القدس المحتلة:
عمّان ـ (الوطن) :
ارتقى امس الجمعة 5 شهداء فلسطينيين في تواصل إرهاب الاحتلال، على مختلف أنحاء قطاع غزة، وسط استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية مساجد ومنازل المواطنيين الفلسطينيين الامنين بالقطاع . فيما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قدمت الثلاثاء الماضي في نيويورك مقترحاً تم بلورته في مجلس الأمن لإصدار قرار بإنهاء الحرب على قطاع غزة ، ولكنه قوبل بالرفض من الجانب الإسرائيلي ، واستشهد المواطن الفلسطيني موسى احمد العبادلة (23 عاما) متأثرا بجراحه التى اصيب بها من احد الغارات الجوية ، في بلدة القرارة بخان يونس. كما استشهد الفلسطينيان ياسين حامد أبو حمدة ومحمود قشلان في قصف طائرات الاحتلال لمزرعة بالقرب من أبراج عين جالوت في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وبهذا ترتفع حصيلة شهداء امس الجمعة حتى اعداد الخبر إلى 5 شهداء. وكان المواطنان الفلسطينيان محمود طلعت شريتح 14 عاما وشير احمد شريتح 35 عاما قد استشهدا في ساعات الفجر الأولى في غارة على المحافظة الوسطى. كما شنت الطائرات سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة بالقطاع، كما قامت المدفعية بقصف شرق جحر الديك وسط قطاع غزة. كما استهدفت الطائرات شقة سكنية في أبراج الشيخ زايد شمال القطاع، كما قصفت منزلا لعائلة تايه في جباليا البلد. وأطلقت الطائرات ثلاثة صواريخ على مخازن تجارية بمحيط بلدية رفح، كما استهدفت معملا للباطون على مدخل الزوايدة وسط القطاع. ونفذت الطائرات غارة على منزل المواطن الفلسطيني ابو محفوظ بارود في شارع 20 بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما استهدفت موقعاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أغارت على مزرعة دواجن بحي السلام شرق رفح. وفي خان يونس شنت الطائرات غارة على منزلا يعود لعائلة الأسطل في السطر الشرقي ومنزلا اخرا يعود المواطن الفلسطيني أمجد شبير بالفخاري جنوب شرق خان يونس. كما أطلقت الزوارق الحربية نيران رشاشاتها في عرض بحر رفح جنوب القطاع، كما أغار الطيران على منزلا لعائلة شملخ بجوار مسجد الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة. وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي والمدفعية الإسرائيلية ، مناطق زراعية وأراضي خالية بمحاذاة التجمعات السكنية في مختلف محافظات قطاع غزة، حيث لحقت أضرارا مادية بممتلكات المواطنين الفلسطينيين. وتسببت سلسلة غارات إسرائيلية من طائرات اف 16 بقطع التيار الكهربائي عن غالبية أحياء مدينة غزة، وبخاصة الشيخ رضوان، والرمال الشمالي، ومنطقة شارع الوحدة، وشارع اليرموك، بالإضافة إلى مخيم الشاطئ ومناطق أخرى في المدينة. وفي سياق متصل، قال مواطنون فلسطينيون ، إن 3 غارات إسرائيلية استهدفت مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة ومحيطها تسببت بإصابة فلسطيني بجروح طفيفة، بالإضافة إلى حدوث أضرار متفاوتة في المنطقة. وأوضح الفلسطينيون أن القصف أدى إلى تدمير كلي وجزئي لعدد من القبور، بالإضافة إلى تدمير غرفة من الصفيح ملاصقة للجدار الجنوبي لهذه المقبرة. واستشهد صباح أمس، المواطنان ياسين حامد أبو حامد(22 سنة)، ومحمود ناصر قشلان(23 سنة)، وأصيب شخص آخر بجروح خطيرة، بالإضافة إلى عدد آخر بجروح متوسطة وطفيفة في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا للفلسطينيين في محيط أبراج عين جالوت في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ونقلت طواقم الإسعاف الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع. وقصفت طائرات أف 16 منزلا لعائلة أبو هويشل في البريج وسط قطاع غزة ما الحق أضرارا بالغة بالمنزل والمنازل المجاورة، كما تم قصف مسجد أبو مدين في البريج. الى ذلك، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أرضا زراعية محاذية لمصنع باطون التعاون في قرية الزوايدة وسط قطاع غزة،وكثفت