الاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال المختلفة في البرامج الموجهة لتماسك الأسرة وحمايتها

صلالة - من عوض دهيش : اختتمت امس ندوة التماسك الاسري في نسختها الثالثة والتي حملت عنوان (حماية الأسرة في التجارب الدولية) والتي نظمتها السلطنة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية من خلال المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الفترة 19-21 اغسطس الجاري تحت رعاية معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية وبحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد بن سيف الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من اصحاب السعادة وعدد من المسؤولين .
وقد شارك في الندوة نخبة من صناع القرار و الخبراء و الباحثين و الاكاديميين و المهتمين بالشؤون الاجتماعية و الاسرة و تناولت الندوة عددا من أوراق العمل على مدى أيامها وعدد من حلقات العمل التحليلية والنقاشية للخروج بتوصيات تعزز من تماسك الاسرة الخليجية والعربية و تعزز من دورها في تنشئة الاجيال القادمة.
كما عرضت مجموعة تجارب لدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى تقديم نماذج في مجال الحماية الأسرية في بعض الدول مثل تجربة اليابان وماليزيا والصين وأندونيسيا وبريطانيا وأميركا .

توصيات الندوة ..

واوصت الندوة في ختام اعمالها إلى العمل على تطوير التشريعات الخاصة بالأسرة وتحديثها بما يحقق المصلحة لجميع مكوناتها وبما يمكنها من مواجهة التحولات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم .
و تبادل الخبرات والمعلومات في البرامج الموجهة لحماية الأسرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإنشاء قاعدة بيانات ترصد وتوثق جميع حالات الإساءة التي يتعرض لها الأطفال .
هذا فضلا عن العمل على توعية المجتمع بدور الحضانات وأهميتها في رعاية الطفل وتشجيع إنشاء الحضانات في المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى تسهيل التشريعات والإجراءات للقطاع الخاص وذلك للحد من تزايد عاملات المنازل.
وأوصى المشاركون كذلك إلى ضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال المختلفة في البرامج الموجهة لتماسك الأسرة وحمايتها، على غرار البرامج التلفزيونية السابقة مثل ( افتح يا سمسم وسلامتك وغيرها ) وتطويرها بما يتوافق مع وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي مع التأكيد على أهمية رعاية المسنين في أسرهم وتعزيز ذلك من قبل الجهات الحكومية والأهلية بما يساعد على تماسك الأسرة والحفاظ على كيانها وتكليف المكتب التنفيذي بإعداد دراسة حول النزعة الاستهلاكية المادية وتأثيرها على قيم وسلوك الأبناء في الأسرة والمجتمع بدول مجلس التعاون و دعا المشاركون كذلك إلى الاستفادة من موسوعة الصحة النفسية للأسرة الخليجية التي أعدها المكتب التنفيذي في عام 2014 م والعمل على إعداد برامج تترجم هذه الموسوعة.
وفي ختام أعمال الندوة صرح معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية قائلا : حظيت الندوة بحضور كبير من السلطنة وخارجها وهذا الحضور اعطى لها اضافة مميزة وطيبة انعكست على مستوى الحوار والنقاش في الندوة وايضاً في طرح الكثير من المواضيع التي تهم الاسرة العمانية والخليجية عموماً وما لاحظناه من خلال الثلاث دورات المتتالية ان المواضيع التي بدأت تظهر بشكل جلي ومناقشة الكثير من المشكلات التي تعاني منها الاسرة تناقش وتطرح للحوار بشكل جيد مع تشخيص الاسباب واستعراض الحلول لخدمة الاسرة وتماسكها ، ومثل هذه الندوة وموضوع التماسك الاسري ليس قضية انية للحوار وانما هي قضية مصيرية يحتم الامر أن تكون محل نقاش وحوار لإيجاد الحلول ومعالجة الكثير من الظواهر الاجتماعية التي تطرأ على المجتمع ، المقصود من التجارب الدولية هي الاستفادة من تلك التجارب فيما ينفع مجتمعنا وليس استقطاب خارجية غير ملائمة للمجتمع العماني وحتى نستفيد من الحلول التي طرحوها في نفس المشكلات الاجتماعية في الاسرة العمانية والخليجية , وأضاف ان وسائل التواصل الحديثة اوجدت نوع من العزلة بين أفراد الاسرة وبين والاب والام مما يحتم آليات جيدة للخروج بتوصيات تفيد تماسك الاسرة مع الاستفادة من التقنية الحديثة الموجودة وقال معاليه أن الندوة مستمرة بمواضيع جديدة وسنركز على المواضيع التي تهم الاسرة العمانية والظواهر الاجتماعية المستجدة .
وفي بداية حفل الختام ألقى سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية كلمة أشاد فيها بالجهود التي بذلت في انجاح هذه الندوة ودور المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول مجلس التعاون الخليجي وقال : نحن على موعد في النسخة الرابعة في مسيرة ندوة التماسك الاسري بشكل متطور ومختلف وشعار (تماسك ) هو أحد الخمسة شعارات التي تبنتها وزارة التنمية الاجتماعية ويهدف هذا الشعار الى تكثيف وترسيخ الجهود المشتركة مع كل الجهات من أجل تعزيز التماسك الاسري.
وأشار سعادته إلى اهمية تبني النموذج اللا مؤسسي في خدمة الطفل والمعاق والمسن والتي تعزل هذه الفئات عن اسرتها ولابد ان تكون هناك استراتيجيات قائمة على هذا الاساس وهي ليست برامج قصرية تفرض وانما منظومة شاملة تهدف لتمكين الاسرة كما انه لايمكن أن يتحقق التماسك الاسري والامن الاجتماعي الشامل إلا بالعودة لمفاهيم ديننا الاسلامي الحنيف بدون شطط أو غلو لأن ديننا دين وسطي وعلينا أن نستثمر اخلاقيات ديننا لتحقيق الامن الوطني الاجتماعي .
وأضاف أن النشء اذا ما ترعرع في اسرة متماسكة ومستقرة فسيصنع لنا جيل واع ومتماسك أما حينما ينشأ في اسرة متصدعة سيعيش في حالة من القلق وعدم الاستقرار مستقبلاً وختم كلمته بأهمية الدراسات وبحث احتياجات الاسرة إلى جانب دعم وتمكين الاسرة بالمهارات والخبرات المناسبة لمساندتها في تحقيق التماسك الاسري .
و قد تناول اليوم الثالث ورقة عمل بعنوان الحماية الأسرية في التجارب البريطانية والأميركية والنرويجية قدمتها الدكتورة سهى طب الأستاذة بعلم الاجتماع مديرة الطفولة في المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالأردن.
و يأتي تنظيم هذه الندوة بعد نجاح الندوتين الأولى والثانية والتي نظمتها المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار على مدى السنتين الماضيتين والتي كانت تقام على المستوى المحلي حيث ارتأت الوزارة تعميم التجربة من خلال المشاركة الخارجية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى لتشهد الندوة هذا العام مشاركة واسعة من دول مجلس التعاون الخليجي.