القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
يشهد مجلس الأمن الدولي تحركات تقودها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لبلورة قرار بإنهاء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة ،فيما طالب الفلسطينيون بسقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي بلغ فيه عدد الشهداء في صفوف الأطفال الفلسطينيين الـ500 شهيد في حين تمسكت المقاومة الفلسطينية برفع الحصار وعدم تجريدها من سلاحها.
ووفقاً لما تسرب عن فحوى قرار مجلس الأمن الجاري مناقشته فإنه يتضمن إعادة السيطرة على قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع بإشراف دولي يمنع وصول مواد البناء لحركة حماس، واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي على قاعدة حدود عام 1967م.
وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن الدول العظمى عرضت الوثيقة على أعضاء مجلس الأمن، في حين أكد مسئولون أوروبيون كبار في القدس المحتلة رفضوا الكشف عن أسمائهم ،وذلك لما وصفوه بحساسية الموضوع بأنه تم اطلاع "إسرائيل" على أساسيات وفحوى مبادئ مشروع القرار من قبل دبلوماسيين بريطانيين وألمان وفرنسيين دون تسليم بنود المشروع بشكل كامل.
وبحسب الصحيفة فإن مشروع القرار سيدين كافة العمليات العدائية ضد المدنيين ،بما في ذلك الهجمات التي تتسبب في وقوع أضرار في صفوف المدنيين من قبل "إسرائيل" خلال العدوان الحالي على غزة.
كما جاء في مشروع القرار بإلزام الطرفين وقف إطلاق النار بشكل عاجل وفوري وطويل المدى، والذي يشمل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بشكل تام، مقابل وقف تام للهجمات التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع.
وتفيد الأنباء أيضا بأن كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا طالبت وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، ويكون بإمكانه المساعدة في عمل المعابر وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه.
من جانبه أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه الطلب من الأمم المتحدة إصدار قرار "يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال".
ونقلت وكالة الأنباء القطرية أنه تم الاتفاق خلال اللقاء الذي جمع عباس ومشعل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على "التحرك للحصول على قرار أممي لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضافت الوكالة إنه "تم خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع في قطاع غزة، خاصة مع تواصل العدوان الإسرائيلي وأهمية التحرك على كافة المستويات لإنهائه ورفع الحصار عن القطاع وتحقيق كافة مطالب الشعب الفلسطيني".
كما "أكد الجانبان خلال الاجتماع على أن حكومة الوحدة الوطنية هي ممثل لكافة الشعب الفلسطيني وراعية مصالحه".
وهذا الاجتماع هو الثاني خلال الـ24 ساعة بين أمير قطر وعباس ومشعل. وكان مصدر فلسطيني قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن الاجتماع كان "متابعة" للاجتماع الذي عقد أمس الأول الخميس واستمر ثلاث ساعات في قصر أمير قطر.
وغادر عباس إثر هذا الاجتماع إلى القاهرة ،حيث من المقرر أن يلتقي اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وصرحت مصادر مطلعة كانت في استقبال الرئيس الفلسطيني بأن عباس سيبحث مع السيسي آخر التطورات على الساحة الفلسطينية خاصة الوضع في قطاع غزة على ضوء مباحثاته التي أجراها في الدوحة مع أمير قطر وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وما يمكن أن يبذل خلال الفترة القادمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وأضافت المصادر إن "الرئيس الفلسطيني سيلتقي أيضا خلال زيارته لمصر مع عدد من كبار المسؤولين والدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية حيث سيطلعه العربى على نتائج الاتصالات التي قام بها الوفد العربي برئاسة نائب رئيس وزراء وزير خارجية الكويت لسويسرا من أجل بحث توفير الحماية الدولية للمدنيين في قطاع غزة وتيسير تقديم المساعدات خاصة الطبية والإنسانية لأهالي غزة".
وتواصلت أمس الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حيث استشهد أربعة فلسطينيين.
من جانبه أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أن الحركة لن تقبل أي قرارات دولية تمس بسلاحها ولا تتضمن رفع حصار قطاع غزة للتهدئة مع إسرائيل.
وقال الزهار في تصريح صحفي مكتوب إن "المقاومة الفلسطينية لن تقبل أي قرارات دولية تمس بسلاح المقاومة وأدواتها، ولا ترفع الحصار كاملا برا وبحرا وجوا عن غزة".
ودعا الزهار إلى استثمار ما وصفه الانتصار في غزة بشكل سياسي "ضمن برنامج مقاوم يقدم البديل عن مسار أوسلو الذي وصل إلى طريق مسدود ".
يأتي ذلك فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتال نحو خمسمائة طفل فلسطيني وأصاب ثلاثة آلاف آخرين ضمن الحرب العدوانية المتواصلة على قطاع غزة.
وقالت رئيسة المكتب الميداني التابع لليونيسيف في قطاع غزة ، بيرنيل أيرونسايد ، في بيان صحفي أمس ، إنه تم إحصاء 469 طفلا ضمن الشهداء ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد.
وأضافت إن الوضع سيئ من حيث الآثار والأضرار على الأطفال الفلسطينيين ، مشيرة إلى استشهاد تسعة أطفال في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
في غضون ذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قذيفة هاون أطلت من قطاع غزة قتلت طفلا إسرائيليا يبلغ من العمر أربعة أعوام في إسرائيل .
وذكرت القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي أن الطفل كان يجلس داخل سيارة عندما أصابت القذيفة المركبة .
في غضون ذلك قام أعضاء من حركة حماس بإعدام 18 رجلا متهمين بالتخابر مع إسرائيل في مدينة غزة على دفعتين ،كما أكدت قناة الأقصى التابعة للحركة وشهود.
وأعلنت قناة الأقصى في شريط إخباري "المقاومة تعدم 18 عميلا مع الاحتلال الإسرائيلي ".