صنعاء ـ وكالات: أعلن التحالف بدء عملية عسكرية واسعة النطاق باتجاه مناطق سيطرة قوات جماعة أنصار الله في مدينة الحديدة اليمنية. من جهتها، أفادت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لجماعة انصار الله في ساعة متأخرة أمس الاول إن غارة للتحالف استهدفت الكلية البحرية للمدينة. أعلن مسؤولون في التحالف العسكري في اليمن استئناف العملية الهادفة إلى السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بعد نحو شهرين ونصف من تعليقها إفساحا في المجال أمام المفاوضات السياسية. وأكد قائد قوات التحالف في الساحل الغربي العميد علي الطنيجي استئناف العملية في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الإمارات. وأفاد مسؤول في القوات الحكومية عن شن طائرات التحالف العسكري ضربات جوية مكثفة على مواقع للمتمردين داخل المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر. وذكر مسؤولون آخرون في القوات الحكومية أن معارك شديدة تجري في عدة محاور عند أطراف الحديدة، وقال شهود ان المدينة تشهد حركة عسكرية ناشطة مع توجه آليات للمتمردين نحو أطراف المدينة. وتدخل عبر الميناء غالبية المواد التجارية والمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014. ومطلع يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم البري على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبةً بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء. وقد تمكنت القوات الموالية للحكومة من قطع طريق رئيسي قرب المدينة عند نقطتي "الكيلو 16" و"الكيلو 10". ويربط هذا الطريق مدينة الحديدة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا بارزا لإمداد جماعة انصار الله. على صعيد اخر غادر مارتن جريفيث، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، امس الثلاثاء، العاصمة صنعاء، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام. وقال مصدر محلي مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن المبعوث الأممي لم يتوصل حتى الان إلى نتيجة مرضية مع جماعة انصار الله لعودتهم إلى طاولة المباحثات. وخلال زياراته التقى المبعوث الأممي بزعيم جماعة انصار الله، عبدالملك الحوثي، وقادة لدى الجماعة وحزب المؤتمر الشعبي العام، تطرق فيها إلى الجوانب المتصلة بمباحثات جنيف، والترتيبات الممكنة لعقد جولة مباحثات قادمة لاستئناف العملية السياسية في اليمن. وكان من المقترض انطلاق مباحثات السلام في جنيف، في السادس من الشهر الجاري، إلا أن جماعة انصار الله رفضت الحضور لعدم قبول التحالف العربي، إجلاء جرحى من العاصمة صنعاء. ولم يحقق المبعوث الأممي حتى الآن نتائج ملموسة في تحقيق السلام في اليمن، وسط تصاعد وتيرة الصراع المسلح في بعض أجزاء البلاد، من بينها محافظة الحديدة، غرب اليمن. وتتبادل الحكومة اليمنية الشرعية مسنودة بقوات التحالف العربي، الاتهامات مع جماعة انصار الله، بشأن عرقلة مباحثات السلام. من جهة اخرى أكدت الأمم المتحدة أنها تعمل على فتح جسر جوي طبي إنساني للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من أمراض لا يمكن علاجها في اليمن. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور نيفيو زاغاريا في بيان نشرته المنظمة امس: "الهدف هو مساعدة المرضى الذين يعانون من السرطان والأمراض المزمنة والتشوهات الخلقية لتلقي العلاج الذي يحتاجونه". وأضاف "تم الاتفاق على اثني عشر شرطا ومن الضروري جدا أن يحصل الأشخاص الذين تنطبق عليهم هذه الشروط على الدعم والرعاية". وأوضح المسؤول الأممي "المدنيون الذين سيستفيدون من ذلك هم المرضى الذين يعانون من سرطان الدم والمراحل المبكرة من الأورام وسرطان عنق الرحم والغدة الدرقية الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي ونخاع العظام وزراعة الكلى". وأشار إلى "أن 80 بالمئة من المرضى لهذه الرحلة هم من النساء والأطفال. وهذا الجسر هو أحد آمالهم الأخيرة". وأكد زاغاريا أن "منظمة الصحة العالمية تعمل مع جميع الأطراف لتأكيد إجراءات التشغيل للجسر الجوي الإنساني، وأنه تم التعاقد مع شركة دولية مستقلة لمراجعة السجلات الطبية للمرضى الذين تم اختيارهم للتأكد من أنهم مؤهلون للحصول على هذه الخدمات، وسيعمل الجسر الجوي الطبي الإنساني لفترة تجريبية أولية لمدة ستة أشهر". ويحتاج 22 مليون شخص، أي 75 في المئة من سكان اليمن، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. وتطلب الأمم المتحدة وشركاؤها 3 مليارات دولار أمريكي من خلال خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 لدعم ملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء البلاد. وحتى الآن، تم تلقي 1.92 مليار دولار أميركي، أي 65 في المئة من الموارد التمويلية المطلوبة.