قوات الاحتلال من القصف المدفعي في المناطق الحدودية شرق مدينة غزة، وشرق مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث دمرت منزلا لعائلة الحميدي في قرية وادي السلقا ومنطقة السميري شرقي دير البلح. وفي سياق متصل، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية حربية ، صاروخا صوب منزل الصحفي حسام المغني الواقع في أبراج الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقال شهود عيان لـ الوطن إن القصف استهدف الشقة رقم 301 في برج 38، وأنه سبق ذلك قيام مدفعية الاحتلال الإسرائيلي باستهداف خزانات المياه أعلى البرج المذكور. وأفاد مراسلنا في القطاع أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على منزل لعائلة تايه في جباليا شمال قطاع غزة. وفي ذات السياق, استهدفت الطائرات الحربية محالا تجارية مقابل بلدية رفح جنوب قطاع غزة مما أسفر عن وقوع أضرار مادية جسيمة. وكثفت الزوارق الحربية الإسرائيلية من نيران رشاشاتها الثقيلة في عرض بحر رفح جنوب قطاع غزة. وفي الغضون، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أراض زراعية في غرب وجنوب شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع. كما قصف قوات الاحتلال منزلا ومسجد تم استهدافه من ذي قبل في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة، فيما فتحت المدفعية الإسرائيلية نيرانها شرق حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة . من جانب اخر، ذكرت صحيفة هارتس انه وبموجب القرار المتوقع الإعلان عنه قريباً والذي يتضمن المبادئ التالية: إعادة سيطرة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة بإشراف دولي يمنع وصول مواد البناء لحركة حماس، واستئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية على قاعدة حدود عام 1967م ، بأن الدول العظمى قد عرضت الوثيقة على أعضاء مجلس الأمن، في حين أكد مسئولون أوروبيون كبار في القدس رفضوا الكشف عن أسمائهم وذلك لما وصفوه بحساسية الموضوع، قد أكدوا للصحيفة بأنه تم اطلاع "إسرائيل" على أساسيات وفحوى مبادئ مشروع القرار من قبل دبلوماسيين بريطانيين وألمان وفرنسيين دون تسليم بنود المشروع بشكل كامل. وبحسب الصحيفة فإن مشروع القرار سيدين كافة العمليات العدائية ضد المدنيين بما في ذلك الهجمات التي تتسبب في وقوع أضرار في صفوف المدنيين من قبل "إسرائيل" خلال العدوان الحالي على غزة. كما جاء في مشروع القرار بإلزام الطرفين وقف إطلاق النار بشكل عاجل وفوري وطويل المدى، والذي يشمل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بشكل تام، مقابل وقف تام للهجمات التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع. وبحسب ما جاء في الوثيقة فإن الدول العظمى الثلاث قد قدموا اقتراحاً بأن يتضمن قرار مجلس الأمن الأسس التالية:
1. إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
2. وضع ترتيبات أمنية تمنع استئناف الأعمال العدائية.
3. حظر بيع أو تزويد قطاع غزة بالسلاح ومواد بالإمكان استخدامها لصنع أسلحة باستثناء الجهات المخولة بذلك في السلطة.
4. الامتناع عن تمويل "الإرهاب" والعمل من أجل إحباط تمويل كهذا.
5. إزالة القيود الاقتصادية والإنسانية المفروضة على القطاع من أجل إعادة إعماره وترميم الاقتصاد وتطويره.
6. فتح كامل للمعابر الحدودية إلى قطاع غزة من خلال أخذ الاتفاق الذي وقعته السلطة وإسرائيل عام 2005 بالاعتبار.
7. طالبت كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، ويكون بإمكانه المساعدة في عمل المعابر وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه.
8. جاء في الوثيقة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيطالب ببلورة خطة دعم للسلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق بتعزيز القدرة على الحكم في القطاع. كذلك ستطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساهمة في ترميم القطاع.
