طهران ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:

انضمت إيران إلى داعمي أكراد العراق لمواجهة المسلحين فيما أعلنت ألمانيا وإيطاليا استعدادها لتزويد مقاتلي البشمرجة الأكراد بالسلاح في الوقت الذي توعد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وذلك بعد نشر فيديو ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية أن بلاده قدمت "نصائح" للأكراد العراقيين ضد مسلحي ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال عبد اللهيان "قدمنا مساعدة سياسية ونصائح إلى الحكومة العراقية وفعلنا الأمر نفسه في كردستان العراق".
وأضاف أن ايران ليس لها وجود عسكري "لا في سامراء ولا في بغداد ولا في منطقة كردستان العراق". وتابع "كما أننا لم نرسل أسلحة لكننا قدمنا نصائح وتقاسمنا تجاربنا مع حكومة بغداد وكردستان العراق".
من جهة أخرى، اتهم نائب وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة بأنها لا تفعل شيئا لضبط "تدفق رؤوس أموال" المجموعات المسلحة إلى سوريا الدولة المجاورة للعراق وتشهد نزاعا، بينما "تراقب واشنطن كل دولار من أموال النفط الإيرانية عبر النظام المصرفي الدولي".
وأكد أن هذه الجماعات "تبيع وتشتري أسلحة في سوريا وبمساعدة بعض الدول تقوم باستخراج وبيع نفط بقيمة تتراوح بين ثلاثة وسبعة ملايين دولار يوميا".
إلى ذلك انضمت ألمانيا وإيطاليا إلى بريطانيا وفرنسا في الإعلان عن أنهما ستقومان بتسليح قوات الأمن الكردية في شمال العراق بالتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد لقتال مسلحي ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزيرا الخارجية والدفاع في ألمانيا إن (الدولة الاسلامية) ـ التي نشرت تسجيلا مصورا يظهر قطع رأس صحفي أميركي أسير ـ تمثل تهديدا للعالم ولا يمكن لأوروبا أن تقف موقف المتفرج.
وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير إنه بالإضافة إلى المساعدات الانسانية والمعدات العسكرية مثل الخوذات والسترات الواقية "يمكننا تصور تقديم معدات أخرى من بينها أسلحة."
وقال شتاينماير "سنفعل ذلك بالاتفاق مع شركائنا الأوروبيين والدوليين بطريقة تعزز قدرة البشمرجة (قوات الأمن في إقليم كردستان شبه المستقل) على الدفاع عن نفسها." وأضاف "نرى المخاطر المقترنة بذلك ومن ثم فإننا سنعمل على أن يكون طبيعة وحجم ما نقدمه متناسبا (مع تلك المخاطر)."
وسيشكل إرسال أسلحة تغيرا كبيرا في نهج ألمانيا التي تمتنع بشكل كبير عن الضلوع بشكل مباشر في الصراعات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت برلين عارضت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 رغم أنها شاركت في قوة عسكرية دولية في أفغانستان.
ووعدت ألمانيا ـ ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا ـ في السابق بخفض شحنات الأسلحة الى الدول غير الحليفة وهي تحظر دائما إرسال شحنات أسلحة الى مناطق تشهد صراعا مباشرا.
وعندما سئل المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت عن السبب في استثناء شمال العراق من هذه السياسة رد بقوله "التقدم الذي حققته الدولة الاسلامية وما يفعله هؤلاء الارهابيون... له طبيعة نادرة. لا نستطيع أن نغض الطرف في أوروبا وألمانيا. إنها تؤثر على مصالحنا الأمنية ... جميع المخاطر تخرج من هناك والحجم الهائل للمعاناة الانسانية أدى إلى اتخاذ هذا القرار."
كما قام رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي بزيارة للعراق أمس وقالت حكومته إنها مستعدة لبحث طلبات إمدادات الأسلحة والذخيرة للدفاع عن النفس.
وقالت وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي ان ايطاليا خصصت أسلحة آلية خفيفة وذخائر تستخدمها القوات المسلحة الايطالية وأسلحة صنعت في الاتحاد السوفيتي السابق تمت مصادرتها في البحر اثناء حروب البلقان في التسعينات سترسل إلى العراق.
وقالت وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون دير ليين ان برلين ستبحث خلال الاسبوع القادم المعدات المتاحة التي سيتم إرسالها الى قوات الامن الكردية وما هي المعدات التي تحتاج اليها.
من جانب آخر توعد الرئيس الاميركى باراك اوباما مسلحي تنظيم داعش مؤكدا على ضرورة ان تعمل شعوب وحكومات الشرق الاوسط من اجل استئصال سرطان تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق "داعش سابقا" من المنطقة ، مشيرا إلى أن داعش ليس له مكان فى هذه الأيام.
وقال أوباما فى بيان أمس تعقيبا على مقتل الصحفي الأميركي جيمس فولي الذي أظهر شريط فيديو عملية ذبحه في العراق ، إن داعش يقترف إبادة جماعية وليس لديه عقيدة أو حس إنساني.
وأكد أوباما على أن بلاده سوف تبذل قصارى جهدها وبالتعاون مع حلفائها من أجل إحقاق الحق والقضاء على داعش.