مصر تنفي تنفيذ أي قصف وتأمل في حكومة وطنية وتستضيف الحوار اليوم
طرابلس ـ القاهرة ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلنت ميليشيات مصراتة والكتائب ذات الشعارات الاسلامية المتحالفة معها ضمن ما يسمى "قوات الفجر الجديد" سيطرتها على مطار طرابلس الدولي في تطور أعقبه اعلان المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الى ممارسة مهامه فيما صنف مجلس النواب المنتخب حديثا هذه الميليشيات بـ(الارهابية) معتبرا أنها باتت هدفا مشروعا لقوات الجيش في الوقت الذي نفت فيه مصر تنفيذ أي عمليات عسكرية في الاراضي الليبية معربة أملها في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد أن تم انتخاب مجلس النواب كما تستضيف مصر اجتماع جوار ليبيا اليوم.
وقال احد قادة ميليشيات مصراتة والكتائب المتحالفة في "قوات فجر ليبيا" إن "قواتنا تمكنت مساء السبت من الدخول الى مطار العاصمة الليبية طرابلس والسيطرة عليه بالكامل".
وأضاف أن "السيطرة على المطار جاءت بعد السيطرة على معسكر النقلية الاستراتيجي والقريب من مطار العاصمة حيث كانت تتمركز غرفة عمليات ميليشيات الصواعق والقعقاع وحلفائها من بقية مليشيات الزنتان".
وأشار إلى انهم "بدأوا في تمشيط المكان لتأمينه ومن ثم تمركز القوات فيه". وتعذر الاتصال باي مصدر من قوات الزنتان. لكن القائد الميداني محمد الزنتاني الذي كان يقاتل ضمن لواء القعقاع داخل المطار في "قوة حماية المطار" قال إن "غرفة العمليات أمرتنا بالانسحاب التكتيكي من المطار وتركه في انتظار تعليمات جديدة".
وأضاف الزنتاني ان "المعركة لا زالت في بدايتها ربما نخسر معركة لكن الحرب بدأت من الآن" دون إعطاء مزيد التفاصيل، مؤكدا ان "الساعات القليلة القادمة هناك مفاجات كبيرة و من يفرح أخيرا يفرح كثيرا". على حد قوله.
ونقلت قناة النبأ التلفزيونية القريبة من قوات فجر ليبيا صورا من داخل المطار لما قالت إنها قوات فجر ليبيا التي يتحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وحلفائها في مختلف مناطق غرب ليبيا.
ويظهر في الصور عدد من مقاتلي هذه المليشيات يصعدون على هياكل ما تبقى من طائرات على مدرج المطار إضافة إلى ما قالوا إنها غنائم تمثلت في أسلحة وعتاد ومدرعات قالوا إنهم حصلوا عليها بعد السيطرة على المطار.
وكان المطار الواقع على بعد 30 كلم جنوب العاصمة والمغلق منذ بداية المعارك، تحت سيطرة ميليشيا "ثوار الزنتان" منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
من جهته، اعتبر مجلس النواب الليبي الجديد المنعقد في طبرق في بيان الليلة قبل الماضية قوات فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة "مجموعتين إرهابيتين" وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتها.
وقال المجلس "نعتبر الجماعات التي تتحرك تحت مسمى فجر ليبيا وأنصار الشريعة جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة"، مؤكدا انها "هدف مشروع لقوات الجيش الوطني الليبي الذي نؤيده بكل قوة لمواصلة حربه حتى إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها".
وبعيد ذلك، اعلنت محطة التلفزيون الخاصة "العاصمة" ان قوات فجر ليبيا هاجمت في الساعات الأولى من صباح امس الأحد المحطة التي تخالفها في الرأي وأقدمت على اتلاف محتوياتها واختطاف طاقمها المناوب في أعقاب إعلانها جماعة إرهابية من قبل مجلس النواب الليبي.
وفي المقابل أعلن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته انه سيعقد "جلسة استئثنائية" في طرابلس "لايجاد حلول لهذه الاختراقات التي تشهدها ليبيا وضمان سيادة الدولة".
ويتمتع انصار الشعارات الاسلامية بتمثيل جيد في المؤتمر العام السابق الذي حل محله برلمان منتخب حصلوا فيه على تمثيل ضعيف مقابل حضور واسع لما يعرف ب "التيار الوطني".
في غضون ذلك قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن القوات المسلحة المصرية لم تقم بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية أو خارج الحدود المصرية.
وأضاف: "لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن"، مضيفاً أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية "فقواتنا داخل أراضينا".
وأوضح السيسي أن "مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة"، مشيرًا إلى أن مصر تجري مشاورات على وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
كذلك نفت وزارة الخارجية المصرية جملة وتفصيلاً ما ردده البعض وتناولته عدد من وسائل الإعلام حول قيام طائرات عسكرية مصرية بقصف مواقع تسيطر عليها ميلشيات عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدة أن هذه الأنباء عارية تمامًا عن الصحة ولا أساس لها.
وأشارت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتأمل في سرعة تشكيل حكومة وطنية بعد انتخاب مجلس النواب وبدء انعقاده، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق ويسهم في بناء مؤسسات الدولة الليبية ويحفظ لها وحدتها وسلامة أراضيها.
وكان المتحدث باسم ما تسمى قوات فجر ليبيا اتهم في مؤتمر صحفي مساء السبت مصر والإمارات العربية المتحدة بشن غارات جوية على ميليشياته. يأتي ذلك فيما أكدت جامعة الدول العربية حرصها على دعم أمن واستقرار ليبيا بما يحقق تطلعات الشعب الليبي.
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في تصريحات له أمس أنه في هذا الإطار ستشارك جامعة الدول العربية بوفد برئاسة أمينها العام الدكتور نبيل العربي في أعمال الاجتماع الوزاري الرابع لدول جوار ليبيا الذي ستنطلق أعماله اليوم بالقاهرة، برئاسة مصر ومشاركة وزراء خارجية كل من ليبيا والجزائر وتونس والسودان وتشاد ومسؤول من دولة النيجر، وكذا داليتا محمد داليتا مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا بالإضافة إلى ناصر القدوة مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا.
ولفت ابن حلي إلى أهمية هذا الاجتماع حيث سيتم البناء على نتائجه لمواجهة الوضع الأمني المتدهور في ليبيا.
كما أكد ابن حلي أن الأوضاع المتدهورة في ليبيا ستكون بندًا مهما أمام الدورة 142 لوزراء الخارجية المرتقبة يوم 7 سبتمبر المقبل.