[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يُعد كبار التجار وأصحاب الأراضي من الذين يملكون رؤوس أموال كبيرة أهم الطبقة المتنفذة، ويخضع الحاخام الكبير لنفوذ هؤلاء الأشخاص، وهو، إن صحّ التعبير، ليس سوى دمية في أيديهم، وهناك اثنان منهم وهما الياس ودانيال، وهما كرماء جدًّا في الأمور المالية، والجميع أذكياء ولبقون ومفعمون بالحيوية، أما بالنسبة للتجارة، فقد احتكر اليهود التجارة المحلية بصورة فعلية، ولا يستطيع المسلمون أو المسيحيون منافستهم، وحتى كبار التجار من المسلمين فيعزون ثراءهم إلى اليهود ذوي الكفاءة ممن وظفوهم لعدة سنوات، وأن المواد الرئيسية في التجارة اليهودية، هي سلع مانشستر النسيجية التي تأتي من بريطانيا. وقد جمع التجار اليهود المحليون ثروات كبيرة من استيراد هذه السلع من مانشستر وتصديرها إلى إيران وغيرها.
وقلة من اليهود يتجهون لامتلاك الأراضي، ومن أبرز مالكي الأراضي دانيال وعائلته وبعض الأفراد ويقال إن ملكياتهم من الأراضي تساوي حوالي (400) ألف باوند.
وبخصوص التعليم فإن جميع ما تضمنته الوثيقة البريطانية، هو متداول ومعروف، إلا أن ثمة نقطة لا بد من التوقف عندها، وهي إنشاء مدرسة لتعليم اللغة التركية في تلك الأثناء، وهو ما لم يُشَر إليه في المصادر التي تناولت أوضاع التعليم لدى الطائفة اليهودية، وتعليم اللغة التركية له دلالة معينة وهدف محدد، إذ قام في عام 1910 سبعة يهود من الجيل الصاعد بتشكيل لجنة وأنشأوا مدرسة لتعليم اللغة التركية والغرض من إنشائها نشر اللغة التركية بين الشباب، وتأهيلهم للخدمة العسكرية العليا، وتمكينهم بذلك من الحصول على مراكز الضباط وليس مجرد الخدمة كجنود.(الوثيقة البريطانية المذكورة سابقًا). ولا شك أن هذه الخطوة، تأتي امتدادًا لما عمله اليهود في سالونيك وأزمير قبل تلك المدة بفترة طويلة عندما دفعوا أبناءهم للانخراط في العسكرية، حتى تمكنوا من تشكيل الاتحاد والترقي، الذي كان غالبية قيادته من يهود الدونمة. أما على سبيل ذكر المدارس، فقد كانت المدارس الوحيدة في بغداد التي تدرّس الإنجليزية هي تلك التي تُدار من قبل اليهود.
وبالنسبة للضرائب، فقد تم فرض ضريبة كبيرة على اللحوم وقبل عدة سنوات، كان قد تم الاعتراف بها من قبل السلطات التركية وهي تعرف باسم (Salielle) وأصل هذه الضريبة، هي أن الخراف بعد ذبحها يجب أن تفحص من قبل أشخاص مدربين (Shohets) مزودين بشهادة من السلطات، وتدفع الطائفة رواتب هؤلاء الأشخاص.
وفي ما يلي كشف تقريبي لحساب عوائد ضرائب الدخل لدى الطائفة اليهودية، وكيفية إنفاق الأموال المستحصلة:
المدخولات باوند تركي
1ـ ضريبة الملح 2650.
2 ـ ضريبة الدخل 800.
3 ـ رسوم على التحقق من التواقيع وما شابه 100.
4 ـ رسوم الزواج 180.
المجموع: 3730

الإنفاق باوند تركي
1 ـ التبرع السنوي للمستشفى 500
2 ـ التبرع السنوي لمدرسة الاليانس 365
3 ـ التبرع السنوي للمدرسة التركية الجديدة 200
4 ـ رواتب الحاخام الأكبر وبقية الحاخاميين
5 ـ الجزارين والموظفين الاخرين 1900
6 ـ المدرسة العبرية
7 ـ مستوصف اليهود والفقراء 380
8 ـ مساعدة الطوائف الاخرى 185
9 ـ متفرقات 200
المجموع: 3730