”.. تعتبر علاقة السلطنة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني نموذجا يحتذى من قبل الدول الأخرى، حيث تعتبر السلطنة الدولة الوحيدة التي تتوافق فيها المواقف الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة، والتصريح بذلك في مختلف المحافل والمؤسسات الدولية.”

يلخص الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا العلاقة ما بين السلطنة وفلسطين بقوله إن سلطنة عمان دولة محبة للشعب الفلسطيني ومدافعة عن حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967، وهي كذلك دولة يحبها الشعب الفلسطيني ويعتز بصداقتها لدورها التاريخي في الوقوف إلى جانبه والدفاع عن مقدساته.
وفي هذا الإطار تأتي الزيارات التى يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس "أبومازن" للالتقاء بجلالة السلطان "قابوس بن سعيد" لإطلاعه على آخر التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتباحث مع جلالته بشأن العلاقات الثنائية المتطورة بين فلسطين والسلطنة، وسبل تطويرها وتعزيزها.
وفي الواقع إن العلاقة ما بين السلطنة وفلسطين لها طابع خاص وتختلف عن غيرها من العلاقات، إذ لا تكتفي السلطنة بالتعامل مع فلسطين على أنها قضية سياسية وحسب، بل وتتعامل معها علي أنها قضية مركزية ، ولذلك لا تكف السلطنة عن تقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني.
ولذلك دائما ما نجدد الرئيس الفلسطيني محمودعباس، وكذلك الشعب الفلسطيني بأطيافه ومؤسساته المختلفة يشيدون بمواقف جلالة السلطان قابوس تجاه القضية الفلسطينية ودوره الكبير فى إرساء دعائم السلام والاستقرار بالمنطقة.
وما يجعل السلطنة مختلفة في تعاملها عن غيرها من الدول العربية والإسلامية، هو ثبات موقفها الذي لم يتغير منذ بدء القضية الفلسطينية حتى الآن، ووقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، ودعمها للحقوق العادلة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يضمن إقامة الدولتين وتعايشهما السلمي جنبا إلى جنب.
ويعكس حرص الرئيس "أبومازن" على زيارة السلطنة مدى الثقة المتبادلة بينه وبين جلالة السلطان، والتي تنعكس بدورها على عمق العلاقات المتبادلة، والمواقف الثابتة التي تتبناها السلطنة لدعم الشعب الفلسطيني.
وتعتبر علاقة السلطنة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني نموذجا يحتذى من قبل الدول الأخرى، حيث تتوافق في السلطنة المواقف الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة، والتصريح بذلك في مختلف المحافل والمؤسسات الدولية.
وهي في ذلك ترفع شعار المبادئ فوق المصالح، فالشعب الفلسطيني أكبر من أي مصالح، ودعمه والدفاع عن حقوقه المشروعه واجب الأنظمة والحكومات العربية.

د. أسامة نورالدين كاتب مصري وباحث علاقات دولية