ـ حمد البلوشي : هذه البعثات تمثل جزءاً من الجهود التي تبذلها الوزارة الهادفة لتوسيع الآفاق العلمية والاجتماعية والمهنية لهذه الفئة
أوضح حمد بن حمود البلوشي مدير عام البعثات بوزارة التعليم العالي عن قيام الوزارة بتخصيص (23) بعثة دراسية خارجية لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة من الطلبة ضمن حالات (الصم والبكم- صعوبات السمع- صعوبات النطق) لمخرجات دبلوم التعليم العام للعام الدراسي 2012/2013 ، لافتاً لأن هذه المبادرة تأتي انطلاقاً من سعي الوزارة الحثيث لتوفير فرص دراسية خارجية وداخلية لهذه الفئة المهمة من المجتمع ، وإيمانا منها بأهمية تزويدهم بالمؤهلات الأكاديمية والعلمية لتمكينها من المساهمة في بناء الوطن ، وبالتالي الاستفادة من قدراتهم العلمية والعملية التي يتمتعون بها كنظرائهم الآخرين من أبناء هذا الوطن المعطاء في المشاريع التنموية بالبلاد.
وأضاف مدير عام البعثات بأن هذه الخطة تأتي ضمن السياسة المتبعة لدى الحكومة والتي تولي اهتماماً بالغاً بهذه الشريحة من أبناء الوطن وتعمل على تذليل العقبات التي تعترضهم باعتبارهم جزءا مهماً ونشطا من المجتمع العماني والتي تمثل جزءاً من الجهود التي تبذلها الوزارة الهادفة لتوسيع الآفاق العلمية والاجتماعية والمهنية لهذه الفئة وتعزيزا لمعارفها العلمية ومهاراتها العملية كون الدول المخصصة للابتعاث يحظى بتطور تقني وعلمي واسع وتتوفر لديها الإمكانيات الأكاديمية والتأهيلية اللازمة .
وأوضح البلوشي أن الوزارة قد وضعت نصب أعينها توفير فرص دراسية خارجية لهذه الشريحة المهمة من المجتمع منذ سنوات عديدة ، إلا أن هذا الطريق لم يكن ممهداً ، إذ أن تحقيق هذا الهدف لم يكن بأمر يسير نظراَ للصعوبات والمعوقات التي كانت تعتريه ، مضيفاً بأنه كخطوة أولى كان لابد أن يتم تذليل كافة التحديات التي تحول دون إنجاز هذه المهمة ، فلذلك استغرق هذا الأمر وقتاً وتطلب بذل جهودا مضنية من قبل المختصين بالوزارة ، للتنسيق والمتابعة مع جهات عديدة سواء داخل الوزارة أو خارجها ، أو حتى خارج السلطنة .
وحول أبرز التحديات والصعوبات التي واجهت تحقيق هذا المشروع أشار مدير عام البعثات إلى أنها تكمن في خمس مسائل جوهرية أولاً : الأخذ بالحسبان الأنواع المختلفة من الإعاقات بدءا من الإعاقة البصرية وصولاً إلى إعاقات الصم والبكم وانتهاء بصعوبات السمع والنطق ، وثانياً : إيجاد مؤسسات تعليمية مناسبة تتوفر فيها كافة الوسائل والمرافق والتسهيلات اللازمة لاحتضان هذه الفئة ، حيث إن كل نوع من هذه الإعاقات يستدعي وجود أجهزة وتقنية وهيئة تدريسية تلبي احتياجاتها الخاصة ، علماً بأن مثل هذه المؤسسات التعليمية نادرة جداً، واشتراطات القبول لديها صعبة نوعاً ما ، ولا يمكن لكثير من الطلبة استيفاءها ، وثالثاً: صعوبة الحصول على برامج دراسية تتوافق مع تطلعات وآمال هذه الفئة وتتناسب مع متطلبات سوق العمل في البلد من جهة ، وتتوافق مع ظروفهم الجسمانية من جهة أخرى ، ورابعاً : توفير السبل الكفيلة بتمكين المبتعثين من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة من مواجهة التحديات والصعوبات المرتبطة بالحياة المعيشية في الغربة كصعوبة التنقل والتعامل مع المجتمع واستيفاء متطلبات الحياة اليومية من ملبس ومأكل ومشرب إلى توفير الاحتياجات الجامعية وغيرها من الأمور. وأخيراً وليس آخراً توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتغطية كافة التكاليف الدراسية لهذه الفئة، واضعين بعين الاعتبار المتطلبات والاحتياجات الخاصة بهم نظراً لظروفهم الجسمانية.
