دمشق ـ (الوطن):
أعلنت سوريا ترحيبها بأي جهد دولي أو اقليمي لمكافحة الارهاب معتبرة أي غارات تتم على أراضيها خارج هذا التنسيق عدوانا عليها فيما رجحت مصادر أن يتم الاعلانم عن حكومة رئيس الوزراء المكلف وائل الحلقي نهاية الأسبوع في حين رأت موسكو أن الغرب يغير مواقفه من الرئيس بشار الأسد.
وأعلن وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية وليد المعلم استعداد بلاده للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب تنفيذا للقرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن في إطار احترام سيادتها واستقلالها. وشدد في مؤتمر صحفي عقده بدمشق أمس على أن أي جهود للتعامل مع الإرهاب يجب أن تكون بالتنسيق مع الحكومة السورية. وعن وجود معلومات تقول إنه تم تنسيق سري بين سوريا والولايات المتحدة وبريطانيا في عمليات عسكرية سرية تمت على الأراضي السورية أجاب المعلم.. إن كل ما يقال هو معلومات صحفية ومع ذلك قلت لنضع الأمور في نصابها.. نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب في إطار قرار مجلس الأمن مضيفاً انه إذا صدقت المعلومات الإعلامية عن عملية عسكرية أميركية على الأراضي السورية فإنها تمت وفشلت إلا انه لو كان هناك تنسيق مسبق أؤكد أن احتمال فشلها سيكون ضعيفا.
وفيما اذا كان استعداد سوريا للتعاون قد يشمل الولايات المتحدة وبريطانيا، قال "إنهما موضع ترحيب". لكنه شدد على ضرورة أن يتم "هذا التعاون من قبل الحكومة السورية التي هي رمز للسيادة السورية ومستعدون للتعاون الثنائي أو التحالف الدولي دون ازدواجية في المعايير" .واعتبر أن أي انتهاك لسيادة سوريا سيكون بمثابة "عدوان". داعياً في الوقت نفسه جميع دول الجوار إلى "استشعار الخطر حرصاً على مصالحها الوطنية والتعاون على مكافحة الإرهاب".
وأشار المعلم لى ترحيب والتزام سوريا بقرار مجلس الأمن رقم 2170 حول مكافحة الإرهاب رغم أنه جاء متأخرا ".مبيناً أن إجماع المجلس على مكافحة الإرهاب يؤكد ما كانت تنادي به سوريا من تجفيف منابع الإرهاب ومخاطر انتشاره إلى الدول المجاورة وإلى أبعد من ذلك. وشدد على أنه لا يمكن مكافحة الإرهاب إلا بالمثابرة والشمول وبجهود كل الدول موضحاً أن قرار مجلس الأمن ملزم للجميع داعياً في هذا الخصوص إلى وجوب وقف التحريض على الإرهاب والتمويل وتسهيل مرور الإرهابيين. وأردف المعلم "نريد التزاما حقيقيا بتنفيذ بنود القرار الدولي بخصوص داعش والنصرة وخاصة دول الجوار لسوريا"، لافتا إلى أن "القرار لا يعطي تفويضا لأحد بالعمل الفردي ضد أي دولة".
ودعا المعلم جميع دول الجوار إلى استشعار الخطر الذي يحيط بالمنطقة حرصا على مصالحها الوطنية والتعاون على مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن من مصلحة تركيا وشعبها إعادة النظر في سياساتها الخارجية لأن الإرهاب ليس له حدود.
وفي السياق ذاته، أكد، المعلم، أن "هناك تطابقا سوريا ـ روسيا في مكافحة الإرهاب"، موضحا "بحثت مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أهمية تحرك روسيا من أجل إقامة تعاون وتنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب".وتابع، أن "هناك تعاونا مع روسيا ولكن لم يصل هذا التعاون لطلب غارات روسية على مواقع داعش".
إلى ذلك، كشف، المعلم، أن "لدى سوريا وثائق عمن يمول ويسلح الإرهابيين على أراضيها"، لافتا إلى أن "التنظيمات الإرهابية على حدود تركيا ولمصلحة تركيا أن يعاد النظر في مواقفها وأشار إلى أن "داعش لا حدود لها ومن هنا تأتي أهمية التوقيت فكلما أسرعنا خففنا من مخاطرها"، لافتا إلى ذلك التنظيم أخطر بكثير مما هو موجود في أفغانستان وباكستان".
وبخصوص الاجتماع العربي في السعودية، قال، المعلم "لم ألمس أن بيانا صدر عن اجتماع الخمسة في جدة"، مشيرا إلى أنه "إذا كان الهدف من الاجتماع إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية فإن الحل لا يكون إلا من خلال الحوار بين السوريين وبقيادة سورية وعلى الأرض السورية".
وفيما يخص التغيرات في العراق قال ان موقف المالكي من تكليف العبادي مشرف وسنواصل التعاون مع العراق ونأمل تشكيل حكومته قريباً. واشار الى انتخاب الاسد رئيسا وقال على الآخرين احترام نتائج عملية اقتراع السوريين ولا نقبل بحل يأتي عبر المظلات.
وبما يخص مطار الطبقة العسكري بيد " داعش "، قال، إن "قواتنا المسلحة قتلت المئات من إرهابيي داعش في مطار الطبقة"، مشيرا إلى أن "إخلاء الجنود والعتاد من المطار جاء لحمايتهم وهذه أمور تحدث مع جميع الجيوش" مضيفا: أمل من العشائر في سوريا والعراق أخذ موقف مشرف مماثل لعشيرة العقيدات ضد داعش.
وأعرب المعلم عن إدانة بلاده عملية قتل الصحفي الأميركي جيمس فولي بأشد العبارات وإدانتها قتل أي مدني بريء غير أنه استدرك قائلاً "ولكن هل سمعنا إدانة غربية للمجازر التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد قواتنا المسلحة وضد المواطنين السوريين".
وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى تشكيل جبهة مشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي مشددا على أن أي عمليات ضد الإرهابيين يجب أن تجري بموافقة الدول المعنية ومع احترام سيادتها وبمراعاة القانون الدولي.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في معرض حديثه عن مكافحة الإرهاب، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال لافروف إن روسيا تؤيد مبدئياً ما جاء على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية عن ضرورة مواجهة داعش ليس فقط في العراق، بل وفي سوريا أيضاً، مضيفاً "يجب أن يوحدنا السعي إلى تحقيق الانتصار على الإرهاب الدولي وعدم السماح للإرهابيين بالاستيلاء على أراض جديدة وبإقامة دول إرهابية".وفي هذا السياق تحدث لافروف عن الأزمة السورية، داعياً إلى أن تضم مجموعة "أصدقاء سوريا" المدعومة من الغرب، سوريا نفسها علماً بأنها تواجه خطر الإرهاب دائماً. معلنا استعداد بلاده لمواصلة تقديم الدعم لكل من العراق وسوريا في حربهما ضد الإرهابيين المسلحين. مشيرا الى ان الغرب لم يعد يطالب بتنحي الأسد ويعتبر محاربة الإرهاب الهدف الأساسي.
وفي موضوع متصل قال مصدر مطلع، إن تشكيل الحكومة الجديدة قد يصدر غدا او بعد غد على ابعد تقدير، مشيرا إلى أن "رئيس مجلس الوزراء المكلف وائل الحلقي مستمر في مشاوراته ولقاءاته مع عدد من الفعاليات". وأوضح المصدر إن "الحكومة الجديدة ستعلن غدا او بعد غد على أن تباشر مهامها يوم الأحد المقبل".
ميدانيا . وقع انفجار، امس, في سيارة بكراج سجو بالقرب من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى سقوط جرحى. وأفادت مصادر أن "الانفجار بجانب كراج سجو، حيث لم تتمكن من الدخول الى الكراج فتُم ركنها خارجه وانفجرت"، مضيفة إن "عدة إصابات وقعت لكنها خفيفة". ولم يتم التوضيح فيما إذا كان الانفجار ناجم عن تفخيخ السيارة أو عن عبوة ناسفة انفجرت بداخلها، فيما يرجح الخيار الثاني لمحدودية الانفجار وأضراره. وكان عشرات القتلى والجرحى سقطوا، شهر مايو الماضي، نتيجة انفجار سيارة مفخخة في كراج سيارات بالقرب من معبر باب السلامة، والذي يسيطر عليه مقاتلون معارضون.
الى ذلك سقط عدد من الضحايا، امس، جراء قصف جوي طال قرية دابق بريف حلب، كما طال القصف حيي باب النيرب والميسر بالمدينة. وقالت مصادر إن "الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على بلدة دابق بريف حلب الشمالي ما أوقع عددا من الضحايا". وأضافت المصادر، أن "حيي الميسر وباب النيرب بحلب واعزاز بريفها تعرضت لقصف ببراميل متفجرة". إلى ذلك، أشارت المصادر، إلى أن "قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال سقطوا، مساء الأحد، جراء سقوط براميل متفجرة على قرية تركمان بارح بريف حلب".