنسان، والفرد والمجتمع، والمجتمع والسلطة.