برلين ـ د ب أ : العناكب تطير بلا أجنحة، ويستعيض بعضها عن الاجنحة بخيوطها لينساب في الهواء.
وظل العلماء فترة طويلة لا يعرفون على وجه الدقة كيف يحدث ذلك.ولكن باحثا اكتشف الآن معلومات أكثر عن طيران العناكب وصور هذا الطيران. وأصبح من الممكن الآن مراقبة عملية طيران العناكب من خلال مقطع فيديو منشور على الإنترنت. ويظهر في الفيديو عنكبوت صغير يبحث عن نقطة تقع أعلى منه ويحاول الوصول اليها. ويرفع العنكبوت ساقه الأمامية ليستشعر اتجاه الريح.وفي النهاية ينسج العنكبوت بعض خيوطه ليستخدمها كمظلة ينساب فوقها. ويضع العنكبوت هذه الخيوط في مهب الريح ويتهادى معها وهكذا انطلق طائرا.
ويقول مونسونج شو، وهو باحث من كوريا الجنوبية يعمل في برلين حاليا: "يطلق على هذا في البحث العلمي /الإبحار طيرا بالخيوط/". راقب هذه الباحث طيران العناكب فترة طويلة.
وترك مونسونج أحد عناكبه الصغيرة الحجم تزحف فوق يديه، وسرعان ما تحرك العنكبوت دقيق الحجم فوق لوحة مفاتيح حاسوب محمول ثم تسلق حافة الشاشة صاعدا لأعلى، وفي النهاية هبط العنكبوت متدليا بخيط ليصل إلى الإصبع السبابة لمونسونج شو.
ويقول خبير العناكب إنها تستخدم هذه التقنية عندما تريد قطع مسافة بعيدة بسرعة، على سبيل المثال عندما لا تجد طعاما في مكان ما أو عندما تكون مهددة بأن يلتهمها أعداؤها "حيث يستطيع مثل هذا الحيوان الصغير قطع عدة كيلومترات على ارتفاع كبير ولمسافة بعيدة في الجو محمولا على خيوطه".
وحيث إنه من الصعب على العين البشرية رؤية هذا العنكبوت النساج، فإننا لم نعرف بعد الكثير عن الإبحار طيرا بالخيوط، وهذا أمر يعتزم مونسونج تغييره لأنه من الممكن للإنسان تعلم الكثير من هذه التقنية الذكية "حيث يمكننا، على سبيل المثال، إطلاق كريات طقس أو غير ذلك من وسائل الرصد أثناء العواصف الشديدة من أجل دراسة الطقس بشكل أفضل" حسبما توقع الباحث.
لذلك تابع الخبير العناكب الطائرة داخل مختبر باستخدام آلة "نفق رياح" على سبيل المثال، حيث تبدو هذه الآلة مجفف شعر عملاق، ويتحكم الباحث في قوة الهواء الصادر عن الآلة ويجعل العناكب تزحف فوق عصى أمام النفق ويراقب كيف ينسج العنكبوت خيطه ويطير بعيدا.
وبهذه الطريقة اكتشف مونسونج بالفعل كيف أن العناكب الأكبر حجما تحتاج الى ما يصل إلى 60 خيطا لترتفع في الهواء في حين أن العناكب الأصغر حجما تحتاج خيوطا أقل عددا.