[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ينام ويستيقظ الإسرائيلي على تطلعه في السماء: كيف سيرى صواريخ حزب الله وهي تعبر، وهل باستطاعته أن يعدها لا ردها؟
أخبرني أحدهم أن بعض مطلقي الصواريخ من حزب الله، كانوا في العام 2006 يطبعون قبلات على كل صاروخ قبل إطلاقه لتكون هدية للمكان الفلسطيني الذي ستنفجر فيه. وأحسب أن كل رامي صواريخ من سوريا أو من حزب الله أو من أي مكان عربي، سيردد مع ذاته موجها كلامه للصواريخ إذا ما اندلعت الحرب مع إسرائيل إني أحسدك لأنك ستمر فوق أرض فلسطين.
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حسم الأمر .. الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة أصبحت كلها بحوزته، وكل ما تفعله إسرائيل من تدمير لأهداف تظن أنها ستذهب إلى حزب الله، انتهى أمره، بمعنى أن مثيلا لها وأكثر صار متراكما في مخازن الحزب، إن لم يكن جاهزا للإطلاق خلال دقائق باعتبار أن لا ثقة بعدو لا نعرف متى يختار حربه الشاملة أو غير الشاملة.
أضاف نصرالله أيضا، أنه حتى القصف الإسرائيلي لتلك الأهداف على الأراضي السورية وغيرها ومن سماء لبنان لن تبقى بمعزل عن إجراء اللازم ضدها.
ليس جديدا كلام نصرالله، لكن هذا "العبد الفقير" كما عرّف عن نفسه بأنه ما زال حيا، فإن مجرد جملة من هذا النوع تؤجج المزيد من الغضب الإسرائيلي كما وصفه نصرالله. وبالاعتقاد، فهو الغضب الذي يسمم أجساد قادة الصهاينة كونهم أعجز من أن يفعلوها ضد حزب الله، ونعرف في علم النفس أن هنالك ضريبة صحية يدفعها كل من يريد أن يفعل لكنه عاجز عن الفعل ومتردد وخائف.
هل أصبحت حروب إسرائيل التي تعنيها مباشرة صعبة التحقق، أي ضد لبنان تحديدا، وهي تفعلها بطريقة غير مباشرة في تخريب الممكن تخريبه في سوريا والعراق وليبيا ومصر وحتى في اليمن من المؤكد، كل ذلك لا يشفي غليل حقدها المتعاظم على الدوام، وهي تسمع نصرالله بصوته المدوي يهدد ويتوعد ويقول كلاما يضاعف من الإحباط لدى المستوطنين الإسرائيليين، الذين باتوا يرون الخيبة لدى قادتهم، والعجز لدى جيشهم الذي كم قهر الجيوش العربية، ومن جاء بالتالي ليقهره.
يقول الإمام علي "الدهر يومان يوم لك ويوم عليك"، فإذا بإسرائيل فعلت الكثير في أيام تلو أيام، لكن جاءها اليوم الذي عليها، وهي تعرف في حسابات قادتها وأهل الاستشارة من مفكريها وآخرين ممن يمدونها بكل أنواع السلاح الذي هو روحها، كم مضى من الوقت الذي تتفرج فيه على حزب يتعاظم ويقوى ويضيف خبرات ويتسلح حتى أسنانه، وهو لا يقيم توازنا معها فقط، بل يبزها في ما يمتلك من سلاح تعرف أنه مقتلها لو حاولت ولو مرة أن تخطئ في الحساب معه.
ثم هي، اعتادت أن لا تمر عشر سنوات على الأقل إلا وتكون قد شنت حربها التقليدية التي لا بد منها كي يظل العربي متيقظ الخوف من وجودها ومن قدراتها، وليست معنويات بعض العرب الذين لم يصدقوا حتى الآن أن حزب الله أقوى من إسرائيل كما قال نصرالله، يعود لعامل الزمن المر الذي عاشته الأمة العربية في هزائمها المتلاحقة مع الجيش الإسرائيلي.
إذن نصرالله حدد ما يملك، إنها صواريخ دقيقة وغير دقيقة، الدقيقة لها هدفها، والغير لها أيضا .. وبالتالي يفهم الإسرائيلي معنى الكلمتين ولا يملك غير المزيد من الغضب الذي سيعلي من ضغطه الجسدي لينفجر بذاته.