[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هذه الملاحقة الاميركية للفلسطينيين قد تكون الاولى من حيث حجمها في اي عهد من عهود الادارات الاميركية الا وهي ادارة ترامب. كأنما لدى هذا الرئيس حنق شخصي ضد الفلسطينيين اذا اضفنا جل علاقته باسرائيل. ماذا يمكن تسمية طرد السفير الفلسطيني من اميركا بهذه الطريقة واغلاق حسابه البنكي وربما اشياء اخرى عائدة له. وما نسمي وقف الدعم المالي الاميركي للاونروا، ولماذا الانتقام باغلاق السفارة الفلسطينية، ولنذهب اكثر الى رأس الهرم حيث نقل السفارة الاميركية الى القدس .. والحبل على الجرار كما يقولون.
الا يكفي الشعب الفلسطيني كل ماتعرض له في تاريخه، كي نضيف عليه كل الحمولات الزائدة التي لايتحملها شعب على وجه الارض، وبهذه الطريقة الفجة المباشرة التي لايفهم منها الا انها نعمى شخصية من رئيس اميركا لاسرائيل، وتفتيش عن كل اضافات اخرى من النعم التي ترضي هذا الكيان، ولا هم سواء انزعج الفلسطينيون او ضربوا حجرا على اسرائيل كما فعل ادوار سعيد، او ذهبوا كل يوم جمعة للمسلسل اياه، ثم نقل شهدائهم الى المقابر وجرحاهم الى المستشفيات.
ولكن، هل اذا انفجر الفلسطيني ،الذي تطارده اسرائيل وتعاقبه اميركا، يلام او يؤشر عليه بانه ارهابي، وهو صاحب الحق التاريخي . ثم هل يلام شعب فلسطين ، اذا ضجر من سلطته التي تقاومه قبل اسرائيل على اي فعل عسكري، ان هو بدأ اعادة تنظيم نفسه، ولديه من تاريخه ماهو ثابت حتى الآن، هنالك كل الفصائل مازالت موجودة ولها مكاتبها ولها رجالاتها، بل مازال لها عناوينها الفكرية ورصيدها الشعبي الكبير الذي مل كل انواع الممنوع والمسموح، حتى بات الممنوع يأكل من ضميره الوطني الى الحد الذي صرنا نخاف ان تصل به الامور الى التدجين، فنخسر هكذا شعب مكافح ومناضل وصاحب ارث في التضحيات التي لاتعد ولا تحصى.
احد شهداء الثورة الفلسطينية كان صديقا لكاتب هذه السطور، حين قرر الذهاب الى عملية فدائية، حاولت منعه لاسباب لاذكر لها الآن ، لكنه قال لي " لي موعد في موطني هيهات ان انسى الموعد " .. ذهب ولم يعد ، لكنه لم يتخلف عن الموعد، ولعلمي المؤكد ان كل فلسطيني لديه الموعد ذاته، وهو لن يخلف مهما بذل من موانع عن انفجار موهبته المحبوسة، فكل فلسطيني يحمل في داخله موهبة الحياة من اجل فلسطين، ولا بأس من تضحيات بعد ان تجاوز عدد الفلسطينيين السبعة عشر مليونا، وقبلهم قدمت الجزائر على مدار نضال المائة عام تسعة ملايين شهيد، وفي حرب سنواتها الاخيرة لوحدها اكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء.
تستأهل فلسطين كل نقطة دم، لكن المؤسف ان العديد من العرب باتوا يرددون ان الفلسطينيين اولى بقضيتهم، اي اتركوهم وشأنهم، وهذا بحد ذاته مؤامرة عليهم ،، صحيح انهم الطليعة، لكن فلسطين عربية وتحريرها من المؤكد انه سينهي كل المصائب العربية التي تعيشها الأمة منذ النكبة والى اليوم الذي نرى فيه العلم الفلسطيني من رفح الى الناقورة ومن البحر الى النهر.
لاتنشغلوا ايها الفلسطينيون بالقرارات الاميركية، هي سياسة اسرائيلية تنفذها الولايات المتحدة كما يقول الراحل حافظ الاسد، فلا تقنطوا.