واشنطن ـ د.ب.أ : عثر علماء فلك من الولايات المتحدة في الحدود الخارجية الجليدية لنظامنا الشمسي على كوكب صغير كثير البعد عن الأرض. أوضح الباحثون أن الكوكب الذي لم يسموه حتى الآن يقع على مسافة من الشمس تبلغ نحو 80 ضعف المسافة بين الأرض والشمس مما يجعل مساره حول الشمس أبعد بكثير عن مسار كوكب بلوتو حسبما أعلنت مؤسسة كارنيجي مساء الثلاثاء. وصف مكتشفو الكوكب تحت إشراف سكوت شيبارد من مؤسسة كارنيجي اكتشافهم في مقال متخصص سلموه لمجلس تحرير مجلة "أسترونوميكال جورنال" المتخصصة في أبحاث العلوم الفلكية والتي من المقرر أن تنشر المقال في أقرب فرصة. واعتبر العلماء هذا الكوكب كأثر محتمل لـ "كوكب X" الافتراضي الذي يعتقد الباحثون وجوده في المناطق البعيدة لنظامنا الشمسي. وكان شيبارد وزملاؤه تشاد ترويلو من جامعة شمال أريزونا، و ديفيد ثولين من جامعة هاواي قد رصدوا بالفعل عام 2015 هذا الجسم السماوي الذي عثر عليه الباحثون الآن ولكن الأمر تطلب ثلاث سنوات من المراقبة لتحديد مساره. وحسب الباحثين فإن هذا الكوكب الصغير لا يقترب من الشمس أبدا عن 65 وحدة فلكية. وتعادل الوحدة الفلكية المسافة بين الأرض والشمس. بل إن المسار البيضاوي لهذا الكوكب حول الشمس يصل إلى 2300 وحدة فلكية إلى خارج الفضاء. وللمقارنة فإن كوكب بلوتو القزمي يدور حول الشمس على بعد مسافة 30 إلى 50 وحدة فلكية. ويبلغ قطر هذا الكوكب نحو 300 كيلومتر مما يرجح تصنيفه ضمن الكواكب القزمية. وكان الباحثون قد اكتشفوا في وقت سابق كوكبين آخرين على مسافة مشابهة من الشمس؛ وهما الكوكب الذي أعطي رمز VP113 واكتشف عام 2012 و كوكب "سيدنا" الذي يرجح أنه قزمي هو الآخر. ويبعد الأول عن الشمس 76 والثاني 80 وحدة فلكية مما يجعلهما أبعد عن الشمس من كوكب TG387 الذي اكتشف عام 2015 ولكنهما لا يبعدان عنها مثل هذا الكوكب الأخير "ونعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك آلاف من الأجسام السماوية الصغيرة مثل كوكب TG387 الذي اكتشف عام 2015 عند حافة النظام الشمسي ولكن بعد هذه الكواكب يجعل العثور عليها صعبا جدا" حسبما أوضح ثولين. يهتم علماء الفلك بالكواكب الصغيرة البعيدة عن كوكبنا وعن الشمس لأسباب منها أنها تكاد تكون معزولة عن الجزء الأكبر لكتلة شمسنا فيما يتعلق بقوة الجاذبية "مما يجعل من الممكن استخدامها كمسبار لفهم ما يجري عند أطراف نظامنا الشمسي" حسبما أوضح شيبارد. ويعتقد الباحثون أن هناك كوكبا أكبر من هذه الكواكب لم يكتشف بعد يؤثر عليها بجاذبيته. وكان العلماء يبحثون عن هذا الكوكب عندما صادفوا "كوكب X" هذا "فهذه الأجرام السماوية البعيدة مثل فتات الخبز الذي يقودنا لكوكب X " حسبما أوضح شيبارد مضيفا: "كلما عرفنا أكثر عن هذه الأجرام كلما تعرفنا أكثر على النظام الشمسي الخارجي وعلى كوكب آخر محتمل نعلم أنه يؤثر على مسار دورانها، إنه اكتشاف سيعيد تعريف معلوماتنا عن تطور نظامنا الشمسي".