9. ينص البند الأخير في الوثيقة على استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين بعد انتهاء القتال في غزة من أجل التوصل إلى سلام شامل "على أساس حلم الدولتين الديمقراطيتين – "إسرائيل" وفلسطين – تعيشان جنبا إلى جنب على أساس حدود العام 1967 بسلام وأمن". من جانبها ، عبرت إسرائيل عن رفضها للمبادرة التي تطرحها الدول الأوروبية ، وذلك لأنها تشمل بندا يقضي باستئناف المفاوضات السياسية على أساس حدود العام 1967، وفي المقابل تفضل إسرائيل العودة إلى مفاوضات القاهرة. ونقل موقع "واللا" الالكتروني، أمس الجمعة، عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل لا تسارع إلى تبني المبادرة الأوروبية "لأسباب بينها دعوة صريحة إلى استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967". وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل لا ترفض بالمطلق العودة إلى محادثات القاهرة، لكنها تشترط أن توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ، معتبرا أنه "إذا استؤنفت المحادثات في العاصمة المصرية، فإن الدول الأوروبية سترجئ الخطوات في الأمم المتحدة من أجل أن تستنفذ القناة المصرية نفسها".ولفت الموقع الالكتروني إلى أنه في حال عدم وقف إطلاق النار في الأيام القريبة المقبلة، فإنه يتوقع تقدم المبادرة الأوروبية، "الأمر الذي سيضع إسرائيل، والولايات المتحدة أيضا، أمام معضلة صعبة. فمن جهة، أصر الأميركيون على مدار السنوات الماضية على عدم فرض شروط على إسرائيل في المفاوضات بواسطة مجلس الأمن. ومن الجهة الثانية، فإن التطرق إلى حدود 1967 كأساس للمفاوضات يظهر في ’اتفاق الإطار’ لاتفاق إسرائيلي – فلسطيني بلورته واشنطن في بداية العام الحالي".وقال دبلوماسي غربي رفيع للموقع إنه "بالنسبة لأوروبا، لا يمكن فصل قضية غزة عن القضية الفلسطينية كلها، ومن شأن حل سياسي دائم، فقط، أن يؤدي إلى هدوء طويل الأمد بالنسبة للشعبين". من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، تساحي هنغبي، للإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، إن "احتمال التوصل إلى تفاهمات سياسية لا يظهر في الأفق، وينبغي الانطلاق من الاعتبار أن القتال لم ينتهِ". واعتبر هنغبي، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن "يجب الاستمرار في إظهار تكتل وعزيمة واستغلال الوقت الذي بحوزتنا من أجل تشديد الضربات النازلة على حماس". وتطرق هنغبي إلى الأنباء حول الأزمة في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، وقال إن "قوة الحلف بين الدولتين لم تتراجع وعندما تكون هناك خلافات فإن الطريقة الأفضل للتعامل معها هي من وراء الكواليس". في غضون ذلك ، حمّل عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن فشل مفاوضات القاهرة، لأن إسرائيل لم تلبِّ مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني. وقال الرشق في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام الناطق بإسم حركة "حماس" إنه "حتى في القضايا والنقاط التي تم الإتفاق عليها اشترطت إسرائيل إيراد بعض العبارات والجمل التي تفرغ القضايا من جوهرها وجعلها بيد الإحتلال. ودلل الرشق على ذلك بمثال إنهاء حصار غزة، حيث اشترطت إسرائيل أن ينص الإتفاق على رفع الحصار وفق آلية تتفق فيها مع السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعني أن القضية كلها مرجأة إلى أسابيع وشهور قادمة، وفقا للرشق.وبخصوص إعادة إعمار غزة؛ قال الرشق، وضعت إسرائيل عبارة بالتنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ما يعني أنها ستبقى الآمر الناهي، وأنها لها الكلمة الفصل في كل صغيرة وكبيرة تدخل إلى قطاع غزة، وهذا ما ينطبق على قضية الصيد والمساحة المسموح الصيد بها.وحول قضايا الميناء والمطار والعقوبات المفروضة على أهلنا في الضفة الغربية المحتلة عقب حادثة أسر وقتل المستوطنين الثلاثة؛ كشف أنه لم يتم الإتفاق عليها، مؤكدا أنها كانت موضع خلاف شديد، حيث رفضتها إسرائيل في كل جولات التفاوض في القاهرة. وكشف أنه كانت هناك محاولة لإنقاذ المفاوضات من خلال إيراد النقاط التي تم الإتفاق عليها في الإتفاق المعلن، وتأجل القضايا غير المتفق عليها (الميناء والمطار والعقوبات في الضفة المحتلة) إلى بعد شهر يجري التفاوض حولها في القاهرة، بشرط إقرار هذه الشروط من حيث المبدأ. وفي المقابل حاولت إسرائيل – حسب الرشق – مساومة الوفد الفلسطيني على هذه الشروط والنقاط من خلال وضع سلاح وقدرات المقاومة الفلسطينية للتفاوض والنقاش بعد شهر في القاهرة. وجدد الرشق أن سلاح المقاومة ليس مطروحا للمساومة ولا للنقاش، مؤكدا أن "إسرائيل" حاولت مرارا إيراد عبارات مثل سحب سلاح المقاومة، وقف تسلح المقاومة، هدم الأنفاق، وهذا ما رفضناه وسنرفضه. وبشأن تجدد العدوان الصهيوني على غزة, حمّل الرشق الاحتلال المسؤولية الكاملة, قائلا ليس لنا إلا أن نواجه المحتل وننتصر في هذه المعركة.وأكد أن "إسرائيل" خرقت التهدئة من خلال زعم إطلاق الصواريخ حيث لاح لها صيد ثمين باغتيال القائد محمد الضيف. وتابع "الاحتلال يواجه شعبنا من خلال قتل الأطفال وتدمير البنية التحتية، فهو يهرب من المقاومة، ليواجه المدنيين العزل".