استئناف محادثات القاهرة وشهداء العدوان يتجاوزون الألفين وإصلاح البنية التحتية لغزة يحتاج شهورا
القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
طالب الفلسطينيون بعقد مؤتمر دولي وفق سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الوقت الذي استؤنفت فيه محادثات القاهرة الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تجاوز عدد شهدائه الألفين شهيد ،فيما يتطلب إصلاح البنية التحتية المدمرة بالقطاع شهورا عديدة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في لقاء إذاعي، "إن شعبنا الفلسطيني أمام مفترق طرق حقيقي الآن، يتمثل بالإصرار على حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن نريد مؤتمرا دوليا وفق سقف زمني لإنهاء الاحتلال". حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أمس.
وتابع " منبت الشر في هذه المنطقة ومنبت الحروب فيها هو مستنقع الاحتلال الإسرائيلي ويجب تنشيف هذا المستنقع، وأن التحركات من اليوم التالي للعدوان على غزة تهدف لوضع حد لمعاناة شعبنا".
وأشار إلى أن إسرائيل تريد أن تبقي الوضع على ما هو عليه، فهي تريد دولة من دون دولة، وسلطة من دون سلطة، وهي تريد أن تبقي فصل غزة عن الضفة، وعليها أن تدرك أنه لا دولة فلسطينية دون الضفة ولا دولة فلسطينية في قطاع غزة، والحرب "الإجرامية" التي شنت على غزة هدفها إبقاء قطاع غزة خارج الفضاء الفلسطيني وضرب المشروع الوطني الفلسطيني.
وأوضح " أن وحدتنا الوطنية وتمسكنا بثوابتنا هما أساس الانتصار الحقيقي على الاحتلال، وهذا الانتصار سيكون للقانون الدولي والإنساني وللسلام وللأمن في مجتمعنا".
وقال عريقات" إنني في الدوحة مبعوث لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، وقد كنت في الأردن والتقيت وزير الخارجية ناصر جودة، وذهبت لمصر والتقيت وزير الخارجية سامح شكري، ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والمبعوث الأميركي لعملية السلام روبرت سيري، والآن في الدوحة التقيت مع خالد العطية وزير خارجية قطر، وأنا الآن في الطريق إلى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرجيو لافروف، وعدد من المسؤولين الروس".
وأضاف " نحن الآن نتحرك كمنظمة تحرير من اليوم التالي من العدوان والجرائم المرتكبة بحق شعبنا، والتي أصبحت تتكرر كل عامين، ولا بد أن تكون هناك ضمانات دولية ،فيما يتعلق بالمعبر، وفيما يتعلق برفع الحصار المفروض عن قطاع غزة، فهذه مطالب عادلة ويجب على العالم أن يوفر جسورا بحرية وجوية وبرية لإغاثة غزة، لإصلاح المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتوفير بيوت جاهزة دون ابتزازنا كسيوف مسلطة على رقابنا، يجب أن تكون الإغاثة بشكل مباشر، فهذه المطالب حق ووفدنا في القاهرة يقوم بجهود جبارة لتحقيق هذه المطالب".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن أمام مفترق طرق حقيقي وتاريخي، يتعلق بأنه إما أن تكون هناك دولة فلسطينية في الضفة وغزة ضمن سقف زمني محدد، وضمن سقف الرباعية الدولية والأمم المتحدة والعالم، وإما أن يكون احتلال إلى الأبد، "نحن نريد أن يكون هناك سقف زمني لإنهاء الاحتلال وهو سبب زيارتنا لهذه الدول".
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي الخاص بفلسطين، قال: "نحن نريد مؤتمرا دوليا يكون ذا مضمون يضمن إنهاء الاحتلال، والاتفاق على جدول زمني لإنهاء الاحتلال، ويعرف كل فلسطيني يوم الخلاص من هذا الاحتلال البغيض".
إلى ذلك وصل الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي القاهرة في وقت سابق أمس واستأنفا المحادثات غير المباشرة للتوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق نار في غزة.
ففي مقر المخابرات العامة المصرية في القاهرة، يتنقل مسؤولون مصريون بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني يضم ممثلين للفصائل الفلسطينية المختلفة على رأسها حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس لمحاولة تقريب وجهات النظر بين مطالب الطرفين.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتوصل لأي اتفاق تهدئة طويل الأمد بدون "رد واضح" على ما أسماه "احتياجات إسرائيل الأمنية".
وقال نتنياهو في تصريحات في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن "الوفد الإسرائيلي في القاهرة يعمل وفق تعليمات واضحة بالإصرار بحزم على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".
وأضاف "سنوافق على التوصل إلى تفاهم فقط في حال وجود رد واضح على احتياجات إسرائيل الأمنية".
كما قال نتنياهو "إذا اعتقدت حماس أنها ستغطي على خسارتها العسكرية بإنجازات سياسية، فهي مخطئة"، مشيرا إلى أنه "إذا اعتقدت حماس أيضا بأنها من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ ستدفعنا إلى تقديم التنازلات فهي مخطئة". على حد قوله.
وردا على ذلك قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس ، في بيان، إن حديث نتنياهو عن انتصار في غزة "هو حديث مزعوم لمجرد الاستهلاك الإعلامي للتهرب من نقمة الإسرائيليين والتغطية على فشله".
وأضاف أبو زهري إنه "يكفي نتنياهو أن المئات من جنوده سقطوا بين قتيل وجريح وأسير وأن عمليات المقاومة وصواريخها نجحت في ضرب العمق الصهيوني وفرض حصار جوي عليه".
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ، عن ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من الشهر الماضي إلى
2016 شهيدا .
وذكرت الوزارة في بيان للناطق باسمها أشرف القدرة أن من بين الحصيلة 541 طفلا و250 امرأة و95 مسنا.
وأوضحت الوزارة أن من بين حصيلة جرحى العدوان 3084 طفلا و1970 امرأة و368 مسنا.
وقتل في العملية 64 جنديا إسرائيليا وأصيب أكثر من 100 آخرين.
وفي السياق ذاته قالت فاليري اموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة الاحد في طهران، إن اصلاح البنى التحتية في قطاع غزة التي تدمرت أو تضررت من العدوان الإسرائيلي، سيحتاج "أشهرا".
وأوضحت اموس التي تقوم بزيارة تستغرق يومين لإيران "أن الأضرار في المستشفيات المحلية والمدارس ومباني الأونروا التي لجأ إليها النازحون، سيحتاج إصلاحها أشهرا".
وقالت انه في غزة "تتواصل عمليات الأمم المتحدة بما فيها التزويد بالغذاء والماء والمنتجات الاستهلاكية كما يتم توزيع المحروقات والادوية على المستشفيات".
وتضررت 97 منشأة تابعة للأونروا في غزة بينها خصوصا مراكز صحية ومراكز توزيع ومدارس بعضها يستخدم لإيواء إنساني لنحو 250 ألف فلسطيني نازح.