صنعاء ـ وكالات: تابع الآلاف من انصار الحوثيين بينهم مسلحون الاحتشاد عند مداخل صنعاء في احتجاجات تصل ذروتها غدا تطالب بإسقاط الحكومة فيما اطلق الرئيس اليمني عبدربه منصور دعوة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للتهدئة والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.
وترأس الرئيس اليمني اجتماعا وطنيا واسع النطاق ضم قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب والشورى والأحزاب وأعضاء الحوار الوطني ومنظمات المجتمع المدني والعلماء وقادة الجيش، كما ذكر مستشار الرئيس فارس السقاف.
وأكد السقاف ان الاجتماع خلص الى ما يشبه "مبادرة اللحظة الاخيرة" ازاء الحوثيين، اذ تم تشكيل وفد سيزور الحوثي في معقله بصعدة (شمال) الخميس وينقل له رسالة. وفي كلمة أمام الاجتماع نقلتها وكالة الانباء اليمنية الرسمية، دعا هادي الحوثيين الى "مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني".
واذ اكد ان الدولة "تحتفظ بحق استخدام كافة الوسائل المشروعة للدفاع عن مكتسبات الشعب ومخرجات الحوار الوطني وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي"، الا انه قال "إننا نمد ايدينا للجميع ونفتح باب الحوار السياسي دوما وأبدا إيمانا منّا بأن لغة الحوار هي أفضل الخيارات وأسلمها".
وبحسب السقاف، فإن مفاد الرسالة التي سينقلها الوفد الى صعدة هي دعوة الحوثيين "للحوار والتعقل والمشاركة في حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني"، الا انها "تؤكد استحالة التراجع عن الجرعة السعرية (رفع اسعار المحروقات) لان الدولة ستنهار في هذه الحالة".
كما ذكر السقاف ان الرئيس والمشاركين في الاجتماع اكدوا "استحالة القيام باي خطوة قبل يوم الجمعة، فأي خطوة لتعديل الحكومة مثلا تتطلب وقتا اكثر. واعتبر ان الحوثي "يستثمر معاناة الناس"، وان "الكرة الآن في معلب الحوثي والتصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رد الحوثي على المبادرة". وخلص الى القول ان ما وصل اليه الاجتماع "انذار وابراء ذمة". وتعليقا على التطورات في صنعاء، قالت المحللة المتخصصة في شؤون اليمن ابريل آلي ان "الوضع في صنعاء قابل للاشتعال وهو عرضة للحسابات الخاطئة". واعتبرت ان الحوثيين "يستفيدون من حالة التململ الشعبي الواسعة النطاق ازاء قرار الحكومة الاخير برفع اسعار الوقود، وذلك لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية".
وقالت آلي ان "الحوثيين سيخسرون كثيرا في حال اندلاع حرب سابعة مع الحكومة (خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010) ... فمحاربة حكومة الرئيس هادي ستجعلهم يخسرون حلفاء داخليين وشرعية دولية اكتسبوها بالمشاركة في عملية الحوار الوطني". وفي منطقة الصباحة عند المدخل الغربي للعاصمة، اقام المحتجون عشرات الخيام فيما احتشد الالاف من انصار الحوثيين وحلفائهم من القبائل في المناطق اليمنية الشمالية. وكان انتشار السلاح بين المعتصمين الاربعاء اقل ظهورا من يوم الثلاثاء. وقال ابو علي الاسدي المتحدث باسم المخيم "معتصمون سلميا حتى الغاء الجرعة (زيادة الاسعار) واسقاط الحكومة والبديل تشكيل حكومة كفاءات. نحن ملتزمون بالتحرك السلمي لكن اذا تعرض المعتصمون لاعتداء ستقطع يد المعتدي". واضاف "ننتظر من الرئيس هادي ان يغلب العقل فاسقاط الحكومة مطلب شعبي ونحن ضد الفاسدين في اي جهة كانوا". على حد قوله.
وفي منطقة حزيز جنوب صنعاء، اقام المحتجون الذين بينهم مئات المسلحين سواتر ترابية وخنادق كما اقاموا نقاط تفتيش.
واكد شهود عيان ان المحتجين المناصرين للحوثيين اقاموا مخيما كبيرا في منطقة بيت نعم بين صنعاء والمحويت في الشمال.
وتضم تجمعات المحتشدين اعدادا كبيرة من ابناء القبائل الحليفة للحوثيين والتي قاتلت الى جانبهم ضد آل الاحمر وانصار التجمع اليمني للاصلاح (اخوان) خلال الأشهر الأخيرة خصوصا في محافظة عمران الشمالية.
وكانت اللجنة الامنية العليا اكدت في بيان اصدرته ليل الثلاثاء ان "المجاميع المسلحة (التابعة للحوثيين) اقامت نقاط للتفتيش، وقامت بتجهيز عدد كبير من الأطقم المسلحة التي تقل عناصر حوثية" من مناطق يمنية اخرى.
كما اشارت الى ان العناصر المسلحة "استخدمت الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق".