طرح مغاير نخرج به في هذا العدد لـ"أشرعة" حيث التنوع في الطرح والمضمون أيضا. في هذا العدد حاولنا أن نكون أكثر قربا من روح الشعر التي رحلت إلى السماء، في حديث شفاف مع الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم الذي ودّعنا وفي قلب ألف قصيدة وقصيدة ففي كل يوم تسقط ورقة تلو الأخرى من شجرة الحياة، نفقد عَلَمًا ونبضا وحياة، نفقد حقيقة ولكن يبقى الضوء متوجها أيضا لا يفارقنا مهما سقطت تلك الأوراق المسكونة بأشعة الحب والوهج. بالأمس القريب ودعنا شاعرا مختلفا جدا، مبهرا جدا، سامقا جدا، موغلا حد الطهر في عروقنا جدا، بالأمس قال القاسم السميح وداعا، مغادرا الحياة الأولى، ليسبقنا إلى الحياة الآخرة، حيث الخلود اللامنقطع، سميح القاسم الشاعر القومي العربي ودع العرب وفي قلبه قضية لم تنته بعد، لذا حاولنا أن نكون أكثر قربا منه.
بين أروقة أشرعتنا أيضا هناك حوار حول قضايا المسرح في السلطنة مع الفنان خالد العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمسرح، فالحديث معه كان متعا وشيقا وبه الكثير من الشفافية، كما أطلعنا على الكثير من التفاصيل التي قد تبدو مغيّبة بعض الشيء عن واقعنا ،فيما يتعلق بالمسرح وهمومه ، حاولنا التقرب أكثر منه، فكان واضحا وتلقائيا ومفعما بروح العمل والتواصل مع أقرانه من المسرحيين العمانيين.
ثمة عمل آخر قام به الزميل خميس السلطي في عدد أشرعه الحالي وهو استطلاع حول قضايا الشعر مع أصدقاء الشعر في السلطنة، وفي هذه المرة تم التسليط على التفاعل الإلكتروني وانحسار التواصل العادي الملموس بين الشعراء في ساحتنا الشعر، فتوّلدت القطيعة بعض الشيء.
حيث بدأت مساحة وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية تتسع يوما بعد يوم ،فيما يتعلق بإيجاد تواصل استثنائي بين الكُتاب والشعراء في السلطنة، وهنا نعني (الفيسبوك، والتويتر، والواتسب، والانستجرام) ، وغيرها من هذه الأدوات في هذه المساحة، في المقابل إن آليات التواصل بين الشعراء أيضا على نطاقات العام والمشاهدة الملموسة بدأت تتقلص على الرغم من وجود الأمسيات الشعرية ولكنها دائما ما تكون عابرة، أضف إلى اللقاءات الأدبية والجلسات النقدية التي تبدو قليلة إلا ما ندر ظهورها، فهي بالكاد تكون معدودة أيضا، وعلى الرغم من أن الالتقاء اليومي في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مستمرا لكن هناك فتور في تناول القضايا الرئيسة مع تقليص التوجهات الأدبية والتي بدأت تتمثل فقط في إشراك الجميع في كل ما هو جديد وهنا نعني (القصيدة الجديدة للشاعر) إن صح القول، في هذا الاستطلاع تعرفنا على آراء شعراء السلطنة.
وفي هذا العدد هناك العديد من الرؤى والأطروحات الرائعة ومن بينها القصص الصغيرة للكاتب علي النعماني ورحلة لندن الشيقة مع الدكتور وليد السيد. أضف إلى ذلك تذكار السفر إلى فرنسا مع الكاتب خالد العنقودي وأيضا رؤية الفنان التشكيلي عبد الكريم الميمني وقربه من الفنان المبدع عيسى المفرجي.