وأضاف حمد البلوشي بأن الجهود التي بذلتها أطراف عدة تكللت في نهاية المطاف بالنجاح حيث تمكنت الملحقية الثقافية بواشنطن من التنسيق مع جامعة جالاديت (Gallaudet University) وهي جامعة مرموقة مختصة بتدريس طلاب ذوي الإعاقة ، حيث ينتمي أعضاء هيئة التدريس والإداريين فيها إلى هذه الفئة ، مما يسهل على الطلبة المبتعثين التأقلم مع الحياة الأكاديمية في هذه المؤسسة التعليمية وحسب مطلب الجامعة فقد تم الاتفاق بأن يقوم مندوبها بزيارة السلطنة، والالتقاء بالطلبة المرشحين للابتعاث لإجراء التقييم المناسب لهم .
وأضاف مدير عام البعثات بأنه اعتباراً من العام الأكاديمي 2014/2015، فإنه سيتم ابتعاث (23) طالباً من ذوي الإعاقة (الصم والبكم- صعوبات السمع- صعوبات النطق) الحاصلين على معدل تنافسي عام (75%) فما فوق في شهادة دبلوم التعليم العام للعام الدراسي 2012/2013، وذلك وفقاً لنص المادة (11) من قانون البعثات والمنح والإعانات الدراسية، حيث إنه تم اختيارهم من بين نحو 100 طالب منتمي إلى هذه الفئة ، من خلال النظام الإلكتروني لمركز القبول الموحد.
وأضاف البلوشي بأنه سيتم تخيير الطالب بين الدراسة بجامعة جالاديت (Gallaudet University) في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة الأردنية الهاشمية ، مشيراً إلى أنه نظراً لخصوصية هذه الفئة وارتفاع كلفة تدريسها واحتياجاتها المعيشية دوناً عن باقي الطلبة. مشيراً إلى أن الوزارة تسعى وبالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة إلى زيادة المخصصات الشهرية لها عن المخصص المعتمد للطلبة الدارسين في بلدان الدراسة نظراً لخصوصية هذه الفئة وستقوم الوزارة بتعيين مشرف أكاديمي مختص لهؤلاء الطلبة في الملحقية الثقافية بواشنطن ليقوم برعايتهم والمساعدة في تسهيل أمورهم الأكاديمية والمعيشية .
وأضاف حمد البلوشي بأن هذه البعثات تمثل نقلة نوعية في نوع وطبيعة البعثات الخارجية، حيث إنها تستهدف شريحة مهمة تستحق الدعم والمساندة ، الأمر الذي سيكون له بالتأكيد مردودات إيجابية ليس على المبتعث المنتمي لفئة الطلبة ذوي الإعاقة فحسب ، وإنما على الوطن أيضاً ، وسوف يتم رعايتهم أكاديمياً من قبل الملحقية الثقافية بواشنطن والمديرية العامة للبعثات بناءً على بنود مواد قانون البعثات والمنح والإعانات الدراسية ولائحته التنفيذية أسوة بباقي زملائهم من الطلبة المبتعثين ، منوهاً بأن على هؤلاء الطلبة الاستغلال الأمثل لهذه الفرص الدراسية وبذل جهودهم الدراسية في سبيل الاستفادة القصوى من الإمكانيات العلمية والأكاديمية المتاحة في دول الابتعاث ، وأن يكونوا خير سفراء لبلدهم يمتازون بالأخلاق والتقاليد العمانية العريقة.