في المؤتمر الصحفي للكشف عن الإجراءات الاحترازية لفيروس " إيبولا "

ـ التبليغ عن الحالات وعزلها وفحصها وعلاجها أهم خطوات التعامل مع أي حالة يشتبه بها

متابعة : جميلة الجهورية :
أكد سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية أنه حتى حينه لم تسجل السلطنة أي حالة مشتبهة لمرض الإيبولا الذي اجتاح بعض دول الغرب الأفريقي ، وقال سعادته في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر أمس بديوان عام وزارة الصحة والذي تناول كشف تفاصيل إجرائية حول فيروس إيبولا : إن وزارة الصحة قد اتخذت كافة التدابير الاحترازية للحد من دخول المرض إلى أراضي السلطنة ، كما أن الأجهزة الصحية على استعداد للتعامل مع أية حالات يشتبه بها ، وعلى تواصل مستمر مع المنظمات الدولية والإقليمية حول مستجدات هذا المرض حيث قامت منظمة الصحة العالمية بإعلان حالة الطوارئ العالمية الأسبوع الماضي لمواجهته ومحاولة احتواء خطره.
وأشار سعادة وكيل وزارة الصحة خلال لقائه بالإعلاميين والذي حضره الدكتور سيف العبري والدكتورة أمل المعنية من مركز إدارة الأزمات والطوارئ إلى أهمية هذا اللقاء في توضيح الصورة ، وتحقيق المصداقية ونشر الوعي الصحي بالمرض ودفع الشائعات التي يمكن للإعلام تحمل مسئوليته الاجتماعية لنقل الخبر الصحيح وتتبع المعلومات من مصادرها ، مؤكدا بأن هناك جهودا خوارزمية للتعامل مع المرض ولا داعي حتى الآن للتهويل أو التهوين من المرض ، والتعامل بواقعية مع مستجداته.
كما كشف سعادته خلال اللقاء عن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها وزارة الصحة لمواجهة خطر الإيبولا وقال : وضعت وزارة الصحة آليات التعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها بدءاً من التبليغ عنها وعزلها وفحصها وعلاجها كما تم إعداد رسوم خوارزمية توضيحية لهذه الآليات ، كما تم وضع آليات التعامل مع العينات والفحوصات المخبرية ، أيضا من ضمن الإجراءات تم التشديد على أهمية الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى في جميع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة ، وإعداد رسم خوارزمي توضيحي لهذه الإجراءات.
وأضاف بأنه العمل جار لتعزيز قدرات المؤسسات الصحية للتعامل مع المرض عن طريق نشر الوعي بين الأطباء عن المرض وأعراضه وتوفير سبل الوقاية الشخصية من المرض ، أيضا تم إرسال تعميم إلى جميع مراكز فحص الأيدي العاملة الوافدة للتعرف على أعراض المرض وضرورة التركيز على الأيدي العاملة القادمة من البلدان المتأثرة بالمرض ، كما قامت وزارة الصحة بمخاطبة الهيئة العامة للطيران المدني بخصوص إجراءات الاستجابة لمرض الإيبولا في المنافذ الجوية والإجراءات العملية الواجب اتخاذها فور الاشتباه بوجود حالة مرضية ذات أعراض مشابهة لمرض الإيبولا.
وأفاد وكيل وزارة الصحة لشؤون الصحية أيضا بأنه تم تشكيل عدد من اللجان للتعامل مع المرض من أهمها اللجنة المركزية للقيادة والسيطرة للإشراف على الخطط الموضوعة وجاهزية المؤسسات الصحية للتعامل مع أية حالة مشتبه فيها.
كما لا يزال جار التعاون والتنسيق المستمر مع الهيئات الدولية والمكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون من أجل توحيد الجهود والإجراءات المتخذة والخروج برؤى موحدة وجار وضع خطة إعلامية متكاملة تستهدف جميع قطاعات وشرائح المجتمع من أجل رفع درجة الوعي حول المرض وتجنب الإصابة به.
أضف إلى ذلك تم استحداث خط ساخن في المركز الوطني للاستجابة الطبية والصحة العامة للرد على استفسارات الطاقم الطبي والإبلاغ الفوري عن أي حالة مشتبه فيها .
وأكد سعادته خلال نقاشات واستفسارات الإعلاميين حول الإجراءات وتغطيتها الاحترازية للمنافذ البرية للدول المجاورة ، ومكاتب جلب الأيدي العاملة الوافدة ، أيضا الزيارات القادمة من الدول المشتبه بإصابتها بإيبولا ، أن المرض يخضع للوائح دولية ، ولا يتوقعون وصوله .
