لندن ـ العمانية: كشفت دراسة علمية حديثة أن مرض باركنسون (الشلل الرعاش) قد ترجع بدايته إلى الجهاز الهضمي. وأوضحت المؤسسة البريطانية للشلل الرعاش إن الدراسة تدعم أدلة قوية على أن المرض مصدره خارج المخ وأن الأمعاء وجهاز الهضم قد يكون لهما تأثير عليه . وقد توصل العلماء إلى أن الأشخاص الذين يتم استئصال زائدتهم الدودية أقل عرضة للإصابة بالمرض الذي يتسبب في تلف الأعصاب، حيث تحتوي الزائدة على المادة التي تؤدي إلى موت خلايا المخ وهي (بروتيناً ساما) يدعى (ألفا سينوسيلين) يوجد في أدمغة المصابين بالشلل الرعاش، منوهة إلى أنه في حالة الإصابة بالشلل الرعاش تتراكم البروتينات السامة في المخ فتقتل الأعصاب خاصة تلك المرتبطة بالحركة وتؤدي إلى الإضرار بها، كما يؤثر المرض على الحواس والذاكرة والحالة المزاجية. وقام باحثون في معهد فان أنديل البحثي في ميتشجان أثناء الدراسة بفحص بيانات 1.7مليون شخص على مدار خمسين عاما، فاستنتجوا أن احتمال الإصابة بالشلل الرعاش يقل بنسبة 20 في المائة لدى الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الزائدة، كما وجدوا أن تحليل محتويات الزائدة الدودية لدى الكثير من الأشخاص يظهر احتواءها البروتين السام (ألفا سينوسيلين) وأن الأمعاء هي مكان نمو هذا البروتين، الذي ينتقل إلى المخ عبر العصب . وقالت كلير بيل في المؤسسة البريطانية للشلل الرعاش: إن البحث مهم للغاية لأنه يقدم عددا من أهم الأدلة حتى الآن على أن الشلل الرعاش قد يبدأ خارج المخ، وهي فكرة ثورية جديدة ظهرت في المجال العلمي".. مضيفة "إدراكنا لمكان ظهور المرض وكيفية ظهوره أمر حيوي لتطوير علاجات يمكنها إيقاف المرض أو الحيلولة دون حدوثه". وأكدت بيل على ضرورة القيام بالإجراءات الأكثر حكمة وهي السيطرة على تكون بروتين (ألفا سينوسيلين) بصورة زائدة للحيلولة دون تسربه بدلاً من استئصال الزائدة كوسيلة للوقاية من الشلل الرعاش. وخلصت الدراسة إلى أن الغالبية العظمى من الذين جرى فحصهم لديهم نسبة عالية من بروتين (ألفا سينوسيلين) في الزائدة الدودية، وعادة ما يعاني هؤلاء المرضي من اضطرابات الجهاز الهضمي، كما تشير الدراسات الطبية على الفئران أن تلك البكتيريا التي تعيش في الأمعاء سبب رئيسي للمرض، إلا أنه يوجد اختلاف نسبي في تكوين البروتين لدى المصابين بالشلل الرعاش والأصحاء. يذكر أن الزائدة الدودية هي عبارة عن حوصلة صغيرة في فتحة الأمعاء الغليظة، وتعد العضو عديم الاستخدام الأشهر في جسم الإنسان.