صنعاء ـ من حمود منصر والوكالات:
تحبس العاصمة اليمنية صنعاء أنفاسها اليوم بانتظار ما تؤول إليه الأحداث بين تهدئة يسعى إليها الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أرسل وفدا إلى صعدة للقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أو انفجار قد تنجرف إليه مع وصول حشود الحوثيين داخل صنعاء إلى ذروتها اليوم للمطالبة باستقالة الحكومة مع تواجد مسلحين على مشارف العاصمة قرب المطار ومعسكرات للجيش في حين نفت الحكومة استقالة رئيسها محمد سالم باسنودة، في حين شهدت منطقة الجوف شمال شرقي اليمن مقتل 16 من الحوثيين في مواجهات مع مسلحين قبليين.
وتعيش صنعاء منذ الاثنين حالة من القلق مع انتشار آلاف المسلحين وغير المسلحين من الحوثيين وأنصارهم في مخيمات عند مداخل صنعاء تلبية لدعوة عبد الملك الحوثي الذي أطلق احتجاجات تصاعدية ومنح السلطات مهلة حتى اليوم الجمعة لإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار برفع أسعار الوقود.
ويشارك في المخيمات مسلحون قبليون مؤيدون للحوثيين من محافظات شمال اليمن.
ولوح الحوثي باتخاذ إجراءات "مزعجة" اعتبارا من اليوم.
وأكد شهود عيان ومراقبون أن التجمعات الحوثية موجودة خصوصا عند المدخل الشمالي لصنعاء بالقرب من المطار، وفي الشمال الغربي بالقرب من معسكر لقوات الاحتياط، وفي المدخل الغربي بالقرب من منطقة المساجد ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وفي الجنوب في منطقة حزيز القريبة من قيادة قوات الاحتياط.
واستغرب مصدر سياسي "تواجد المخيمات الحوثية بالقرب من المطار والمعسكرات وكان هناك نية للانقضاض على المدينة".
وبحسب المصدر، فإن صنعاء "تعيش حالة سباق بين الانفجار والتهدئة" التي يسعى إليها الوفد الرئاسي.
ولم يستبعد هذا المصدر "حصول تسوية في اللحظة الأخيرة".
وأكد شهود عيان أن حالة خوف وهلع تسود في صنعاء. وقال أحد الشهود "الناس يتزودون بالمؤن، وغير المسلحين يتزودون بالسلاح".
من جانبه دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية من قبل القوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهة كافة الاحتمالات.
وقال:"إن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة صنعاء فقط على أساس أن العاصمة صنعاء هي كل اليمن ويقطنها نسبة كبير من أبناء اليمن من المهرة وحتى صعدة.
وأشار الرئيس إلى أن الجميع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي قد أيد وبارك لليمن خروجه السلمي والناجح من بين الدول التي حل بها ما سمي بالربيع العربي. وقال:"إن الحوار الوطني الشامل في اليمن قد ضم كافة المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية ومن بينها جماعة الحوثي وتم معالجة القضية الجنوبية وقضية صعدة بالتزامن مع مناقشات المؤتمر الوطني الشامل الذي استمر لمدة عشرة أشهر بينما كان المخطط له أقل من ذلك من حيث الوقت التزاما بمقتضى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إلا أنه ورغم ذلك التأخير فقد انبثقت مصفوفة مخرجات الحوار الوطني الشامل بصورة ناجحة ولقيت الترحيب الوطني والإقليمي والدولي وبرعاية ودعم من الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي وكان الجميع شركاء وذلك من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن.
ويشهد اليمن منذ اللقاء الموسع الذي عقده الرئيس هادي مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية لبحث تهديدات الحوثي للعاصمة صنعاء تحركات شعبية وسياسية واسعة تحسبا لأن تتحول مطالب الحوثيين بإسقاط حكومة الوفاق إلى جرعة عنف واقتتال تهدد صنعاء وأهلها.
ويقول محمد الصبري محلل سياسي:"صنعاء عاصمة الدولة,والتفكير بمحاصرتها هو تفكير انتحاري,وسقوط صنعاء يعني سقوط اليمن بكامله,وهذه حسابات وتقديرات خاطئة نتمنى أن لا يتمادى فيها تحالف الحوثي". ويؤكد الصحافي والمحلل السياسي رشاد الشرعبي على تحالف واضح ما بين الحوثي والرئيس السابق, وهناك من أتباع الرئيس السابق سواء في الجيش أو في أماكن أخرى هم الذين يتواطئون معه أو الذين يحتشدون مع الحوثي لتطويق العاصمة صنعاء, ولإسقاط المدن, ولضرب مؤسسات الدولة والاعتداء على مؤسسات الجيش والأمن. على حد قوله.
وفيما يواصل الحوثي حشد أنصاره في مخيمات احتجاجية مسلحة في معظمها تحيط بصنعاء من جميع الاتجاهات اجتمع الرئيس هادي بمجلس الدفاع واللجنة الأمنية العليا لبحث مخاطر الأوضاع وتحديات التصعيد الحوثي الذي تنته المهلة التي منحها لإقالة الحكومة نهار الجمعة,وذلك فيما يواصل وفد من صنعاء جهوده مع عبد الملك الحوثي في صعدة للوصول إلى حل بمقتضى مخرجات الحوار الوطني.
يأتي ذلك فيما نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة صحة الأخبار التي تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء استقالته من منصبه.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر تأكيده أنه "لا أساس لهذه المزاعم الكاذبة التي أطلقها بعض ضعفاء النفوس من المرجفين والذين يستهويهم دوما ترويج الكذب والشائعات خاصة إذا ما ارتبط الأمر برئيس الوزراء".
على صعيد غير بعيد قتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من الجماعات المسلحة لأنصار الله الحوثية خلال مواجهات مسلحة مع قبائل محسوبة على التجمع اليمني لحزب الإصلاح في الجوف شمال شرقي اليمن.
وقال الصحفي في الجوف مبخوت محمد إن المواجهات اندلعت مساء الاربعاء استمرت حتى أمس وبشكل عنيف، مؤكداً سقوط أربعة قتلي وإصابة اثنين اخرين من اللجان
الشعبية الموالية للإصلاح.
وأشار الى أن الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأوضح أن اللجنة الرئاسية المرسلة اتجهت الى محافظة مأرب شمال اليمن للاجتماع مع وجهاء وأعيان إقليم "سبأ".