مهداة إلى الشيخ الأستاذ أحمد الفلاحي أديب عُمان الكبير.

سل الدجى كم رماني من محاجره
جفن وكم بت شلوا من غدائره
أسامر الليل في موار غيهبه
وغيهب الليل لا يرنو لسامره
واري الأضالع الا بعض هينمة
ولم تكن قط الا من خناجره
جن الظلام وراعتني شكيمته
ياويح نفسي منه في دياجره
ما أرهب الليل لو ضاء النجوم به
فإنما هي حد من بواتره
ذكرى . وشكوى . وآهات مبرحة
تهفو بوارده الساري وصادره
وتستبيح من الألباب منعتها
بكل أسمر باهي الثغر باهره
أو كل منبلج من نحر رائعة
يوحي البيان بضاف من حرائره
سب الدياجير ما توحي أعنتها
من البيان ومن عالي زواخره
أصبو إلى الليل يغري الشهب بي ولعا.
وان شرقت بوجدي من غرائره
واري الزناد يريني بعض شيمته
وينثني بي على زاهي مقاصره
مولها . والهوى العذري من شيمي
وان شكت اضلعي من حد ناجره
ولي من الفاتنات الحور كأس لمى
كالخمر بات عتيقا في خمائره
صحبتهن تواشيحا مرنمة
على شوارد شعري أو سوائره
وطفت من حول اطراف النجوم وما
قبلت جبهة نجم من زواهره
ولا عرفت من الراووق لذعته
لكن عصارة شعري من معاصره
فلا ترع ان سقاك الكأس مترعة
فانما هو بعض من مشاعره
خمر وشعر فما أدري أكأس طلى
سقيت ام هو شيء من عناصره
استغفر الله كاد الشعر يسكرني
وكدت انهار سحرا من سواحره
لاسيما والأديب الفذ يملأ بي
افق السماء على عالي منائره
قد نبه الشهب باسمي دونما حرج
مثل "المحلق" مزهوا بشاعره
رأى بشعري بعضا من مناقبه
أو ارتأى فيه ومضا من مأثره
وجد . وهو الذي ما قيل قط له
... "وليس قولك من هذا بضائره
ولم يكن ذاك إلا من مودته
عين الرضا رمقتني من نواظره
فبت منه كأني "ابن الحسين" غدا
يرغي ويزبد في زاهي دساكره
حينا "على قدر أهل العزم" يرفع من
قدر "ابن حمدان" معليه وناصره
وتارة يتغنى في أسى وضنى :
"عيد بأية حال" في مزاهره
****
ابا فلاح وخير القول أصدقه
أنت المنار لماضيه وحاضره
لكم جلوت البيان الغض مؤتلقا
احلى من الكرم في أكواب عاصره
وكم سهرت الدجى لا تستقر على
جنب وما بك إلا جفن باتره
أرهقت نفسك تبني كل شامخة
من البيان وتحيي بعض عاثره
حتى أطاعك منه كل ذي أنف
زهوا وجاءك يسعى في نوافره
أتيت باللؤلؤ الأغلى فلا عجب
ان بت ارفع نجم في زواهره
هذي النوابغ ليست غير ما غرست
فينا يداك لتحيي بعض غابره
فكيف تمنحني ما ليس من قدري
ابا فلاح الم تشهد لظاهره
حملتني فوق طوقي قدرة وسنا
وأنت أدرى بحالي في تصاغره
مودة منك أعلتني لمرتبة
من دونها النجم في اجفان ناظره !

*****

بالله أحمد يابن الأكرمين هدى
من الفلاحات في عالي اواصره
ومن له القلم الوضاح في أدب
ابهى من الشمس في شتى مصادره
ومن سما وعمان ملء مهجته
انى تولى بخورا في مجامره
نشدت للوطن السامي ثقافته
وصنته بجلال من محاذره
أوحى لك السلف الماضي مفاخره
فجئتنا بجليل من مفاخره
وارث آبائك الاعلام من عرفوا
بكل أيمن سامي الوجه ناضره
فأسلم بيمن وايمان وعافية
على ذرى المجد في ابهى مناظره
وهاكها تتهادى في غلائلها
كمثل خلقك في أوفى بوادره
تهدي اليك تحياتي مطيبة
بكل كامل ودي او بوافره

هلال السيابي