سماحة الشيخ لو أحبت امرأة رجلا ،وكانت الظروف تعوق أمر الزواج بينهما ، فهل يجوز لها شرعا أن تكن له المودة والحب ، وربما ذلك يدعوها أن تتحين فرصة رؤيته أو سماع صوته أو أي خبر يتعلق به؟
لا ريب أن هذه العاطفة عاطفة قوية ، وقد تخرج عن ارادة الإنسان والتحكم فيها ، فإن أمكن أن يكون بينهما زواج فذالك ، وإن لم يمكن بينهما زواج ، فهي يجب عليها أن تتسلى وأن تصبر وأن تحرص على نسيانه وأن تستعيض عنه بمن يمكن أن يتيسر وصلها به في إطار الفضيلة والأخلاق وفي إطار الزواج الشرعي ،هذا هو الواجب شرعا ، وما خرج عن إرادتها ولم تستطع التحكم فيه فهي لا تلام عليه ، وهذا كما يروى عن امرأة أنها فتنت بنصر بن الحجاج وكان شابا وسيما وجميلا،ومر عمر بن الخطاب في جنح الليل على بيتها وهي تردد قولها: فهل سبيل إلى الخمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
هاله هذا الأمر ودعاها من بعد وسألها عن ما تكنه في نفسها ،وردت عليه بما تكنه بأن الهوى زم بالتقوى وهي محصنة ، وأنها لم تتردى بسبب هذا الهوى ولكنها لم تستطع أن تتحكم في هواها فكان ذلك سببا لنفي نصر بن الحجاج من المدينة المنورة حتى لا تفتتن به العواتق في مدينة الرسول ، هذا أمر معروف وقد يعجز حتى الرجل عن التحكم في هواه فضلا عن المرأة كما قلنا مع قوة عاطفتها ،ولكن مع ذلك عليها أن تتسلى بقدر ما يمكن ، عليها أن تذكر الآخرة وأن تذكر نعيمها وجحيمها ،وتذكر هول الحساب إلى ما وراء ذلك في كل ما يسليها ، ومع ذلك تتسلى أيضا بالزواج الشرعي الذي ينسيها هذه الأمور ، والله تعالى يعين ، وتستعين بالله ، والله نعم المعين.

سماحة الشيخ : عندما نفى عمر بن الخطاب نصر بن حجاج ، هل يمكن أن يؤخذ هذا بأنه لو وقع حب بين رجل وامرأة أو أي شيء من هذا القبيل أن ينفى أو أن يهاجر أحدهما؟
لا بأس إن كانت هذه الهجرة اختيارية ذلك خير، أما النفي فلا نستطيع أن نقول ، ولكن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نفاه لإنه خشي الفتنة
في مكان مقدس في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة هي ليست كغيرها من الأماكن الأخرى.