حمل بيان ديوان البلاط السلطاني رسالة طمأنة إلى الشعب العماني الوفي وإلى الأمة العربية والإسلامية ، مؤكدًا بأن جلالة السلطان قابوس ـ حفظه الله ورعاه ـ في صحة طيبة ـ ولله المنة والحمد ـ بعد أن أجرى الفحوصات الطبية والتي سيتابعها خلال الفترة القادمة حسب برنامج طبي محدد ، وأنه يقضي إجازته السنوية في منزله العامر بألمانيا، ويدير شؤون وطنه من هناك ، في فترة النقاهة التي يقوم بها بعد العلاج ، ورغم الحالة الصحية التي يمر بها جلالته ـ شفاه الله ـ إلا أنه يدير شؤون وطنه ويتابع أحوال شعبه موجهاً ومتابعاً لكافة مسارات التنمية في مختلف بقاع الوطن.
لقد حرص جلالة السلطان قابوس على طمأنة أبناء شعبه موجّهاً إليهم الشكر على نبل مشاعرهم ، واصفاً إياهم بأنهم شعب وفي .. ولعل انتقال الخبر كالبرق في كافة وسائل التواصل الاجتماعي داخليا وخارجيا إشارة قوية على عمق الحب والعلاقة بين القائد وشعبه الوفي الذي يأمل أن يتجاوز السلطان قابوس بن سعيد أزمته الصحية، داعيا الله تعالى أن يحفظه من كل شر.!
لقد تلقت عُمان البيان ـ الذي صدر في وقته ـ بمشاعر الغبطة والسرور لأنه أزال اللغط حول صحة جلالته ـ شفاه الله وعافاه ـ فيما يتم تداوله داخليا وخارجيا ، فجاشت نفوس الشعب قاطبة بمشاعر الفرح والسرور مجسدة أروع معاني الوفاء الذي يكنونه لقائدهم المفدى ، بل تجاوزت الفرحة حدود السلطنة ، لأن العالم ينظر لجلالته كرجل قيادي وحكيم.
وليس بغريب أن يفرح البعيد والقريب لهذا الخبر السعيد الذي طمأن القلوب وأسر النفوس ؛ فطوال مسيرة عمان الحديثة ، كان ذلك الرابط القوي قائما بين القائد والشعب ، يتجلى في العمل والإنجاز في المقام الأول وينعكس في مسيرات الولاء والعرفان، وقبل ذلك في حب يسكن القلوب لا يتزحزح ، يقف شامخا كجبال عمان الأبية ، فقابوس في نفوس العمانيين ليس كأي رجل ، وإنما هو الباني الذي أفنى شبابه وعمره خدمة لهذا الوطن وأبنائه ولإيجاد الطمأنينة والرخاء لشعبه الأبي .
لقد ضرب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزه الله ـ أروع الأمثلة في بناء مجتمع متكامل قائم على مبادئ ديمقراطية حديثة مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف من جهة وقادرة على التعامل مع المعطيات العالمية والظروف الدولية.
لسنا هنا بصدد سرد المنجزات ولا تعداد المكتسبات ، التي تحققت في عهد سيدي السلطان قابوس ، فالمراقب للشأن العماني يلاحظ عدة أمور تستحق الرصد والتحليل سعيا لاستخلاص الدلالات والعبر للاستفادة منها واستثمارها ، وهي كثيرة منتشرة وظاهرة للعيان في كل ربوع البلاد مشكلة ظاهرة تنموية متناغمة ومتناسقة تشهد لها لغة الأرقام والموازنات وتؤكدها الإنجازات التي نقلت عمان في عهد السلطان إلى دولة مؤسسات عصرية وحديثة.
إنها خلطة عمانية في حب القائد المفدى فعندما ترى شعبا يتضرع إلى الله تعالى ويطمئن بمجرد أن يرى بيانا يؤكد صحة وسلامة جلالته ، فتأكد بأن ذلك القائد ليس مجرد إنسان أو قائد ، إنما يعني الكثير لهم ، فهو القائد والمعلم والأب و...إلخ.
ها هي عمان بشعبها الوفي ترفع الأيادي متضرعة في كل وقت بأن يمن الله العلي القدير عليكم ياسيدي السلطان بالشفاء العاجل والعودة للوطن لمواصلة مشوار قيادة منجزات البناء والنماء والرخاء والاستقرار والأمن في بلد يكنّ لجلالتكم أرفع قيم المحبة والإعزاز وأسماها لكم ولوطن يعرف معنى التضحيات وحب الشعب لقائد ملهم ، وأب كريم !
حفظ الله سلطاننا وأسبغ عليه نعم الصحة والسعادة والعمر المديد ، وأدامه لعمان قائدا ملهما وسلطانا مؤزرا وأن يعود إلى الوطن العزيز مشافى معافى من كل سقم ـ إن شاء الله تعالى ـ .

د. احمد بن سالم باتميرا
[email protected]