ورد سعادته على سؤال حول نوعية الاستعدادات وسعي الوزارة لتوفير الأدوية واللقاحات ،قال : الوزارة وضعت مجموعة من التدابير بدءاً بالتبليغ عن الحالات وعزلها وفحصها وصولا إلى علاجها ، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يوجد علاج شاف للمرض وجميع ما يطرح من أدوية مجرد تجارب ، وهناك أخلاقيات للتعامل مع هذه العلاجات .
وفي سؤال لـ " الوطن " حول جاهزية مؤسسات وزارة الصحة والفرق في الإجراءات الاحترازية لفيروس إيبولا مع فيروس كورونا الذي أثار الرعب في فترة قريبة أوضح سعادته أن إجراءات مكافحة العدوى متشابهة ، إلا أن للتجربة دورا في تعميق الخبرة في التعامل مع الأمراض الوبائية والتي عاصرتها المؤسسات الصحية كتجربتها مع سارس وفيروس اتش 1 إن 1 وكورونا وغيرها من الأمراض الأخرى ، وقال : لذلك للمستشفيات جاهزية مكتسبة من خبرة تراكمية للتعامل مع الأمراض المختلفة .
الوضع الوبائي للمرض
وأوضحت وزارة الصحة لوسائل الإعلام المختلفة في بيانها الصادر يوم أمس ولقائها بمختلف مندوبي وسائل الإعلام : وفقاً لأحدث إحصائية عن منظمة الصحة العالمية، والتي صدرت في15 أغسطس الجاري فقد بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكدة والمحتملة والمشتبه فيها في كل من دول غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا (2127) حالة وبلغ عدد الذين توفوا من بين المصابين 1145 شخصاً، أي أن معدل الوفاة في الوباء الحالي هو (54%) تقريبا.
جدير بالذكر أن المعدل العام للوفاه بهذا المرض قد تراوح ما بين 25 - 90% من الحالات المصابة خلال عدد من المتفشيات المتكررة للمرض وعددها أكثر من ثلاثين منذ العام 1976 وحتى الآن.
وأشارت إلى أن مرض الإيبولا هو مرض فيروسي ترجع تسميته نسبة لنهر إيبولا في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وينتقل المرض إلى البشر نتيجة مخالطة الحيوانات المصابة ، مثل الخفافيش وقرود الشمبانزي والغوريلا والغزلان ، أو المخالطة المباشرة لإفرازات شخص آخر مريض كالدم واللعاب وغيرها ، كما يمكن أن ينتشر المرض من خلال الاتصال غير المباشر بمتعلقات المريض الملوثة والحقن أو حتى جراء التعامل مع الجثث أثناء مراسم الدفن.
وفيما يتعلق بالأعراض المصاحبة للمرض وعلاماته المرضية أفادت أنه غالباً ما تبدأ أعراض المرض بعد يومين إلى 21 يوماً من تاريخ التعرض المحتمل للعدوى ، وتتمثل أعراض المرض في ارتفاعٍ مفاجئ في درجة الحرارة يصاحبها ضعف شديد وآلام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق وقد يصاحب هذه الأعراض قيء وإسهال وطفح جلدي وفشل الكلى والكبد ، وفي بعض الحالات ظهور نزيف داخلي وخارجي أما بالنسبة للعلاج فلا يوجد أيّ علاج محدد أو لقاح معتمد ضد المرض حتى الآن ولا تزال الأبحاث جارية من أجل تطوير عقاقير قد تؤدي إلى تحقيق النجاح في علاج المرض.
سبل الوقاية من العدوى
واستعرض البيان الإعلامي الإجراءات الوقائية من خلال اتخاذ العديد من الخطوات للمساعدة في الوقاية من خطر الإصابة بالمرض والحد من انتقال العدوى أو منع انتقالها والتي من أهمها : إدراك خطورة المرض وطبيعته ومعرفة كيفية انتقاله وبالتالي تجنب طرق الانتقال ليحول دون اكتساب العدوى ويساهم في منع انتشار المرض أو التقليل من فرص انتشاره ، وتجنب التعامل مع الحيوانات المصابة بالعدوى وذات المخاطر الشديدة مثل الخفافيش وقرود الشمبانزي والغوريلا والغزلان في مناطق الغابات المطيرة المتأثرة بالمرض أثناء رحلات السفاري ، إلى جانب ضرورة اتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المروجة عبر وسائل التواصل المختلفة ، وتجنب زيارة المرضى في المستشفيات ، أيضا وعند رعاية شخص مريض في المنزل أو في المؤسسات الصحية فإنه يجب اتباع إرشادات منع العدوى والتي من أهمها غسل اليدين بالماء والصابون بعد ملامسة المريض ، أو مخالطة سوائل جسمه ، أو لمس المناطق المحيطة به.