[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” قال وزير إسرائيليّ هو أيوب قرّا, إنّ زعماء الشرق الأوسط الذين يجتمع معهم رئيس الوزراء نتنياهو بشكلٍ سريٍّ أوْ علنيٍّ يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم, بحسب تعبيره. وفي كلمة ألقاها في حفل تمّ تنظيمه في نيويورك بمناسبة دخول السبت, حضره نتنياهو وزوجته سارة, وجّه وزير الاتصالات االصهيوني قرّا كلمة للحضور: أنْ ترى زعماء من محيطنا في منطقة الشرق الأوسط ينظرون لنتنياهو بإعجابٍ وإكبارٍ فهي مسألة مهمة, لكن الأهم, أنّهم يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم!.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صرّح نتنياهو بكل الصلافة والعنجهية, بأن الفائدة الحقيقية لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني, هو أن بعض الدول العربية قوّت علاقتها بإسرائيل, وبدأت ترى فيها حليفة في مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة. جاء ذلك في خطابه الديماغوجي التافه في الأمم المتحدة في دورتها الـ 73 التي عقدت في نييورك منذ مدة قصيرة. كما حاول رئيس الوزراء الصهيوني الإيحاء بأن مخابراته تعرف كلّ شبرٍ في لبنان, من خلال عرض خريطة وتصوير لمواقع يدّعي أن للمقاومة اللبنانية قواعد فيها. للعلم المواقع التي عرضها نتنياهو لبيروت, هي المدينة الرياضية ومصانع للسجاد وغيرها, يعرفها كلّ اللبنانيين, وأكدوا لكاتب هذه السطور الذي أجرى جولة مع أصدقاء لبنانيين على المواقع ( بسبب تواجده في لبنان منذ عشرة أيام) بأنها مواقع مدنية عامة, وبالفعل, وبأم العين يشهد الكاتب, أن لا مواقع للمقاومة اللبنانية في هذه الأماكن سوى بعض أفراد حراسة من الجيش اللبناني في بعضها, بهدف الحراسة العادية, مثلها مثل أية عاصمة عربية أو أجنبية. في تفسير اللبنانيين, الذي قابلهم كاتب هذه السطور, كما أكدت عليه معظم الصحافة اللبنانية في إصداراتها اليومية, أن كافة هذه المناطق مكتظة بالسكان, ولذلك يهيىء نتنياهو لضرب هذه الأماكن المدنية ذات الكثافة السكانية الكبيرة, كعادة دولة الكيان الصهيوني في استهداف المدنيين, وإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى بينهم. ولذلك, قامت الحكومة اللبنانية بتشكيل لجنة رسمية تزور العديد من البلدان العربية والأجنبية لدحض ادعاعات نتنياهو وكشف كذبه وتضليله.
من ناحية ثانية, كشفت زعيمة المُعارضة في دولة الكيان الصهيوني,النائبة تسيبي ليفني, وهي من حزب "المعسكر الصهيونيّ", عن أنّه خلال تواجدها في اجتماع الهيئة العامّة للأمم المُتحدّة في نيويورك خلال الأسبوع الماضي, التقت بزعماءٍ عرب, لا تُقيم دولهم علاقات دبلوماسيّة مع الدولة الصهيونية الفاشية. ورفضت ليفني, التي شغلت في السابق منصب وزيرة الخارجيّة, الكشف عن أسماء الزعماء العرب الذين التقت معهم, لافتةً إلى أنّ الأمر حسّاس للغاية وأنّ الكشف عن أسماء الزعماء العرب, قد يؤدّي إلى ضررٍ بالأمن القوميّ الإسرائيلي. وجاء كشف ليفني, التي كانت في الثمانينيات من القرن الماضي ضابطة في جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة), خلال مُقابلةٍ معها أجرتها شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون الصهيوني) بُعيد عودتها إلى تل أبيب من الولايات المُتحدّة الأميركيّة.أيضا, ما زالت الأنباء المُتواتِرة في تل أبيب تُشير إلى أنّ لقاءاتٍ عديدةٍ أجراها رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو, خلال تواجده في نيويورك. وفي هذا السياق, قال وزير إسرائيليّ هو أيوب قرّا, إنّ زعماء الشرق الأوسط الذين يجتمع معهم رئيس الوزراء نتنياهو بشكلٍ سريٍّ أوْ علنيٍّ يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم, بحسب تعبيره. وفي كلمة ألقاها في حفل تمّ تنظيمه في نيويورك بمناسبة دخول السبت, حضره نتنياهو وزوجته سارة, وجّه وزير الاتصالات االصهيوني قرّا كلمة للحضور: أنْ ترى زعماء من محيطنا في منطقة الشرق الأوسط ينظرون لنتنياهو بإعجابٍ وإكبارٍ فهي مسألة مهمة, لكن الأهم, إنّهم يتعاملون معه كما لو كان قائداً لهم!.
