[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
..ومثلما تتميز السياسة العمانية بالهدوء والاتزان، مع العمل على مد أواصر التعاون والحوار مع مختلف دول العالم، وانتهاج الحياد الإيجابي والوقوف إلى جانب الحق والعدل في مختلف القضايا .. فإنها أيضًا تبتعد كل البعد عن أي ضجيج إعلامي..

في خضم ما تشهده المنطقة من أنواء سياسية جعلت من تحقيق الاستقرار غاية رئيسية للملايين ممن عصفت بهم هذه الأنواء .. يتطلع الراغبون في نزع فتيل التوتر وإطفاء حرائقه إلى الاستماع لصوت السلطنة وآرائها السديدة، وذلك بطبيعة الحال من منطلق الخبرة السياسية والنهج الحكيم الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأيضًا من حقيقة واقعة مفادها أن جهود السلطنة لحل أية أزمة لا تنبع إلا من مقاصد نبيلة تتمثل في إرساء السلام ودعم الاستقرار وازدهار الشعوب.
فعلى امتداد العقود الماضية لم تكن سياسات السلطنة ومواقفها حيال مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية إلا تجسيدًا لإيمان عميق بضرورة العمل على تحقيق السلام، وانتهاج الحوار سبيلًا وحيدًا لحل القضايا والنزاعات.
فالدبلوماسية العمانية الحكيمة وما تتميز به من بُعد نظر دائمًا ما ترى في إرساء السلام وتحقيق الأمن أمرًا ضروريًّا لتحقيق الشعوب للتقدم والازدهار في ظل عالم يحتاج إلى التعاون والتواصل الحضاري أكثر من انقياده وراء دعوات الحرب والدمار، وذلك حتى تستطيع الأجيال الحالية والقادمة تحقيق ما تصبو إليه من تطلعات.
ومثلما تتميز السياسة العمانية بالهدوء والاتزان، مع العمل على مد أواصر التعاون والحوار مع مختلف دول العالم، وانتهاج الحياد الإيجابي والوقوف إلى جانب الحق والعدل في مختلف القضايا .. فإنها أيضًا تبتعد كل البعد عن أي ضجيج إعلامي، حتى أن السلطنة لا تفضل دائمًا الإعلان عن جهودها في حل الكثير من النزاعات ليأتي الإعلان عبر تثمين مختلف الأطراف لمواقف السلطنة.
كما أن ثقة العالم بحكمة جلالة السلطان وبُعد نظره وكذلك مصداقية السلطنة، وجدّيتها وحرصها على بذل كل ما تستطيع، دون حسابات خاصة يدفع الجميع إلى التطلع للسلطنة والاتجاه إليها، وذلك نظرًا لدورها المتوازن وحرصها دومًا على علاقاتها مع مختلف الأطراف المعنية.
ولعل استضافة السلطنة للعديد من الوفود، سواء كان على صعيد الأزمات في اليمن وسوريا وليبيا يعد تجسيدًا لأسهام العماني المتواصل في التعاطي بإيجابية وواقعية مع هذه الأزمات والسعي لتحقيق السلام عبر الحوار.
ولأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي بحلها تنطفئ العديد من بؤر التوتر في المنطقة، فإن السلطنة تبذل مختلف المساعي لتحقيق السلام العادل والشامل في إطار الشرعية الدولية، حيث يقود جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ شخصيا جهود السلطنة من أجل هذه الغاية، حيث تأتي الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس واستقبال جلالة السلطان له ضمن الجهود والمساعي العمانية لدعم وتعزيز الموقف الفلسطيني، حيث ثمن الرئيس الفلسطيني هذه الجهود بالقول إن "سلطنة عمان دولة لها عنوان واحد، وهو أنها دولة حكيمة، تقودها الحكمة والعقلانية، لا بد نحن أن نحرص على تواصل مع هذه الدولة التي ليس لها مصالح خاصة، تريد أن تبيع هنا وهنا، وتشتري هنا وهنا، وإنما إذا استطاعت أن تتصدى لمشكلة أو قضية تحلها بصمت، ولا تريد جزاء ولا شكورًا، هذه هي سلطنة عمان".
وبدون أي مصالح خاصة تنطلق جهود السلطنة لحل النزاعات انطلاقًا من مقاصد نبيلة تسعى إلى أن تنعم دول المنطقة وشعوبها بالأمن والسلام والاستقرار.