[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هي الحرب المفتوحة، هكذا شرعة تاريخها، ومن ثم نصها الإلهي. كل إسرائيلي مسؤول اليوم عن مساهمته في جريمة اغتصاب وطن، وحتى عن سكوته عن تلك الجريمة. ولهذا لا تنتهي حرب غزة، التي استكملت معركة الكرامة وكل الحروب الصغيرة والكبيرة وحتى الفردية منها وحروب حزب الله مع إسرائيل وبالذات 2006م. لن تغلق حرب تقرر فيها انتصار المظلوم والمقتول الذي قرر أن ينهي صراعا لا يجب أن يتجاوز أكثر من سنين النكبة.
ابتهجت غزة بنصر فعلته بدمها وبدمارها، لكن عينها على الحرب المقبلة التي ستشيب رؤوس الإسرائيليين .. سيقال فيها يا محلى ما قبلها. وفي تلك الحرب سيستنجد الإسرائيلي لكنه سيكون خاسرا لعالمه وللعالم الآخر، فهل يفعلها عندما يستعمل النووي، أم أنها مجرد دعاية كونه لا يملك من تلك القنابل شيئا كما يقول ويؤكد أحد المسؤولين العرب.
منذ لحظة توقف النار في غزة، سرت قشعريرة في جسد نتنياهو: لقد جاء وقت حساب سبب الإخفاق في الحرب. ستكتشف لجنة تقصي الحقائق أنه كان عالقا فيها، فهو لا يفضل المضي فيها ولا يعرف كيفية الخروج منها .. بيد المقاومة وحدها كان الحل.
سيرد نتنياهو بأني لم أخسر الحرب، سيقال له أنت لم تربحها إذن خسرتها. سيكثر الجدل حول نقاط عديدة: لم يستطع فك الرمز الأكبر وهو الأنفاق التي ظلت على حالها .. ولم يتمكن من إنهاء سلاح المقاومة بل سيتعاظم، وفي حين قصفت المقاومة الفلسطينية نصف إسرائيل بأكثر من أربعة آلاف صاروخ وقذيفة لم يتمكن الباتريوت من صد سوى سبعمئة تقريبا، إذن لا حكمة لهذه الصواريخ، ثم جاءت الخسائر الاقتصادية بالمليارات بعدما شلت الحياة تماما وتوقفت مصانع عن العمل لخمسين يوما، وتوقفت عائدات السياحة الضخمة، ثم أليس للهلع الذي أمسك برقاب المستوطنين ثمن كبير أيضا .. وها هي غزة تحصل على ما تريد ويكون لها البحر وغدا المطار حسب إصرار الزهار على فتحه .. أشياء كثيرة ستقال لنتنياهو عندما يتم فتح سجل الحرب والعدوان على غزة، والتي يكون أبرزها بالتالي ما جرى في العالم من متغيرات ضد إسرائيل التي برزت كوحش مفترس تقتل الأطفال وتدمر البيوت وخصوصا في الأيام الأخيرة حيث جن جنونها فدمرت الأبراج. كما سيقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إن ثلة من المقاتلين أوقفوا زحف الجيش الذي تحول إلى كذبة فصار يقهر في كل مكان. صحيح كان قهّارا في زمن ما لكنه صار مقهورا.
يسقط قادة إسرائيل كأوراق الخريف بعدما يبست عروقهم نتيجة اللا أمل في كسب أي رهان .. تقلبت على إسرائيل وجوه عديدة بعضهم ربح معركة ثم خرج من الحياة السياسية، وبعضهم خسرها فخرج أيضا مرذولا .. معظمهم مات كئيبا مقهورا حاملا لعقدة الحروب التي لن تنتهي، وكل حرب جرت وراءها الأخرى، وهذا يعني أن لا سلام ولا طمأنينة للكيان الصهيوني. فالأصيل هو الباقي، وكل هذا الكيان الطارئ زائل بعدما صارت قوته فضيحة ذاته ولشعبه ولكل من آمن بأنه وجد ليبقى.
انتصرت غزة، ربحت حربا بدمائها، وكسبت رهانها على صبرها وقوة شعبها وبأسه. وها هي تستعد للنزال الآتي آملة أن يكون بدء التحرير المنتظر.