لم يكن المرء ليتمنى أن يعيش إلى هذا الزمن القبيح والردىء, حبن ترى زعيما عربيا يناصر السفاح نتنياهو, معتبرا إيّاه قائداً له؟ ولديه الاستعداد لعقد التحالف معه لمحاربة اخيه العربي والمسلم؟ أإلى هذا الزمن وصلنا؟ هل يقرأ هؤلاء المخطط الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى؟ الفاشيون الصهاينة يحرقون الاطفال الفلسطينيين والعرب (مجازر قانا ومجزرة بحر البقر, وغيرها!).
الإسرائيليون في معظمهم يؤكدون تعاليم الحاخامات الذين يعتبرون"العرب أفاعي وصراصير" و "أن العربي الجيد هو العربي الميت" و "أنه يجوز قتل الأطفال العرب وهم في بطون أمهاتهم لمنع قيامهم مستقبلا بعمليات تخريبية ضد إسرائيل". دولة الكيان الصهيوني اعتدت على معظم الدول العربية في عقر دورها, أمع مثل هؤلاء يتحالف البعض العربي؟ ألم يقل نتنياهو في كتابه"مكان تحت الشمس" بان الطريقة الوحيدة للتعامل مع العرب هي القوة, فالعرب ليسوا أكثر من بدو رحّل, لا يفمون غيرها! وجاء اليهود ليحضّروهم! الم يقل بيريز بأن العرب ليسوا أكثر من مستودع للأموال, وعليهم أن يضعوا أموالهم ليسيرها العقل اليهودي! هل أصبحت إيران الدولة الجارة المسلمة عدو العرب الأول بدلا من دولة الكيان الصهيوني النازي؟ إيران تعمل لإزالة إسرائيل من المنطقة ومن الخارطة, وتعلن موقفها هذا جهارا نهارا! فعلا إنه زمن العهر العربي, للعلم, في مقال نشره في يديعوت تحت عنوان "القوة الكامنة في ضبط النفس" يعارض العميد في الاحتياط ران بيكر - وهو من كبار قادة سلاح الجو- هجوما إسرائيليا منفردا على المنشآت الذرية الإيرانية, بل يطلب من المسؤولين الكبار أن يكفوا عن الحديث عما لا يفهمونه. ويقول بيكر إن إسرائيل تملك العلم والقدرة وإمكانية التعرف والكشف ومهاجمة وإبادة كل هدف حيوي في الشرق الأوسط بدرجة ممتازة من جميع النواحي, لكن المشكلة التي لا يجوز تجاهلها في إيران هي كثرة الأهداف التي يجب "علاجها" والقضاء عليها. ويطالب الكاتب إسرائيل بأن تترك ذلك لغرب أوروبا: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وما أشبهها لأن أيا منها لا تملك القدرة على أن تهاجم وتقضي بقواها الذاتية على كل أهداف إيران الحيوية، أما الولايات المتحدة فيعتقد الكاتب أنها وحدها قادرة على أن تنفذ ذلك في عدة أيام. ويوصي العميد المتقاعد القيادة الإسرائيلية العليا بأن تدخل في نشاط مكثف وفعال وذكي يرمي إلى إقناع القيادة الرائدة الدولية بأن العالم الغربي لا يستطيع أن يسمح لنفسه بوجود إيران الذرية, معتبرا أن "السلاح الذري في يد قادة إيران المتطرفين خطر حقيقي على إسرائيل والعالم الغربي". نسأل في الختام, لماذا لا يغار العرب من إيران, ويحاولون الاعتماد على ثرواتهم لبناء مفاعل نووي عربي؟.